اتفق الجميع على أن الروماني كوزمين مدرب الأهلي، كان العلامة الفارقة مع "الفرسان" في الموسم الحالي، بفضل تعامله الحضاري مع اللاعبين والإدارة الأهلاوية، وإجادته الكاملة في استخدام أدوات العمل الفني التدريبي، ليستطيع الأهلي أن يحقق الثلاثية تحت قيادته في الموسم الحالي، وليحتفظ كوزمين على صعيد الإنجاز الشخصي، بلقب دوري المحترفين الإماراتي للموسم الثالث على التوالي، بعد أن نجح في الموسمين الماضيين بالفوز بدوري اتصالات مع العين، قبل تغيير اسم المسابقة إلى دوري الخليج العربي الذي حقق لقبه مع الأهلي. يعشق المدرب الروماني أوريلين كوزمين أولاريو المولود في 10 يونيو 1969، قائد الجهاز الفني للأهلي في الموسم الحالي، النجاح والأداء الهجومي الذي انتهجه في مسيرته الاحترافية كمدرب لأندية كبيرة بدأها في موسم 2000-2002 مع ناشيونال بوخارست، ومر خلالها بأندية ستيوا بوخارست وبوليتنكا تيميسورا والهلال السعودي والسد القطري والعين، ويكره الخسارة حتى في المباريات الودية أو "البلاي استيشن"، ولهذا استطاع الفوز بألقاب مع كل الأندية التي عمل مدرباً لها في رومانيا والسعودية وقطر، وصولاً إلى الأهلي الذي قاده للفوز بكأس السوبر ودوري الخليج العربي وكأس الخليج العربي. طبيعة كوزمين الغريب في الأمر، أن طبيعة كوزمين كلاعب مدافع في أندية جلوريا وبيوزاو وميكون وجيروتا بوخارست وناشيونال بوخارست ويونيفرسيتاتيا كريوفا، وفي مسيرته الاحترافية الخارجية في أندية سوان سامسونج الكوري الجنوبي، وشيبا الياباني، لم يطغ على تفكيره التدريبي الأداء الدفاعي، واستحق عن جدارة ألقاباً جماهيرية شعبية كبيرة مثل "الداهية" و"السير كوزمين" و"فيرجسون العرب"، بعدما بات ممكناً تشبيهه بكل سهولة بنجوم التدريب الكبار أمثال مورينيو وغوارديولا في المنطقة الخليجية، نتيجة الإنجازات الكبيرة التي حققها مع الفرق التي تولى تدريبها، والغريب أنها تلك الفرق تتعرض للانهيار فور رحيله عنها. مسيرة تدريبية تولى كوزمين تدريب ناشيونال بوخارست 2003-2004، ثم فريق بوليتنكا تيميسورا 2005، وبلغ مرحلة النضوج والدهاء التدريبي مع فريقه ستيوا بوخارست 2006-2007، والذي عاش فيه أقوى تجاربه التدريبية عندما لعب الفريق في بطولة الأبطال الأوروبية، ليقوده كوزمين إلى الدور نصف النهائي في تلك السنة، قبل أن يلتحق بتدريب الهلال في صفقة هي الأكبر بين عقود المدربين في المنطقة العربية، ومنذ قدومه للهلال يوم 4 يوليو 2007، وهو يحقق النجاح تلو الآخر في منطقتنا الخليجية. شاه: الأهلي محظوظ أعتبر أحمد شاه المدير الإداري للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، أن فريقه محظوظ بوجود كوزمين مدرباً، وقال: "نحن محظوظون بوجود كوزمين معنا في الفريق، بعدما اعطى اللاعبين ثقة كبيرة، وكوزمين يتعامل مع اللاعبين ليس كمدرب فقط بل كأخ اكبر لهم، وقاد المجموعة لنجاحات كبيرة". وأضاف: "الأهلي كان في أشد الحاجة لمثل هذا المدرب ليقودهم بالطريقة الصحيحة، واستطيع اقول ان الأهلي وفق كثيراً في التعاقد مع كوزمين، بما لديه بصمة كبيرة في الفريق منذ انطلاقة الموسم، ووجوده مع الفريق اعطاني وعلمني الكثير في هذه المدة، واستفدت منه كثيرا في العديد من الامور المتعلقة بالجوانب النفسية والتدريبية". عن كيفية تحضير كوزمين للاعبين للمباريات، قال شاه: "هذا سر ولا يمكن البوح به، ومسألة التحضير يعلمها الجهاز الفني واللاعبون فقط ولا يمكن افشاؤها، ويراودني احساس كبير وأنا موجود