دبي - "الخليج": كشفت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة عن تفاصيل جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في القمة الحكومية الثانية التي عقدت برعاية سموه في شهر فبراير من العام الجاري . وتتكون الجائزة من نسختين إحداهما عالمية بقيمة مليون دولار أمريكي، وأخرى محلية بقيمة مليون درهم إماراتي، لتكون عالمية النطاق مستقبلية الرؤية ذات بعد تكنولوجي، مصدراً لاكتشاف المواهب من المبتكرين والمخترعين . أكد محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء أن إطلاق الجائزة بنسختيها المحلية والعالمية يأتي تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الساعية لجلب المستقبل للحاضر الذي نعيشه، وإبرازاً لدور الحكومة في تحفيز الإبداع وصنع شراكات حكومية مع مراكز البحث والتطوير والجامعات والمتخصصين في القطاعات التكنولوجية بهدف تطوير منتجات وخدمات مدنية تشكل إضافة مهمة لخدمة الإنسان في كافة المجالات سواء الحكومية أو الإنسانية أو الطبية أو غيرها . وأضاف أن "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" التي أعلن عنها في القمة الحكومية الثانية في شهر فبراير الماضي، تنبع من يقين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمدى تأثير التكنولوجيا في تحسين حياة الشعوب، واستراتيجية حكومته الحاضنة للابتكار والساعية لتطوير الخدمات، "سموه لا ينتظر من التكنولوجيا أن تغير حياتنا وحسب، بل يسعى لدفعها بقوة والإسراع في تسخيرها لتغيير حياتنا للأفضل" . واستطرد القرقاوي: "هذه خطوة أخرى تقربنا أكثر من تحقيق هدفنا في تسخير التكنولوجيا لتسهيل حياة الناس ، سواءً في دولة الإمارات أو في العالم أجمع، وخاصة بعد أن حظي الإعلان عن الجائزة في فبراير الماضي استحساناً محلياً وعالمياً وتفاعلاً متصاعداً بين الأوساط المختلفة، كونها عكست خطوة سباقة وريادية من حكومة الإمارات من حيث الطرح والمضمون واستكشاف قطاع وليد تقدم دولتنا من خلاله تجربتها إلى العالم وتعمل في الوقت ذاته على تصميم بنية تشريعية لتقديم الخدمات بوسائل تقنية متطورة مثل الطائرات بدون طيار في مجالات تخدم الإنسان والإنسانية . دور محوري للطلاب والجامعات وأكد الدور المحوري لطلبة الجامعات، قائلاً: إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واضحة وجلية في هذا المجال والتي تهدف لتحويل الجامعات إلى مراكز أبحاث فاعلة تسهم بتعزيز وإثراء جهود الحكومة والعمل معها كفريق واحد، لتوجيه الطاقات والقدرات الإبداعية للطلاب وتوفير البيئة المناسبة التي تمكنهم من ابتكار البرامج المتطورة والتطبيقات التقنية خاصة في المجالات التي تساعد على تطوير الخدمات وجعلها قريبة من الناس والارتقاء بها لأفضل المستويات العالمية بأيدي كوادر وطنية شابة . وأضاف: "إن طلابنا وجامعاتنا الوطنية مستهدفون بشكل أساسي في هذه الجوائز، فلدينا الشباب المبدعون ولدينا الإمكانات، وكل ما نحتاجه هو استكشاف النخب المبدعة من طلابنا والاهتمام بهم والتركيز عليهم والأخذ بأيديهم ليترجموا إبداعاتهم على أرض الواقع لتكون لهم بصمة واضحة ضمن هذه المشاريع الريادية ذات السمات الإنسانية العالمية" . وحث طلبة الجامعات على أخذ زمام المبادرة