إبداع لا مثيل له، ووجه آخر للجمال تعكسه المنحوتات والمجسمات، التي تزداد تألقاً في حضرة العناء والمشقة، وشعور بالشموخ ينعكس على الناظر إليها، يوازيه في المقابل جهد كبير قضاه مبدعوها في تشكيلها، وساعات طويلة من العمل المتواصل والمستمر، يجعل من النحت مغامرة يقطر جبين صاحبها إبداعاً فتصل للمتلقي كعروس في أبهى زينتها. ورغم ما تتطلبه المنحوتات من جهد وتعب ومواد وخامات، إلا أن قيمتها الفنية العالية تشفع لها، وتجعل منها مغامرة مدهشة تستحق العناء. «البيان» التقت عدداً من مبدعي النحت في المعرض الأول للنحت والمجسمات الذي أطلقته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط في دورته السادسة، بحضور هشام مظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وعدد من الفنانين، للتعرف على التحديات التي تواجه المنحوتات حتى تتحول إلى تحف فنية. أكد الفنان التشكيلي زيد أحمد أمين أن الفنان يعشق العناء، وقال: «10 أيام استغرقها العمل على منحوتتي، ولكن طعم المشقة كان حلواً، لأن الفنان يرتبط مع عمله بعلاقة حميمية، كما أن المعاناة الأكبر بالنسبة لي تكون حين انتهى من العمل على القطعة الفنية لرغبتي بخوض مغامرة أخرى. وذكر أن الفنان الحقيقي يمتلك الطاقة الدائمة لتحمل عناء الفن، وقال: هو تحدٍ جميل وممتع، وبالنسبة لي، أعشق العمل على البعد الثالث، والمنحوتات تمنحني هذه المتعة، كما أن نحت الحروف العربية تحديداً أمر رائع. صمود واندثار استرجع النحات أحمد حيلوز الزخرفة العربية القديمة في منحوتته التي عمل عليها على مدى أسبوعين متواصلين، وقال: جهد كبير احتاجها مجسمي، وأوصلت الليل بالنهار للعمل عليه، وتحتاج المنحوتات والمجسمات بشكل عام إلى نفس طويل ومجهود ذهني وبدني، ما يجعله مغامرة. واشار حيلوز إلى أن المنحوتات اكثر قيمة وأهمية من اللوحات المرسومة وقال: الرسام يرسم الظل، والنحات يخلق العمق الحقيقي، وقد تندثر اللوحات إلا أن المجسمات باقية صامدة،. عمل جماعي ولعشقها للفراغ والفضاء الواسع والمساحات، وجدت فنانة النحت عائشة جمعة، نفسها في النحت، وقالت: رغم المشقة التي يحتاجها هذا الفن، إلا أنه مختلف عن غيره بتميز القطع الفنية التي ينتجها. وذكرت عائشة أن النحت يحتاج لإمكانات كثيرة، وقالت: يستدعي النحت جهداً كبيراً فالتصنيع عملية صعبة، وتتطلب العمل الجماعي، كما أنه يحتاج الدعم المتواصل، وبرأيي أنه تحدٍ كبير يواجهه أصحابه، ومغامرة حقيقية ولكنها تستحق السعي نحوها بجد. ومن خلال 9 أيام قضاها الفنان خالد المقدادي، في صنع منحوتته، أكد أن الرسم أصعب من النحت، وقال: النحت فن صعب، إلا أن الرسم أكثر صعوبة، فالرسام يجب أن يمتلك الخبرة اللونية وخبرة بالمنظور والتكنيك، كما أنه يتعامل مع سطح واحد يجسد من خلاله 3 أبعاد، بينما في العمل النحتي، البعد الثالث موجود أمام عين النحات، ومساحات يستطيع التصرف فيها كما يشاء. . «الفكرة أصعب من التنفيذ» ، هذا ما واجهه النحات أنس عمر في منحوتته، وقال: أخذت الفكرة مني 6 أيام بينما العمل على المنحوتة نفسها 4 أيام، ويحتاج النحت إلى الكثير من الوقت والجهد والمواد والخامات، وكوني أعيش بأميركا، فأحتاج إلى استوديو خاص لمزاولة فني، كما أن المعدات مرتفعة الثمن، ما يجعل من النحت مغامرة مرهقة ولكنها ممتعة. جرافيك البيان الاماراتية