أميركا وبريطانيا ضامنتا وحدة أوكرانيا، وأي اعتداء عليها اعتداء عليهما، والتدفق الروسي إلى القرم ينزل فلاديمير بوتين بمنزلة أدولف هتلر. إيلاف من بيروت: كانت أنظار العالم متجهة كلها إلى ميدنة يبرود بريف دمشق، فانتقلت فجأة إلى مدينة سيفاستوبول بريف أوكرانيا. فالروس يتدفقون زرافات ووحدانا إلى شبه جزيرة القرم، وقد اكد ضباط في حرس الحدود الاوكراني اليوم الاثنين أن جنودًا روس يصلون بكثافة إلى القرم، في انتهاك للاتفاقيات الدولية. وأمهل الأسطول الروسي في البحر الأسود، الاثنين، الجنود الأوكرانيين في القرم 12 ساعة "للاستسلام"، حسبما أفادت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية. وبحسب تقارير صحفية، حطت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية عشر مروحيات وثماني طائرات نقل روسية في القرم، من دون إبلاغ أوكرانيا، بالرغم من أن الاتفاقات المبرمة بين البلدين، بشأن وضع الاسطول الروسي في البحر الاسود، المتمركز في القرم، تنص على ابلاغ أوكرانيا المسبق عن أي تحركات مماثلة للقوات الروسية، قبل 72 ساعة من حصولها على الأقل. واحتل نحو 300 متظاهر موالين لروسيا الاثنين مبنى الحكومة الاقليمية في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا والتي تعد معقل الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش بحسب وكالة فرانس برس. وتجمع ما بين 300 و400 متظاهر في وقت سابق من الاثنين امام المبنى ورفعوا الاعلام الروسية وهتفوا "روسيا، روسيا" قبل ان تقتحم مجموعة صغيرة منهم المبنى وتحطم النوافذ وتحتل عددا من طوابقه. وأعلنت السلطات الأوكرانية إقالة القائد الأعلى لقوات البحرية الأوكرانية، الأميرال دنيس بيريزوفسكي، واتهامه بالخيانة بعدما قرر تسليم مقره في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وكان بيريزوفسكي، قد أعلن ولاءه للسلطات المؤيدة لروسيا فى شبه جزيرة القرم، وتعهد خلال مؤتمر صحافي بإطاعة أوامر رئيس جمهورية القرم، وحماية سكانها. أين الضامن؟ وقد أكدت يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة، في كلمة وجهتها إلى الامة اليوم الاثنين، أن روسيا اعلنت الحرب ليس على أوكرانيا فحسب بل كذلك على الولاياتالمتحدة وبريطانيا الضامنتين لسيادة البلاد، باحتلالها شبه جزيرة القرم. وأضافت في فيديو نشر على موقعها على الانترنت: "يدرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيدًا أنه عبر اعلانه الحرب علينا، فإنه يعلنها على ضامني أمننا، أي الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ولا اعتقد أن روسيا ستخرق هذا الخط الاحمر، وإن فعلت فستخسر". واعتبرت أن الاعتداء الروسي على القرم كان ليكون مستحيلًا لو انضمت اوكرانيا الى الحلف الاطلسي سابقًا. والمعروف أن روسياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا تضمن وحدة الاراضي الاوكرانية منذ العام 1994، عندما تخلي كييف عن أسلحتها النووية. هتلر جديد وقد اثار الدخول الروسي غير المعلن إلى القرم استياءً أوروبيًا، كان أقواه تشبيه وزير الخارجية التشيكي السابق كاريل شفارتزنبرغ بوتين بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. وقال شفارتزنبرغ، في مقابلة مع الصحيفة النمساوية أوسترايش: "ما يحدث في اوكرانيا تكرار للتاريخ، حين اجتاحت جيوش ألمانيا النازية النمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا في العامين 1938 و1939، وبوتين يتصرف وفق المبدأ نفسه الذي اتبعه هتلر". وقال شفارتزنبرغ: "كان بوتين يريد غزو القرم، وكان يحتاج إلى ذريعة، وقال إن مواطنيه هناك يعانون من القمع، لكن الروس في القرم ليسوا أبدًا ضحايا أي تمييز، فعندما أراد هتلر ضم النمسا، قال إن الالمان هناك يعانون من القمع، وعلى أوروبا أن تعبر لبوتين بوضوح أن ما يفعله انتهاك للقانون لن تسمح بمروره". شهية الجوارح وكذلك صرح وزير الخارجية البولوني رادوسلاف سيكورسكي اليوم الاثنين أن روسيا ستواجه عواقب وخيمة بعد تدخلها في القرم. وقال: "نعرف أن شهية الجوارح تفتح عند الاكل، ورهان العالم الحر الآن هو معارضة هذا المنطق". واضاف: "روسيا ستواجه عواقب وخيمة لتدخلها في اوكرانيا". وفي ختام اجتماع لمجلس الامن القومي البولوني، قال الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي إن بلاده ستدعم فكرة فرض عقوبات اوروبية على روسيا. واقترح الرئيس البولوني بدء مشاورات متواصلة بين اعضاء حلف شمال الاطلسي خصوصا في مجالات التخطيط والاستخبارات ورصد الوضع شرق حدود الحلف عن كثب. كما اقترح ايضًا عقد دورة مقبلة للجنة المشتركة للحلف وأوكرانيا في كييف. وتابع "بينما يتعلق الامر بمنع تصاعد (التوتر) في اوكرانيا، يجب ان يكون الاتحاد الاوروبي قادرا على تبني موقف اكثر حزما حول امكان فرض عقوبات اقتصادية وسياسية"، مؤكدا ان بولونيا "ستعرض موقفا من هذا النوع في المجلس الاوروبي". لحماية الأقليات من جانبه، حث بان كي مون، أمين عام الاممالمتحدة، روسيا على تجنب أي تحركات يمكن أن تزيد الوضع في اوكرانيا تدهورًا، قبل الاجتماع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال لافروف، أثناء افتتاح الجلسة الرئيسية السنوية لمجلس حقوق الانسان: "إن من يحاول تفسير الموقف على أنه عدوان، ويهدد بالعقوبات والمقاطعة، هو نفسه الذي شجع بصورة منهجية رفض الحوار، وشجع على استقطاب المجتمع الاوكراني"، متهمًا الحكومة الاوكرانية الجديدة بانها تريد مهاجمة الاقليات. التفاصيل وقال: "المتشددون يسيطرون على المدن، وبدلا من الوعود التي قطعت، تم تشكيل حكومة من المنتصرين، واتخذ قرار في البرلمان الاوكراني لخفض حقوق الاقليات اللغوية، وقيل إنه يتعين معاقبة اللغة الروسية، وينوي المنتصرون استخدام ثمار انتصاراتهم لمهاجمة حقوق الانسان"، مدافعًا عن تشكيل وحدات للدفاع الذاتي، لحماية السكان. وأضاف: "القرم طلبت من الرئيس الروسي احلال السلام، في دعوة مطابقة للقانون الروسي". ودعا لافروف الدول الغربية للتحلي بحس المسؤولية، ووضع الحسابات السياسية جانبًا، وتقديم مصالح الشعب الاوكراني. ايلاف