نجح الفرعون المصري أيمن الرمادي مدرب اتحاد كلباء الصاعد حديثاً إلى دوري المحترفين، في تحقيق 8 أحلام أسعد بها جماهير ومحبي 6 أندية، وتبقى حلم واحد شخصي لم يحققه حتى الآن. باختصار هو حالة خاصة في كرة الإمارات، تعايش معها على مدار 12 عاماً، حقق خلالها العديد من الإنجازات، من أبرزها التأهل إلى الدوري الممتاز أو بالمسمى المودرن "المحترفين"، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، ولكنه فضل العمل والاجتهاد مؤمناً بالحكمة التي تقول " إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" ، بدايته كانت في مركز الليبرو في عدد من الأندية المصرية مثل الفيوم ودمياط وأسوان الذي وصل معه لنهائي كأس مصر، والقناة والمقاولون، حتى أصيب في الرباط الصليبي، فاعتزل عام 91 ، واستغل أنه خريج تريبة رياضية، ليعمل مدرباً محترفاً. 1 صعود دبي في عام 2003 حققت أمنية قيادة فريق أول للمرة الأولى، بعد أن قضيت فترة من الزمن في تدريب فرق بقطاع المراحل السنية، حينما توليت مسؤولية قيادة الفريق الأول لكرة القدم في نادي دبي ،وكانت تجربة مثيرة حافلة بالتحدي، أولاً لشخصي ولرغبتي في تحقيق النجاح في خطوة تدريبية جديدة، ولفريقي بتحقيق طفرة في مستواه والسعي إلى تأهله من الدرجة الثانية إلى الأولى حين ذاك، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، بل وراءه قصة كفاح وعمل دؤوب ورغبة حقيقية في تحقيق النجاح لي كمدرب والحلم بالتأهل لفريقي. وأمام رغبة التحدي تفوق الأسود واعتلوا صدارة المجموعة وتأهلوا إلى المربع الذهبي مع بني ياس والظفرة وأهلي الفجيرة، ولعبنا دورة رباعية تمنح الأول والثاني فرصة الصعود للدوري الممتاز، واجتزنا المحطات الثلاث ذهاباً وإياباً بتفوق، وتأهل الفريق بصحبة الظفرة وتحقق الحلم الأول في مسيرتي التدريبية بتذوق طعم النجاح وإسعاد جماهير فريق كانت تشتاق للمشاركة في هذا الدوري المتميز، وأتذكر أن الفريق كان يضم بصفوفه علي حسن الذي لا يزال متواجداً مع الفريق حتى الآن ومعه محترف على مستوى عال وهو البرازيلي أديلسون هداف بطولة العالم للأندية حين ذاك. 2 مربع الذهب مع رأس الخيمة حينما عرض علي نواف غباش رئيس مجلس إدارة نادي رأس الخيمة، تولي مسؤولية قيادة الفريق الأول، كان لديهم طموح إثبات الذات، ووجدت الدعم والتشجيع من هذا الرجل، الذي لن أنساه خلال مسيرتي الكروية، لكونه من الشخصيات المتميزة، وبدأنا رحلة التحدي الحافلة بالصعوبات والطموحات أيضاً، وظهر الفريق خلال هذه الفترة بمستوى متميز للغاية وقدم واحدة من أفضل مواسمه الكروية، وبعد عمل دؤوب وجهد شاق تأهل الفريق إلى المربع الذهبي، ولم يكن التأهل لأي فريق لهذه الدورة سهلاً بل كان يتطلب عملاً كبيراً، وقدرات وإمكانات خاصة في ظل صعوبة المنافسات وقوة المباريات. وجاءت مباريات المربع الذهبي قوية ومثيرة كما هو متوقع لها وتساوينا في النقاط مع بني ياس، ولجأنا إلى مباراة فاصلة، وتعادلنا في الأولى بهدف، وفي الثانية بدون أهداف ليصعد السماوي إلى الدوري الممتاز، ولكن ما تحقق من مستوى وتأهل لأخر محطة، جعل الجميع يتقبل الأمر برحابة صدر معتبرين أن ما تحقق يعتبر إنجازا في حد ذاته. 3 استعادة بريق الأسود حينما هبط دبي إلى دوري الدرجة الثانية في عهد المدرب الفرنسي رينيه، استغنت إدارة النادي عن خدماته، وبدأ تحديا جديدا من اجل إثبات الذات وبداية صفحة جديدة يتم خلالها تدارك السلبيات والسعي لتحقيق طفرة جديدة، والحقيقة لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق لعدد من الأسباب المعنوية منها هبوط الفريق وتدني معنويات اللاعبين، ولذلك كان هدفي الأول العمل علي رفع المعنويات، لأن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجانب الفني. وكان أمامنا مباريات بطولة كأس رئيس الدولة وكانت فرصة لاستعادة الأداء المتميز وتقديم مستوى جيد، ولعبنا مباريات متميزة في بطولة الكأس واجتزنا محطات مهمة وصعدنا لدور الثمانية وهو إنجاز رائع بكل المقاييس لم يصل إليه دبي من قبل ولا بعد حتى الآن، وشعرت أن الفريق استعاد بريقه وبدأنا العمل الجاد لعودة الفريق مرة أخرى للدوري الممتاز موسم 2006، وبعد رحلة كفاح حققنا الهدف وتأهلنا بجدارة لأحقق ثاني حلم للأسود. 