كرس الناشطون الموالون لروسيا استراتيجيتهم الهجومية، حيث استولوا أمس، على مبان حكومية وأمنية إضافية في مناطق شرقي أوكرانيا الناطقة بالروسية، وبعد ستة أيام على أول سلسلة من الهجمات على مبان حكومية، استولى الناشطون على مركز للشرطة ومقر أجهزة الأمن في مدينة سلافيانسك وعلى مقر للشرطة في مدينة دونيتسك . ودعا أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال رئيس أوكرانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، بعد أن احتل الموالون لروسيا مباني حكومية في مدينة سلافيانسك، وقال متحدث "سيعقد مجلس الأمن والدفاع الأوكراني اجتماعاً بسبب الوضع في شرقي أوكرانيا" . واستولى ناشطون على مركز الشرطة في سلافيانسك (60 كلم من دونيتسك)، وكتب وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف على صفحته على "فيس بوك" إن "رجالا مسلحين يرتدون بزات تمويه سيطروا على مركز سلافيانسك ورد الفعل سيكون قوياً"، وواصل الناشطون تحركهم، واستولوا على مقر أجهزة الأمن في المدينة بعد الظهر، وأفادت شرطة منطقة دونيتسك، في بيان أن "المجموعة المسلحة نفسها التي استولت على مركز الشرطة في المنطقة، استولت على مبنى الأجهزة الأمنية"، وذكرت ورئيس بلدية سلافيانسك أن المهاجمين أتوا من مدينة دونيتسك، التي يسيطر فيها الموالون لروسيا منذ نحو أسبوع على مقر الإدارة الإقليمية . وحظي الناشطون بدعم من السكان، حيث تجمع كثيرون أمام المبنيين، وهتفوا "روسيا! روسيا!" . وأظهر المتظاهرون قسوة تجاه الصحفيين الأجانب في المكان . وفي دونيتسك اقتحم متظاهرون يحملون الهراوات والعصي مقر الشرطة، ولم يواجه المتظاهرون الذين ناهز عددهم مئتين أي مقاومة، فيما شوهد عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب أرسلوا إلى المكان لحماية المبنى يضعون أشرطة برتقالية وسوداء بلوني المؤيدين لروسيا، ويطالب الموالون لروسيا، الذين يسيطرون أيضا منذ نحو ستة أسابيع على مقر أجهزة الأمن في لوغانسك، بالانضمام إلى روسيا أو إجراء استفتاء حول توسيع الحكم الذاتي الإقليمي . وقال رئيس بلدية سلافيانسك "نحن جميعاً متفقون، المدينة كلها ستقف للدفاع عن الناشطين الذين سيطروا على المبنى"، في إشارة إلى رفض أي تدخل بالقوة من السلطات . ووفقا لوزارة الداخلية الأوكرانية فإن المعتدين استولوا على 20 بندقية وأكثر من 400 مسدس من نوع ماكاروف، وقاموا بتوزيعها على أنصارهم . وعلى الطريق بين مدينتي سلافيانسك ودونيتسك لاحظ صحفيون متظاهرين يتجمعون أمام المباني العامة في مدينة واحدة على الأقل، وعلى خلفية تلك الاضطرابات أعلنت الحكومة المؤقتة في كييف إقالة مسؤول أجهزة الأمن الإقليمية، فيما قال قائد الشرطة الإقليمية في دونيتسك كوستيانتين بوجيداييف إنه استقال من منصبه نزولاً على مطالب المحتجين . وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، طلب وزير الخارجية الأوكراني اندري ديشتشيتسا من روسيا وقف "الاستفزازات" في الشرق، واعتبر بيان للخارجية الروسية أن "تهديدات كييف الدائمة بشن هجوم على المباني التي احتلها المتظاهرون في دونيتسك ولوغانسك لا يمكن القبول بها"، ودعا لافروف الطرف الآخر إلى "التحرك فقط في شكل سلمي، عبر الحوار، مع أخذ المطالب المشروعة لجنوب وجنوبي شرق أوكرانيا في الاعتبار، بما في ذلك مشاركة ممثلين لهذه المناطق في الإصلاح الدستوري" . وفي محاولة لحل الأزمة التي أثارتها الأحداث في أوكرانيا وهي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الباردة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انعقاد اجتماع رباعي في 17 نيسان/إبريل، في جنيف بين أوكرانياوروسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما أوضحت الخارجية الروسية أن الاجتماع لا يزال في طور الإعداد ولم يتحدد أي شيء في شكل واضح، وقالت "لتفادي أي التباس، نود التوضيح أن تنظيم هذا الاجتماع مستمر، لكن حتى الآن، لم نتوافق لا على جدول الأعمال ولا على الشكل"، وأضافت "إذا كانت الولاياتالمتحدة توافقت مسبقاً على كل شيء مع المشاركين الآخرين، من دون روسيا، وحددت موعد ومكان اللقاء فربما يمكنها إعلان نتائجه من الآن، ربما تستطيع أيضا للمناسبة نفسها توضيح سبب عدم سداد الدين الأوكراني ل "غازبروم"" . وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا بأن تبعث بإشارات للتهدئة قبل اجتماع الأزمة المزمع عقده في جنيف لبحث الوضع في أوكرانيا، وقال إن كل الأمور يمكن أن تسير فقط إذا بعثت روسيا بإشارات على التهدئة ومنها على سبيل المثال الاستمرار في سحب قواتها بطول الحدود مع أوكرانيا، وعن هذا الاجتماع، أكد أنه "مجرد بداية للعمل" مقللاً من الآمال المعلقة عليه، وأضاف أن الاجتماع "في حد ذاته له قيمته، حيث لم يكن أحد يصدق قبل ثلاثة أسابيع أنه من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع وسأكون سعيداً عندما يتم استغلال أول جلسة لإعداد برنامج عمل" . وأعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات بحق ستة مسؤولين في القرم ومسؤول أوكراني سابق ومجموعة غاز يشتبه بأنهم يهددون "السلام والاستقرار في أوكرانيا"، وقال ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكي إن "القرم أرض محتلة، سنواصل فرض عقوبات على من يستمرون في انتهاك سيادة أوكرانيا"، وشملت العقوبات شركة تشيرنومورنيفتيغاز ومقرها القرم . وقال وزير الخزانة الأمريكي جاك لو إن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ستدعم زيادة العقوبات ضد روسيا إذا صعدت موسكو الأزمة، وأضاف "توجد وحدة كبيرة وقوية بين مجموعة السبع بشأن زيادة العقوبات والتكاليف رداً على تصعيد العمل من جانب روسيا" . إلى ذلك، استبعد رئيس الوفد الروسي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ألكسي بوشكوف، أن يكون الحوار ممكناً بين روسيا والجمعية الأوروبية بعد العقوبات الأخيرة، وقال في تغريدة على "تويتر" إن "رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يريد حواراً مع روسيا؟، لا داعي للوهم، لا أعتقد أنه بعد عقوبات الجمعية البرلمانية ضد روسيا يمكن الحديث عن حوار ما" . وذكرت وسائل إعلام روسية أن مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا التي تزور موسكو حالياً حملت الاتحاد الأوروبي مسؤولية إعلان حرب باردة جديدة على روسيا ستضر بجميع الأطراف . (وكالات) الخليج الامارتية