مع كوزمين في العودة مرة أخرى للملاعب، لأن هذا المدرب استثنائي لديه ثقة كبيرة في نفسه وفي اللاعبين، وعندما يقول سوف ادخل هذه المباراة للفوز بالفعل الفريق يفوز، وهذا يعطي اللاعبين والجهازين الفني والاداري دافعا اكبر لتحقيق الانتصارات". عدنان : صديق في الغضب أكد عدنان حسين لاعب الأهلي، أن علاقته مع الروماني كوزمين مدرب الأهلي، على أفضل ما يكون، وقال: "يشعرنا كوزمين دائماً بأنه صديق للاعبين وليس مدرباً حتى وهو في أشد لحظات غضبه، وهو ما يساعد اللاعبين ويدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم لخدمة الفريق، وتحقيق الأهداف المنشودة". تذكر عدنان أحد المواقف التي عبرت بصدق عن اقتراب كوزمين من اللاعبين، وقال: "في بداية الموسم عندما طردت في مباراة الأهلي ودبي بدوري الرديف، نتيجة تصرف خاطئ قمت به بضرب أحد لاعبي دبي، وبعدها وقعت مشكلة الأهلي والوحدة في دوري الخليج العربي، عندما شاركت في المباراة، لعدم إخطار الأهلي رسمياً قبل المباراة بإيقافي مباراتين". وتابع: "اجتمع معي كوزمين في مكتبه، وتحدث معي عن واقعة طردي، ورويت له ما حدث خلال المباراة، وأبدى وقتها مساندته وأعلن دعمه لي، وهو ما ساهم في رفع روحي المعنوية، وحرصي على تقديم أقصى ما لدي من جهد مع (الفرسان) حتى إذا لم تكن مشاركتي كبيرة مع الفريق". سرد عدنان أيضاً قصته مع كوزمين عقب الخطأ الإداري الذي أهدى نقاط مباراة الأهلي إلى الظفرة، رغم فوز "الفرسان" في تلك المباراة، وقال: "قامت الدنيا ضدي وقتها، وحملتني بعض الجماهير مسؤولية ما حدث، رغم أنه ليس لي يد في تلك المشكلة، وقابلني كوزمين في اليوم التالي للمشكلة في ممر اللاعبين، وعانقني وطالبني بالتركيز في المستقبل فقط دون ترك أي مجال لتلك المشكلة لتؤثر على الفريق". وأكمل: "كما قام كوزمين بمعانقة الموظف المسؤول في النادي عن هذا الخطأ في الممر نفسه، وطالب منه ألا يهتم بهذا الخطأ، لأنه وارد في كل العالم، ووعده بسعيه والفريق إلى تعويض الفارق والفوز بلقب الدوري، وهو ما قمنا به بالفعل". وأنهى قائلاً: "طوال مسيرتي في الملاعب، لم يمر علي مدرب مثل كوزمين في تعاملاته مع اللاعبين، سوى الألماني بيسكدروف مدرب النصر السابق، والاثنان يمتلكان الشخصية القيادية القوية، وأيضاً يتمتعان بالجانب الإنساني الرائع". ماجد حسن: اهتمام إنساني أشار ماجد حسن نجم وسط الأهلي، أن كوزمين ليس مدربا عاديا، بل هو أفضل من مروا عليه طوال مشواره في ملاعب كرة القدم، بفضل شخصيته المقربة للجميع، والمحبة للمرح في أقصى درجات الغضب. قال ماجد: "كوزمين يهتم كثيراً بعلاقاته الإنسانية مع اللاعبين، بل هو يقف دائماً إلى جانب اللاعبين، حتى أمام الجهازين الفني والإداري، وهذا ما دفع اللاعبين إلى الاقتراب أكثر من كوزمين، وتعاملهم معه كصديق أو أخ كبير، وليس مدرباً". وأضاف: "هناك العديد من المواقف التي تؤكد حرص كوزمين على مصلحة اللاعبين في المقام الأول بما يخدم أهداف الفريق، وتشير إلى مدى حرصه على دعم لاعبي الفريق نفسياً ومعنوياً، وحدث هذا معي ومع غيري، وهي مواقف كثيرة من الصعب حصرها في كلمات". وأنهى مؤكداً: "زرع فينا كوزمين رغبة وإصرار الفوز في جميع المباريات حتى الودية منها، ووفقاً لهذه الرغبة، فسوف نسعى بكل قوتنا للفوز بلقب كأس رئيس الدولة المسابقة الأغلى على قلوبنا في نهاية الموسم، بعدما حققنا الثلاثية التاريخية في الموسم الحالي". حسين محمد: غير مسار حياتي لعب كوزمين دوراً مؤثراً على تغيير