4 تألق فارس الغربية اعتبر أن موسم 2008 ، هو بداية السعد لي مع دوري المحترفين، حيث أسندت إدارة نادي الظفرة لي مسؤولية قيادة الفريق بعد أن خاض 6 مباريات في أول نسخة من دوري المحترفين، ولكن لم تكن نتائجه على قدر الطموح، فتمت إقالة المدرب الذي كان يتولى المسؤولية حين ذاك، والاستعانة بجهودي، وبدأت عملية تطوير الأداء ومن قبله رفع معنويات اللاعبين، لكونها الأساس للنهوض بالعمل خاصة بعد فترة نتائج سلبية، كان لها تأثير بدون شك على معنوياتهم. ولك أن تعلم قوة المباريات وسخونة المنافسات، في أول تحد للفرق بالنسخة الأولى لدوري المحترفين، وقدت فارس الغربية في 15 مباراة من أقوى وأصعب المنافسات، ونجحت مع اللاعبين بدعم الإدارة بقيادة مشرف الكرة احمد عمران القبيسي حين ذاك، الذي يعتبر واحداً من أبرز القيادات الرياضية في الدولة، واستطعنا حصد 25 نقطة من 15 مباراة، بعد نتائج مشرفة وأداء طيب، ومنها الفوز على الوحدة ذهاباً وإياباً، وبقي الظفرة في المسابقة. 5 دبي.. ثالث مرة منحتني تجربة الظفرة خبرة عملية كبيرة، لكونها كانت تجربة في التعامل الأول مع دوري المحترفين، وبالطبع المنافسة اختلفت والعمل جاء متواكباً مع التطورات، ولذلك رأت إدارة نادي دبي الاستعانة بي للمرة الثالثة في ثقة اعتز بها من إدارة النادي، وأخص بالذكر خليفة بن حميدان، القلب النابض لهذا النادي المكافح، وتوليت مسؤولية قيادة الفريق في مهمه جديدة ثالثة، وبدأنا رحلة العمل القوي والتخطيط للصعود إلى دوري المحترفين للمرة الأولى، وكان تحديا كبيرا بالنسبة للجميع، وبعد رحلة كفاح كبيرة وعمل دؤوب نجحنا في الوصول الى المحطة الأخيرة، حيث جاء كلباء في المركز الأول ونال اللقب، وانحصرت المنافسة بين دبي والشعب ونجحنا في تحقيق الفوز ونيل بطاقة التأهل الثانية، والتأهل إلى دوري المحترفين للمرة الأولى، ليدخل دبي مجالاً جديداً مع عالم المحترفين وكانت فرصة طيبة لكي يثبت هذا الفريق أن قواعده قويه ومبنية على أسس سليمة. 6 خارج الحدود شهد موسم 2010 تحقيق حلم سادس ولكن خارج الحدود، حيث توليت مسؤولية تدريب نادي ظفار أحد أبرز أندية سلطنة عمان والذي يضم بين صفوفه نخبة من لاعبي المنتخب الوطني العماني من أمثال محمد ربيع وهاني الضابط وهاشم صالح وحسين الحضري ويوسف شعبان، ولم يكن العمل مع هذا الفريق ولا مع لاعبيه سهلاً، ليس من ناحية الأداء والعمل الفني، ولكن من خلال التعامل مع لاعبين دوليين لهم مكانتهم، والحقيقة وجدت تعاوناً ودعماً كبيرين من إدارة النادي واللاعبين مما ساهم في تحقيق النجاح المنشود. وظهر الفريق بمستوى طيب للغاية خلال منافسات الدوري، كما تألق خلال منافسات الكأس ونجحنا في الوصول إلى المباراة النهائية أمام الاتحاد، وخلال هذه الفترة حدث لي ظروف أسرية صعبة، حتمت علي العودة إلى دبي واعتذرت عن عدم تمكني من قيادة الفريق في المباراة النهائية، وبرغم سعادتي أن الفريق حقق الفوز باللقب ليكون مسك الختام لجهد كبير. 7 مشروع الملك دائماً أنا على يقين بالحكمة التي تقول إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، بعد هذه النجاحات المتواصلة بفضل الله وحبي لعملي، تلقيت عرضاً متميزاً من نادي الشارقة من أجل قيادة فريقه بعد الهبوط إلى دوري الهواة، وطبعاً هبوط فريق بحجم ومكانة الملك الشرقاوي ليس أمراً سهلاً، لذلك كان عملي يتركز على شقين نفسي وفني ووجدت