والعمل بجهد حثيث لتكون لهم أولوية الفوز بهذه الجوائز من خلال تقديم أفكار إبداعية مبتكرة لاستخدام الطائرات بدون طيار في الخدمات الإنسانية والمجتمعية لتكون هذه المساهمات رسالة ونموذجاً يقدمونه إلى العالم بأن الإمارات غنية بشبابها وطلابها المبدعين القادرين على تقديم افكار تخدم بلدهم وشعبهم والإنسانية جمعاء، مؤكدين أن حكومة الإمارات بقيادة وتوجيه مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا تدخر جهداً في دعم ورعاية أبنائها وأن للمبدعين منهم النصيب الأوفر في هذه الرعاية . تبدأ من اليوم وستبدأ المنافسة على الجائزة بنسختيها المحلية والعالمية بشكل رسمي اعتباراً من اليوم، علماً بأن النسخة المحلية التي تبلغ قيمتها مليون درهم إماراتي تهدف إلى تكريم أفضل مشاركة لتقديم الخدمات الحكومية باستخدام الطائرات بدون طيار التي ترتبط بقطاعات ذات أولوية مثل الصحة، التعليم، والدفاع المدني والنقل والمواصلات وغيرها من الخدمات . فيما تركز النسخة العالمية من الجائزة والتي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي على تكريم أفضل الأعمال المشاركة في مجال تقديم خدمة حكومية أو إنسانية باستخدام الطائرات بدون طيار، مثل خدمات الإغاثة من الكوارث الطبيعية، والصحة العامة والمساعدات الإنسانية بشكل عام . ثلاث مراحل رئيسية وستتم المنافسة على الجائزة بنسختيها المحلية والعالمية على ثلاث مراحل رئيسية، هي التصفيات الأولية والتصفيات نصف النهائية والتصفيات النهائية، حيث سيتم تقييم المشاركات خلال هذه المراحل بجوانبها التقنية والخدمية من قبل لجان متخصصة محلياً وعالمياً تركز في تقييمها على معايير عملية محددة كالأمان، والفعالية، والجدوى الاقتصادية، كفاءة تقديم الخدمة وأخذها للجوانب التنظيمية بعين الاعتبار، وسيتم تكريم المشاركة الفائزة في المسابقتين المحلية في ديسمبر 2014 بينما العالمية سيتم تكريم المشاركة الفائزة فيها قبل عقد الدورة الثالثة من القمة الحكومية في فبراير 2015 . المرحلة الأولى تبدأ مرحلة التصفيات الأولية من اليوم وحتى الأول من أغسطس 2014 للمسابقتين الوطنية و العالمية، وستقتصر المشاركات في هذه المرحلة على تحميل فيديوهات لا تتجاوز مدتها الدقيقتين على موقع الجائزة ، يتم فيه شرح الخدمة وكيفية تقديمها، إضافة إلى شرح كتابي لا يتجاوز 500 كلمة . المرحلة الثانية أما بالنسبة للمرحلة الثانية فإنها تبدأ من 15 أغسطس 2014 وتنتهي في 30 سبتمبر2014 للنسخة المحلية بينما تنتهي في 15 نوفمبر 2014 للنسخة العالمية من الجائزة ، حيث سيقوم المتأهلون من التصفيات الأولية خلال هذه المرحلة بتحميل فيديو لا تتجاوز مدته 5 دقائق على موقع الجائزة يتم فيه شرح الخدمة بشكل تفصيلي أكثر إضافة إلى تحميل تقرير تقني مفصل . المرحلة الثالثة تبدأ المرحلة الثالثة والنهائية من 15 أكتوبر 2014 وتنتهي في 15 نوفمبر 2014 للنسخة المحلية ، بينما تبدأ المرحلة الثالثة للنسخة العالمية من 1 ديسمبر2014 و تنتهي في 1 يناير 2015 ، وسيقوم المتأهلون لهذه التصفيات بتقديم عرض تجريبي حي أمام لجنة التحكيم النهائية لكيفية تقديم الخدمة إضافة إلى شرح الخدمة من خلال عرض تقديمي لا تتجاوز مدته 10 دقائق ، ويجدر ذكره أن أفضل ثلاث