تتصدر ألمانيا مرة جديدة، المساعي المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية، فمن كييف أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس أن الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 مايو في أوكرانيا ستلعب «دوراً حاسماً» للخروج من الأزمة، فيما أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه «لا يمكن حل الأزمة عسكرياً»، كما طالبت موسكو كييف بإجراء مفاوضات فورية مع الانفصاليين في شرق البلاد، وقالت إن العقوبات الجديدة، التي أصدرها الاتحاد الأوروبي بحقها، ستعطل جهود نزع فتيل الأزمة في شرق البلاد، التي أظهر استطلاع جديد للرأي فيه أن غالبية الأوكرانيين هناك يفضلون الاندماج بالاتحاد الأوروبي على الانضمام إلى روسيا، وفي الوقت الذي حث فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الذين سعوا لتقويض وحدة أوكرانيا واستقرارها على الكف فوراً عن مثل هذه الأعمال، تعرض فاليري بولوتوف أحد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الذي أعلن نفسه حاكماً على منطقة لوغانسك، لمحاولة أغتيال أُصيب بسببها بجروح خطيرة، كما قتل ستة جنود أوكرانيين وأُصيب ثمانية آخرين بهجوم لقوات موالية لروسيا في مدينة كراماتورسك. ووصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى أوكرانيا لدعم «حوار وطني» بين حكومة كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد. ويزور شتاينماير أيضاً شرق البلاد الموالي لروسيا، على أن يرفع تقريراً بمهمته خلال مشاركته اليوم في مجلس وزراء فرنسي في باريس. وقال للصحفيين في كييف، إن الدول الأوروبية «تدعم خطتنا لإقامة حوار وطني بقيادة أوكرانية»، مشدداً على أن «جميعنا متفقون على أن انتخابات 25 مايو ستعلب دوراً حاسماً» لإحلال السلام. وفي برلين، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعويلها مجدداً على الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية. وقالت في تصريحات لصحيفة «فيستفالن بوستن» الألمانية الصادرة أمس: «لا يمكن حل الأزمة عسكرياً»، وناشدت جميع ممثلي الأقاليم في أوكرانيا، والمجتمع الأوكراني، الذين أعلنوا نبذهم للعنف، المشاركة في الحوار الوطني. وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاثنين أن هذه الطاولة المستديرة ستجري بإشراف المأني هو فولفجانج ايشينغر، وهو دبلوماسي يترأس حالياً مؤتمر الأمن في ميونيخ الذي يعقد في مطلع كل عام منذ 1963 ويجمع نخبة أوساط الدفاع والاستخبارات، بعدما كان سفيراً في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وشارك في مفاوضات دايتون حول البوسنة وفي المفاوضات حول توسيع الحلف الأطلسي إلى أوروبا الشرقية. وكان شتاينماير قد أشاد ب«الخطاب البناء» لبوتين إثر اللقاء مع بوركهالتر، بعدما طلب الرئيس الروسي من الأوكرانيين الموالين لموسكو تأجيل الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى في نهاية المطاف في موعده المقرر الأحد. كما أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يدعم» وساطتها من أجل نزع فتيل التصعيد في أوكرانيا، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين رئيس المنظمة وبوتين. من جهتها، طالبت روسيا القيادة السياسية في أوكرانيا بإجراء مفاوضات فورية مع الانفصاليين في شرق البلاد قبل موعد الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين لممثل الاتحاد الأوروبي في موسكو فيجوداس اوساكاس، إن رفض كييف «الدخول في حوار فعلي يشكل عائقاً كبيراً يمنع نزع فتيل التصعيد» في الأزمة، مشيراً إلى وجوب إجراء مفاوضات «في المستقبل القريب وفي مطلق الأحوال قبل الانتخابات المقررة في 25 مايو». ... المزيد الاتحاد الاماراتية