كل الدعم والتشجيع من خميس السويدي رئيس مجلس الإدارة ومحمد عبدالعزيز نائبه، ولم يكن الصعود ثانية للمحترفين هو الهدف الوحيد بل كان الهدف الأكبر هو إعادة بناء الفريق من جديد بدماء شابة قادرة على العطاء لسنوات مقبلة. وكانت فرصة لمنح العناصر الشابة مثل يوسف سعيد واحمد إبراهيم وسيف راشد فرصة اللعب، مع الاستعانة ببعض عناصر الخبرة مثل أحمد خميس وتم تكوين فريق متميز تأهل عن جدارة إلى دوري المحترفين، واصبح له مكانة مرموقة لان إعادة بنائه تمت على أسس سليمة وصحيحة وخلفه قيادات تحب ناديها بكل إخلاص. 8 الصعود بالنمور لم يظهر فريق اتحاد كلباء بمستوى الطموح مع بداية الموسم الحالي، وبعد الجولة السادسة رأت إدارة النادي ضرورة تغيير الجهاز الفني، وعرضت علي إدارة النادي تولي مهمة قيادة الفريق، خلال تلك الفترة الصعبة، ونظراً لعلاقتي الطيبة مع إدارة النادي وافقت على تحمل المسؤولية، إيماناً مني بقدرات وإمكانات اللاعبين والذين تعاونوا معي بكل قوة وتحملوا المسؤولية بشجاعة، وقدت كلباء في 18 مباراة حتى الآن، ولم نخسر أبداً وتعادلنا مرتين ولأول مرة يحقق فريق بدوري الهواة مثل هذه النتائج حيث لعب الفريق 18 مباراة بدون خسارة وتأهل عن جدارة واستحقاق إلى دوري المحترفين عائداً لمكانه بعد موسم واحد فقط بالأولى. وللمفارقة حينما توليت مسؤولية قيادة الفريق كان الفارق بينه والمتصدر حين ذاك دبا الفجيرة 10 نقاط، وكانت هناك حالة من الإحباط تسيطر على أسرة النادي، والحمد لله نجحنا في التحدي ونلنا لقب البطولة قبل إنتهاء المسابقة بجولتين وبفارق 4 نقاط عن الثاني والفضل يعود لله ولإدارة النادي بقيادة الشيخ سعيد بن صقر والشيخ هيثم بن صقر ورئيس مجلس الإدارة الذين كانوا على قلب رجل واحد ولهم مني كل تقدير. 9 حلم لم يتحقق برغم إنني شاركت في تحقيق حلم العديد من الأندية والمسؤولين واللاعبين والجماهير بالظهور بمستوى فني متميز وتحقيق نتائج طيبة تقودنا إلى منصات التتويج أو البقاء في الدوري، إلا أنني لم أحقق حلم شخصي لي كمدرب وهو تولي مسؤولية تدريب فريق طموحه يكون أعلى من مجرد البقاء في الدوري، وأشعر أنني احتاج فرصة حقيقة لإبراز قدراتي وإمكاناتي الفنية مع فريق لديه طموح أعلى وأكبر من مجرد البقاء، وأدرك أن الله سوف يكافئني بهذه الأمنية. علماً بأن المدرب في كل الأحوال يستطيع أن يعمل من خلال فكره التدريبي مع أي نوعية من الفرق سواء كانت تلك المهددة بالهبوط أو المرشحة لتحقيق بطولة. وأعتقد أنني أملك القدرة من خلال ما مررت به مع العديد من الفرق والكثير من التجارب، ما يمكنني من تحمل مسئولية نوعية الفرق التي تسعى إلى تحقيق الألقاب. 55 النقطة 56 وش السعد علي ، حينما توليت المهمة مع الشارقة قلت لهم هدفنا الوصول إلى النقطة 55 ووصلنا الى النقطة 56 بزيادة نقطة، ومع كلباء قلت لمدير النادي حسن عثمان إننا سنصل للنقطة 55 ووصلنا إلى 54 ولنا مباراة متبقية، وحينما عملت مع الظفرة تكرر الوضع وتوقعت الوصول للنقطة 25 ووصلنا إلى 24،وهنا تكمن أهمية التخطيط الجيد للعمل. 2011 سنة 2011 كانت هي نقطة تحول في مسيرتي التدريبية، والتعامل مع اللاعبين، حيث كنت أؤدي عملي بنوع من العصبية مع اللاعبين، ولكني وجدت نصيحة من أحد الكبار حينما قال لي من الأفضل أن يعطيك اللاعب وهو يحبك أفضل من أن يعطيك وهو يخاف منك وبالفعل غيرت من أسلوبي وحققت نجاحاً إضافياً من هذا الوقت. دعم شخصيات ساندتني أعتبر نفسي محظوظاً بعملي مع عدة شخصيات متميزة اقتنعت بقدراتي وإمكاناتي ومنحتني دعما لامحدود لإنجاح مهمتي مثل الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي والشيخ هيثم بن صقر القاسمي، وخميس السويدي وعلي كانو، وعبيد غباش وأحمد عمران القبيسي وخليفة بن حميدان.. ولن أنسى دعمهم ووقوفهم بجواري أبداً. البيان الاماراتية