أطلق الجيش الاوكراني، أمس، عملية عسكرية واسعة قرب سلافيانسك الانفصالية الخاضعة منذ منتصف أبريل لسيطرة موالين لروسيا شرق البلاد، في محاولة لاستعادة سلطته على هذه المدينة التي يحتجز فيها متمردون مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا منذ اسبوع، فيما استنكرت موسكو العملية العسكرية، معتبرة انها تجر أوكرانيا إلى الكارثة، ودعت الغرب إلى العدول عن «سياساته الهدامة»، وأعلنت أن مرتزقة أجانب يقاتلون في صفوف الجيش الأوكراني، ودعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، لبحث العملية التي يقوم بها الجيش الأوكراني. وتفصيلاً، أفاد مراسل ل«فرانس برس» بأن صوت إطلاق نار وانفجارات قوية كان مسموعاً في شمال المدينة. وصرحت المتحدثة باسم الانفصاليين ل«فرانس برس» بأنه «هجوم شامل»، مؤكدة انه تم إسقاط مروحية تابعة للجيش الأوكراني. وأضافت أن «مدينة بيلباسيفكا يحتلها» عسكريون أوكرانيون. موسكو تلوّح بخفض إمداد أوكرانيا بالغاز أعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، أمس، أن روسيا قد تخفض شحنات الغاز إلى اوكرانيا إذا لم تتسلم منها دفعة مالية مسبقة في مايو. وقال في ختام اجتماع مع نظيره الاوكراني يوري برودان والمفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غانتر اويتينغر «سيكون من الممكن تسديد ثمن الشحنات حتى 31 مايو. إذا لم تسدد فاتورة يونيو قبل 31 مايو، فإنه سيكون من حق غازبروم خفض شحناتها من الغاز إلى أوكرانيا أو الابقاء على الشحنات عند مستوى يتم الاتفاق بشأنه قبل 31 مايو». وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» ان جنودا اوكرانيين سيطروا على حاجز للمتمردين جنوبالمدينة. وكانت مدينة سلافيانسك هادئة نسبيا. وكان الانفصاليون أعلنوا أن مروحية شوهدت قبل ذلك وهي تحلق بشكل دائري، وعلى علو منخفض، في ما يبدو انه جزء من هجوم تشنه القوات الأوكرانية. واشعل الانفصاليون إطارات لإصدار ساتر من الدخان. وقد حذر زعيم الانفصاليين فياتشيسلاف بونوماريف، الذي أعلن نفسه رئيساً لبلدية المدينة منذ أيام، من هجوم أوكراني. وقال وزير الداخلية الأوكراني، ارسن أفاكوف، إن طيارا قتل وأصيب آخرون، بعد ان استخدم الانفصاليون في بلدة سلافيانسك الشرقية صواريخ مضادة للطائرات ضد قوات كييف، واتهم الانفصاليين باستخدام قوات من المرتزقة. في المقابل، أعلنت الخارجية الروسية في بيان «كما حذرنا مرارا، فإن الزج بالجيش ضد الشعب هي جريمة، ستجر أوكرانيا إلى الكارثة»، وعبرت عن سخطها بعد بدء عملية انتقامية في سلافيانسك، بمشاركة عناصر من حركة برافي سكتور القومية المتطرفة شبه العسكرية. وأضاف «كما ندعو بحزم الغرب إلى التخلي عن سياساته الهدامة إزاء أوكرانيا». وقالت إن «روسيا تعرب عن امتعاضها من بدء عملية عسكرية في سلافيانسك بمساعدة إرهابيين من تنظيم القطاع الأيمن، وغيره من التنظيمات القومية المتطرفة». وأشارت الخارجية إلى أن «وحدات الجيش الأوكراني تستخدم الدبابات والأسلحة الثقيلة والمروحيات القتالية في قصف المتظاهرين، وثمة معلومات عن وقوع قتلى». وأشار البيان إلى أن شروع سلطات كييف بعملية عسكرية ضد المدنيين يكشف نفاقها وزيف ادعاءاتها ونواياها حول سعيها للبدء بحوار وطني شامل. وأضافت الوزارة أن موسكو أرسلت، بطلب من شركائها الغربيين إلى دونيتسك، وبالتنسيق مع قيادة مجلس أوروبا، فلاديمير لوكين، مبعوث الرئيس الروسي، للمساهمة في تسوية أمر الإفراج عن المراقبين العسكريين المحتجزين في سلافيانسك، مجدّدة مطالبتها بضمان أمن المبعوث الروسي، وملمّحة إلى «إمكانية قيام نظام كييف باستفزازات لعرقلة مهمته التي تتعرض حالياً للانهيار إثر العملية العسكرية العدوانية التي يشنها الجيش الأوكراني، بالتعاون مع الإرهابيين الراديكاليين ضد سلافيانسك». واعتبرت الخارجية أن «واشنطن تغض الطرف عن مشاركة مرتزقة أميركيين في القتال في أوكرانيا، وتحاول عرقلة الحوار بين الأوكرانيين»، مجدّدة التذكير بأن الولاياتالمتحدة الأميركية «نفت بطريقة غامضة معلومات سابقة بشأن وجود مرتزقة من مؤسسة عسكرية أميركية، خصوصاً على الأرضي الأوكرانية، مع العلم بأن هذه المؤسسات لا تستطيع العمل في الخارج من دون ترخيص من الخارجية الأميركية». وقال البيان إن «الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بدعمهما منظمي الانقلاب في كييف في قمع الاحتجاجات بالقوة إنما يأخذان على عاتقهما مسؤولية كبيرة، وهما عملياً يقطعان طريق الحل السلمي للأزمة»، مشيراً إلى أنه «في هذا السياق لا يبدو من قبل المصادفة على الإطلاق رفض واشنطن دعم اقتراح تنظيم حوار تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بين ممثلي السلطة في كييف، وأقاليم جنوب شرق أوكرانيا». الامارات اليوم