مشاركات في المسابقة المحلية ستتاح لها الفرصة للتأهل مباشرة للمنافسة في التصفيات النهائية من المسابقة العالمية . منهجية متكاملة واستراتيجية واضحة المعالم أوضح محمد القرقاوي أن المرحلة الماضية شهدت العمل على وضع إطار استراتيجي لتحقيق أعظم استفادة من الطائرات بدون طيار في مجال خدمة الإنسان والإنسانية، وبعد دراسة الفجوات وتحديد التحديات وقياس مدى نضوج التكنولوجيا على المستويين المحلي والعالمي، جرى وضع خطة ذات أربعة مسارات رئيسية هي الإطار التشريعي، والخدمات ذات الأولوية، وإيجاد منصات لتبادل المعرفة والخبرات، والبحث والتطوير . وقال "المسار الأول والمرتبط بالإطار التشريعي يطرح خطة للتواصل مع مجموعة من الجهات التنظيمية المحلية مثل الهيئة العامة للطيران المدني وبعض الجهات العالمية مثل الجمعية الدولية للطائرات من دون طيار بهدف عقد ورش عمل بالشراكة مع ممثلي القطاع الخاص وشريحة من الطلبة والمهتمين بهذا المجال للبدء في تصميم إطار تشريعي ينظم استخدام هذه النوعية من التقنيات على نطاق خدمي واسع" . أما المسار الثاني وهو الخدمات الحكومية ذات الأولوية، فقال إن الفترة السابقة شهدت عدة زيارات لحصر الخدمات الحكومية ذات الأولوية والتي يمكن تعزيز كفاءتها، وتقليل نفقاتها وتكلفتها وتسهيل إمكانية الوصول إليها من خلال تقديمها بوساطة الطائرات بدون طيار ومثال ذلك تخطيط حوادث المرور ومتابعة حركته، ومتابعة تنفيذ المشاريع الحكومية، وإيصال بعض الوثائق الحكومية ضمن نطاقات جغرافية محددة، والاستطلاعات التحليلية لمناطق الحرائق . وشرح المسار الثالث والمتعلق بإيجاد منصات لتبادل المعرفة والخبرات، مؤكداً التواصل مع مجموعة واسعة من الشركات والجامعات العالمية والمحلية وإضافة إلى الأفراد الباحثين والمهتمين بهذه التكنولوجيا بهدف بناء منصات لتبادل المعرفة والخبرات عبر الحدود في مجال تقنية الطائرات بدون طيار، لتأسيس مجتمعات من المبدعين والمبتكرين في هذه المجالات التقنية، فالهدف أن نكون قبلة للمبتكرين ومقصداً للموهوبين من الطلبة والمختصين . وأكد القرقاوي أن هناك خطة لتنظيم مجموعة من الدورات التدريبية المتخصصة، والتي سيتم تقديمها من قبل أهم المختصين سواءً من الشركات الخاصة أو المؤسسات الأكاديمية حول العالم باستخدام المنصات الافتراضية للطلبة في الجامعات المحلية إضافة إلى الطلبة في الجامعات العالمية، بهدف تطوير إمكانات أبنائنا الطلبة في هذه المجالات التكنولوجية المتقدمة . وأوضح أن المسار الأخير المتعلق بالبحث والتطوير، سيحدد أوجه التعاون والشراكة مع عدد من مراكز البحث والتطوير العالمية ذات الباع الطويلة في تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، لاستكشاف الفرص و تحديد إمكانية تطوير الاستفادة من هذه التقنيات في تطوير الخدمات الموجهة للإنسان والإنسانية . في السياق ذاته، فقد تم إطلاق الموقع الالكتروني الرسمي لجائزة الإمارات للطائرات بدون طيار وهو: www .DronesForGood .ae ويتضمن الموقع الإلكتروني كافة المعلومات الخاصة بالجائزة وشروط المشاركة وكيفيتها إضافة إلى الفئات والمواعيد المهمة بالتفاصيل الدقيقة التي سيجري تحديثها باستمرار بما ينسجم مع مراحل المسابقات المختلفة . الخليج الامارتية