أعلنت خمس دول متجاورة في غرب أفريقيا أمس، شن حرب إقليمية شاملة على جماعة «بوكو حرام»، بدعم من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا التي استضافت أمس اجتماعاً في باريس، ضم رؤساء نيجيرياوتشادوالكاميرونوالنيجروبنين، في وقت وسعت «بوكو حرام» حربها لتشمل منطقة شمال الكاميرون، متحدّيةً التعبئة الدولية ضدها. وتبنى خمسة رؤساء أفارقة، اجتمعوا في باريس بدعوة من الرئيس فرنسوا هولاند، خطة تحرك إقليمية للتصدي لجماعة «بوكو حرام» المتطرفة. وقال رئيس الكاميرون بول بيا: «نحن هنا لنعلن الحرب على بوكو حرام»، وذلك بعدما أعلن نظيره الفرنسي الذي استضاف القمة تبني «خطة إقليمية شاملة على المديين المتوسط والبعيد»، للتصدي للجماعة المتطرفة. وقال بول بيا: «نحن هنا لتأكيد تضامننا وعزمنا على التصدي لبوكو حرام التي باتت مشكلة إقليمية وحتى قارية». وشارك في قمة باريس رؤساء نيجيرياوتشادوالكاميرونوالنيجروبنين، إضافة إلى ممثلين للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذه الخطة تلحظ «تنسيق المعلومات الاستخباراتية، وتبادل المعلومات، وقيادة مركزية للإمكانات، ومراقبة الحدود، وتأمين وجود عسكري حول بحيرة تشاد، وقدرة على التدخل في حال الخطر»، مكرراً أن «بوكو حرام مرتبطة بالإرهاب في أفريقيا». وخلال الاجتماع، أعلن هولاند أن ل«بوكو حرام» صلة مؤكدة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيمات إرهابية أخرى في أفريقيا. والتأمت القمة بعد بضع ساعات من هجوم في أقصى شمالي الكاميرون، نُسب إلى «بوكو حرام»، واستهدف مخيماً لعمال صينيين، مخلفاً قتيلاً على الأقل، وفق السلطات الكاميرونية، مع ترجيح خطف عشرة صينيين آخرين. وأعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي تعرض لانتقادات لتباطئه في الرد على تجاوزات بوكو حرام، «التزامه الكامل» بالسعي إلى العثور على التلميذات المخطوفات، وذلك بعد تلقيه مساعدة لوجستية من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لجمع معلومات. وقال هولاند: «في موازاة اجتماع الرؤساء، عقدت أيضاً اجتماعات للأجهزة المعنية، ويمكن أيضاً أن تعبأ هيئات الأركان». بدوره، أكد رئيس بنين توماس بوني يايي: «أننا عازمون على تنسيق جهودنا وإمكاناتنا على الصعيد الإقليمي والدولي». وأكد الرئيس التشادي إدريس ديبي «العزم على مواجهة الإرهابيين الذين يفسدون المنطقة»، معتبراً أنه من غير المسموح «ترك أفريقيا (ضحية) للفوضى». وأضاف: «هناك تصميم على التعامل مع هذا الوضع من الآن فصاعداً، وهو شن حرب شاملة على بوكو حرام». من جهته، شدد رئيس النيجر محمد إيسوفو على ضرورة العمل من أجل «تنمية اقتصادية واجتماعية في المنطقة»، بغية مكافحة البؤس الذي يسهّل نشوء جماعات إرهابية على غرار «بوكو حرام». والتزم المشاركون أيضاً في ختام القمة «الإسراع في تبني عقوبات دولية، وفي إطار الأممالمتحدة كأولوية، بحق بوكو حرام ومسؤوليها الأساسيين». وعُقدت القمة في وقت تعمل باريس على إعادة تنظيم قواتها العسكرية في أفريقيا «من أجل مفهوم إقليمي لمكافحة الإرهاب»، بحسب ما قال وزير الدفاع جان إيف لودريان الذي سيعرض بشكل مفصل قريباً القوات العسكرية التي تضم ثلاثة آلاف جندي فرنسي في منطقة الساحل والصحراء. البيان الاماراتية