قتل أربعة أشخاص أمس، في تبادل إطلاق نار قرب سلافيانسك شرقي أوكرانيا، ما يقوض هدنة عيد الفصح الهشة في الجمهورية المضطربة، فيما أعلنت موسكو عن "غضبها الشديد" للحادث . وقال رئيس البلدية التي يسيطر عليها الموالون لموسكو فياتشيسلاف بونوماريف إن 3 ناشطين ومهاجماً قتلوا في اشتباك عند حاجز أقامه الناشطون في قرية بيلباسيفكا على مسافة بضعة كيلومترات غربي سلافيانسك، ولم تعرف هوية المهاجم، فيما قال الناشط فلاديمير (20 عاماً) إن "أربع سيارات وصلت إلى قرب حاجزنا قرابة الساعة الأولى فجراً، أردنا السيطرة عليها فتم إطلاق النار علينا بأسلحة رشاشة"، وأضاف أن "المهاجمين كانوا نحو ،20 وصلت سريعاً تعزيزات إلى حاجزنا وفر المهاجمون، لا أعلم ما إذا كان قتل احد منهم، إذا حصل ذلك فقد حملوهم معهم"، لافتاً إلى ثلاثة قتلى وأربعة جرحى في صفوف الناشطين . وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن غضبها الشديد حيال الحادث، وحثت كييف على الالتزام بشروط الاتفاق الدولي الذي وقع أخيراً في جنيف وخفض تصعيد الوضع، ونقلت وكالات الأنباء الروسية بياناً للوزارة قالت فيه إن "الجانب الروسي يشعر بالغضب الشديد من هذا الاستفزاز الذي يقوم به المقاتلون"، وأضافت أن "الجانب الروسي يؤكد ضرورة أن تفي أوكرانيا بدقة بالالتزامات التي قطعتها لخفض تصعيد الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا"، وحملت مسؤولية مقتل "المدنيين الأبرياء" لما يسمى الحزب اليميني المتشدد الذي قاد الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط الماضي، وتابعت أن السكان عثروا على سيارات المهاجمين وكانت تحتوي على أسلحة وخرائط أقمار اصطناعية وبطاقات لأعضاء "القطاع الأيمن" (برافي سكتور) . إلا أن متحدثاً باسم الحزب في كييف نفى تلك التهم ووصفها بأنها "دعاية إعلامية" و"أكاذيب"، وصرح ارتيوم سكوروبادسكي "هذا استفزاز صريح من الكرملين" . واعتبرت فيكتوريا سيومار نائبة رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أن موسكو تقف وراء العنف لمحاولة تصوير كييف على أنها فقدت السيطرة على المناطق الشرقية، وقالت إنه حتى عطلة عيد الفصح "لم تكف الدعاية الروسية عن شن حرب إعلامية" . وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين افاكوف أنه زار شرقي البلاد، حيث تفقد قوات الحرس الوطني التي انتشرت في هذه المنطقة الناطقة بالروسية رداً على تمرد الانفصاليين . وقال التلفزيون الروسي إن خمسة أشخاص قتلوا عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش يحرسها انفصاليون قرب مدينة سلافيانسك، وقال شاهد إنه رأى جثتين إحداهما عليها آثار إصابة بأعيرة نارية في الرأس والوجه عند نقطة تفتيش خارج المدينة، وأضاف أن أحد القتيلين كان يرتدي زياً عسكرياً والآخر ملابس مدنية، وذكر أن الشرطة كانت تجري تحقيقاً في المكان . ونقلت محطة "روسيا 24" الإخبارية المملوكة للدولة عن مراسلها في سلافيانسك قوله إن ثلاثة من القتلى من بين الانفصاليين والقتيلان الآخران من المجموعة التي هاجمت نقطة التفتيش . وطالب رئيس بلدية مدينة سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف الرئيس الروسي بإرسال قوات روسية، معلناً حظراً للتجول في المدينة، وقال في مؤتمر صحفي موجها نداء إلى بوتين "نطلب منكم أن تبحثوا في أسرع وقت إمكان إرسال قوات لحفظ السلام للدفاع عن السكان ضد الفاشيين"، وأكد أن السكان مهددون من مجموعة "برافي سكتور" التي حملها مسؤولية المواجهة الدامية، وأعلن أن "حظراً للتجول بدأ تطبيقه من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً" . وقال جهاز الأمن الأوكراني في بيان يصف الحادث بأنه "هجوم مدبر" "تحول المسلحون الخارجون على القانون والمخربون الذين يروعون السكان إلى الاستفزاز المصحوب باستهزاء"، وأضاف أنه لم توجد أي مجموعة "سوى المخربين والمجرمين الذين يتلقون الدعم والسلاح من المخابرات العسكرية الروسية"، وذكرت الخارجية أن شرطتها لم يعد بإمكانها مزاولة نشاطها في سلافسيانك، لكنها قالت إنها تحققت من أن ثلاثة رجال على الأقل قتلوا، في ما تشتبه أنه حادث دبره عملاء روس، ونفت أن تكون أي من قواتها شنت الهجوم . وفي تصريحات لتلفزيون أمريكي، انتقد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أنه "يحلم باستعادة الاتحاد السوفييتي"، ودان من يوزعون منشورات تطالب اليهود بتسجيل أنفسهم لدى سلطات كييف في لوائح مخصصة لهم، تحت طائلة تعرضهم للترحيل ومصادرة ممتلكاتهم، ووصفهم بأنهم "أوغاد" تجب محاكمتهم . ووسط التوترات التي تذكر بالحرب الباردة، قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنها سترسل فريقاً متخصصاً إلى أوكرانيا، وتوجه وسيط من المنظمة إلى شرقي أوكرانيا في مسعى لحمل الانفصاليين على الاستسلام، بعد أن أعلنت حكومة كييف هدنة خلال عيد القيامة في أعقاب اتفاق سلام . وقال المبعوث السويسري كريستيان شونينبرغر الذي ترأس دولته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أعقاب اجتماع في العاصمة الأوكرانية مع دبلوماسيين من الأطراف الأربعة في اتفاق جنيف إن مراقبي المنظمة تحدثوا مع عدد من النشطاء، وأضاف "في الوقت الراهن لا توجد إرادة سياسة للرحيل" . ودعا وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير جميع الإطراف إلى الالتزام باتفاق جنيف . وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتيا عقب الاجتماع إن مسؤولي منظمة الأمن والتعاون والسلطات المحلية في شرق البلاد سيعملون على "تحديد إجراءات عملية لتنفيذ اتفاق جنيف خلال اليوم أو اليومين المقبلين" . وتبادل بطريركا الروم الأرثوذكس في كييف وموسكو الاتهامات بشأن الأزمة في أوكرانيا . (وكالات) الخليج الامارتية