شيء ما "البوكر" العربية ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 06/05/2014 روايات عربية ست، بلغت القائمة القصيرة لترشيحات جائزة "البوكر" العربية للرواية، هي: "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للسوري خالد خليفة، "طائر أزرق يحلق معي" للمغربي يوسف فاضل، "طشاري" للعراقية إنعام كجه جي، "تغريبة العبدي" للمغربي عبد الرحيم الحبيبي، و"الفيل الأزرق" للمصري أحمد مراد، وأخيراً: "فرانكشتاين في بغداد" للعراقي أحمد السعداوي الذي وقع عليها إختيار لجنة التحكيم للفوز بالجائزة . أضحت أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مقر الجائزة، محط أنظار الأوساط الثقافية والأدبية والنقدية، التي تبدي اهتماماً ملحوظاً بشأن الجائزة، التي غدت، عن حق، حدثاً أدبياً سنوياً مهماً، يسلط الضوء على المنجز الروائي العربي، ويقدم لنا، كل عام، أعمالاً لافتة، سواء تلك التي تفوز بالجائزة، أو تعلن ضمن قائمتيها الطويلة والقصيرة . يعزز ذلك أن الرواية، إذا ما تحدثنا عن خريطة الإبداع العربي هي الجنس الأكثرخصوبة في اللحظة الراهنة، مشرقاً ومغرباً، سواء فيما كانت تصنف بصورة تقليدية كمراكز للثقافة العربية، وتلك التي نُظر إليها كأطراف، فعانت ما عانت بسبب ذلك من تهميش . ولأن القائمة القصيرة للجائزة ضمت عملين روائيين من العراق من أصل ستة، فإن ذلك يؤشر إلى أن هذا البلد الذي عرف بأنه منطلق الحداثة الشعرية العربية، وبغزارة وقيمة منجزه الشعري، بات ينافس بجودة منجزه الروائي والسردي عامة التجارب المثيلة في البلدان العربية الأخرى، وهو يذكرنا بما قاله الروائي العراقي سنان أنطون الذي تنافست روايته: "يا مريم" على جائزة البوكر العام الماضي من أن الرواية العراقية قادمة وبقوة لأسباب موضوعية وسيضطر النقاد إلى الاهتمام بها . وفي هذا العام أيضاً خرجت "البوكر" عن الرهانات الجاهزة، فقدمت لنا أصواتاً جديدة جديرة بأن تُعرف وتُقرأ كما فعلت، قبل ذلك، مع التونسي الحبيب السالمي، واليمني علي المقري، والكويتي سعود السنعوسي، في عصر باتت فيه الرواية، على المستوى الكوني، تقترب من ذلك الفهم الذي دعاه أرنستو ساباتو ب "الرواية الكلية"، حيث تأخذ دور الفلسفة التي لم تعد قادرة على استعادة ما أوقعته الحضارة الحديثة في الإنسان من تمزق . وفي عالمنا العربي الممزق بين هويات متصارعة بحيث كادت مهمة رجال الإطفاء فيه لا تتمثل بإطفاء الحريق، وإنما بمنع انتشاره أكثر فحسب، فإن على الرواية أن تقترب من طرح تلك الرؤية الكلية، وولوج أكثر المناطق ظلمة . د . حسن مدن [email protected] الخليج الامارتية