مسار حسين محمد مترجمه منذ بداية مشواره مع الهلال، ويقول حسين: "هاجرت إلى رومانيا من لبنان بسبب ظروف الحرب، وعمري وقتها كان 12 عاماً، وحاولت احتراف كرة القدم، وشاهدني مرة كوزمين عندما كان يعمل مع الفريق الروماني الذي ألعب بين صفوفه، وطلب مني البحث عن عمل آخر غير لعب الكرة". وأضاف: "نجحت في تعلم الإيطالية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية، إلى جانب الرومانية بحكم تواجدي الطويل هناك، وعندما تلقى كوزمين عرضاً لتدريب الهلال السعودي، عرض علي العمل معه مترجماً، ووافقت ومنذ هذا التاريخ وأنا أرافق كوزمين في كل الأندية التي عمل معها طوال العشر سنوات الأخيرة". وتابع قائلاً: "اعتبر كوزمين بمثابة أخ كبير لي، وهو دائماً ما يحرص على توجيه النصائح لي، وأصبح بيننا تفاهم كبير في التعامل، وهذا ما سهل كثيراً من عملي خلال فترة إيقافه عن العمل وتواجده في المدرجات، مع منع أجهزة التواصل الهاتفي، وهو ما استلزم مني الاقتراب كثيراً من مكان تواجده أو النظر إليه لمعرفة تعليماته للفريق، وهذا كلفني الطرد في مباراة الأهلي والشارقة بالدور الأول للدوري على ملعب الشارقة". كاتلين: صداقة من 2004 كشف الروماني كاتلين المدرب المساعد للأهلي، أن علاقة الصداقة بينه وبين كوزمين بدأت منذ عام 2004، عندما عمل معه للمرة الأولى مدرباً مساعداً، ومنذ هذا التاريخ وهو دائم الانتقال معه في كافة الأجهزة الفنية للأندية التي عمل معها. وأشار إلى أن كوزمين يتعامل بأخوية كبيرة مع جميع العاملين معه سواء أفراد الجهاز الفني أو الإداري أو اللاعبين، وأكد أنه لا يفكر حالياً في الانفصال عن كوزمين والعمل مدرباً منفرداً لأي ناد، وحتى إذا انتقل كوزمين لتدريب المنتخب الروماني، فإنه سوف يسعى للعمل معه أيضاً. ثامر: مدرب الأهلي متمكن أكد ثامر محمد مدافع الأهلي، أن الروماني كوزمين مدرب الأهلي، يعطي كل لاعب حقه، ووصفه بال "المدرب الممتاز"، وقال: "كوزمين يفهم عمله جيداً، ومن أبرز ما يقوم به هو إعطاء الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة في المباريات، حتى والفريق يتصدر الترتيب وينافس على الفوز بلقب الدوري أو بقية البطولات المحلية والمنافسة آسيوياً". وتابع: "دفع كوزمين بعدد كبير من اللاعبين ضمن التشكيلة الأساسية، وقام بسياسة التدوير بطريقة جيدة وجعل كل منا يحلم بفوز الفريق". دبي- البيان الرياضي عزوز:كوزمين والدي الروحي أكد عبد العزيز هيكل "عزوز" مدافع الأهلي، أن المدرب كوزمين دائماً ما يمتلك الكلمات السحرية القادرة على تفجير ردة الفعل الإيجابية للاعبين قبل وبين شوطي أي مباراة، والتي استطاع من خلالها اللاعبون تجاوز حجم الإرهاق والإجهاد الذي تعرضنا له طوال الموسم بسبب ضغط المباريات والمسابقات خلال فترة زمنية قصيرة للغاية. قال عزوز: "تعودنا على سماع توجيهات وتعليمات المدرب بين شوطي المباريات، وقبلها عندما كان ينفذ عقوبة الإيقاف، لأنه لم يكن يستطيع الالتقاء معنا بين شوطي المباريات لوجوده في المدرجات، وكانت تلك الكلمات تعطينا الحافز والدافع الكبير للسعي لتحقيق الفوز والانتصارات حتى توجنا بالثلاثية في الموسم الحالي". وأضاف: "أعتبر كوزمين والدي الروحي، وفي بعض المباريات التي لا أكون خلالها في مستواي، لا يعاتبني طويلاً، ولكنه يقف معي ويصحح خطئي، ويدفع بي بثقة في المباراة التالية، وهذا حاله معي ومع باقي لاعبي الفريق، بما يمثل لنا دافعاً معنوياً مهماً لتحقيق الفوز". البيان الاماراتية