رغم المنافسة القوية المتوقعة بالموسم الدرامي الجديد في شهر رمضان المُقبل، إلا أن عُشَّاق مسلسلات «السير الذاتية» ليسوا محظوظين هذا العام، إذ رفعت تلك النوعية من المسلسلات التي كان من المُقرر عرضها في رمضان المقبل شعار «التأجيل»؛ لظروف مختلفة، رغم أن تلك المسلسلات يصفها كثيرون ب«أيقونة» الموسم الدرامي. شجرة الدر ومن أولى المسلسلات التي تم تأجيلها، كان مسلسل «مصطفى محمود»، الذي كان من المقرر أن يُجسد فيه الفنان خالد النبوي شخصية الراحل الدكتور مصطفى محمود (صاحب برنامج العلم والإيمان)، وذلك بعد تعثر إنتاجه، والمسلسل من تأليف وليد يوسف. ومن المسلسلات التي تم تأجيلها أيضًا مسلسل «شجرة الدر»، الذي كان من المقرر أن تلعب دور البطولة فيه الفنانة غادة عبد الرازق، وهو من تأليف الكاتب يسري الجندي، وتم تأجيله نظرًا للتكلفة الإنتاجية العالية، فيما فضلت غادة عبد الرازق أن تطل على جمهورها في دور «مريم» بمسلسل السيدة الأولى. وعلى جانب آخر، جمدت الشركة المنتجة لمسلسل «محمد علي»، العمل فيه، وهو المسلسل الذي من المقرر أن يلعب دور البطولة فيه الفنان يحيى الفخراني، وقد عانى من عدة مشكلات إنتاجية، حيث إنه من المقرر بناء ديكورات كاملة تماثل حياة القرن ال19، والمسلسل كان من المقرر بناء بعض ديكوراته في سوريا وبدأ التصوير به، لكن الوضع في سوريا دفع لتوقف المسلسل، فضلاً عن التكلفة الضخمة، وكان من المقرر أن يخرجه المخرج السوري حاتم علي. كما منعت الأزمة المالية التي يواجهها قطاع الإنتاج المخرجة إنعام محمد علي، من البدء في تصوير مسلسلها «طلعت حرب»، الذي يتناول قصة حياة «طلعت باشا حرب»، وذلك رغم انتهاء الكاتب «محمد السيد عيد» من كتابة سيناريو وحوار المسلسل. اختيارات جيدة وأكد نقاد، أن هذه النوعية من الأعمال تتطلب كتابة عميقة واختيارات جيدة للممثلين، وكذلك تتطلب سخاء إنتاجيا، فمثل هذه الأعمال تمثل استحضارا لمرحلة ماضية من الزمان، ولا بد من رسم ملامح الفترة الزمنية بديكورات مختلفة، وأغلب المنتجين يخشون الدخول في هذه المغامرة حتى لا يتعرضوا للخسارة المادية، ما يجعلهم يعزفون عن هذه الأعمال، وقد ظهرت عدة تجارب بالأعوام الماضية ولم تلق النجاح مثل «ليلى مراد»، و«العندليب»، و«السندريلا» و«كاريوكا»، وغيرها من الأعمال، والسبب في هذا أنها لم تدرس بشكل جيد؛ مما انعكس على الكتابة والإخراج، في حين وجدت تجارب مثل «أم كلثوم» و«أسمهان» كان لهما حظ وفير من دراسة أبعاد الشخصيات وكتابة مميزة أثرت المسلسلين. نماذج متواضعة تقول الناقدة الفنية خيرية البشلاوي : دراما السير الذاتية تندرج تحت بند الدراما التاريخية، التي تتطلب كثيرًا من الجهد في الكتابة والإخراج والتقنيات العالية، فأعمال السير الذاتية هي بعث لمرحلة وحياة كاملة، مؤكدة أن ما تشهده الدراما العربية من أعمال سير ذاتية هي نماذج متواضعة بصورة إجمالية، وفي بعض الأحيان لا ترتقي لمستوى سيرة الشخصية المقدمة، خصوصاً أنها تحتاج إلى تكلفة مادية عالية، وملكات تمثيلية وكتابة محبكة. البيان الاماراتية