الخرطوم - عماد حسن: تصاعدت حدة المواجهة بين الأجهزة الأمنية السودانية وحزب الأمة القومي المعارض عقب اعتقال زعيمه الصادق المهدي، وأعلن "الأمة" وقف الحوار مع الحكومة، ودعا لاعتصامات في الميادين، وانضمت أحزاب التحالف وقوى المعارضة، إلى دعوة المقاطعة وتعليق الحوار، وفيما عبّر رئيس المفوضية الإفريقية ثامبو أمبيكي عن خيبة أمله إزاء التطورات، وكشف عن مساع للقاء الصادق المهدي في سجنه، دعا قطاع الشمال إلى تصعيد الحملة ضد النظام لإسقاطه وبناء دولة الوطن والمواطنة . وأعلن حزب الأمة تعليق الحوار مع الحكومة وهدد بالدعوة لاعتصامات متواصلة . واستنكر الحزب اعتقال زعيمه وطالب بالإفراج الفوري عنه مؤكداً أن النظام تراجع عن كل وعود الحوار وعاد إلى المربع الأول . وتمسك الحزب بالاتهامات التي وجهها المهدي لقوات الدعم السريع مشدداً على أنها غير دستورية، وارتكبت انتهاكات اعترف بها قائدها بنفسه . وقالت مريم الصادق، كريمة المهدي والقيادية في حزب الامة إن الوسيط الافريقي ثامبو أمبيكي ووفده عبّروا عن خيبة أملهم لاعتقال الصادق المهدي مشيرة الى انه طلب لقاء المهدي في المعتقل . ودانت الحركة الشعبية قطاع الشمال، اعتقال المهدي و"كل عمليات الإخضاع التي يقوم بها جهاز أمن النظام"، وطالبت عضويتها بالالتحام مع عضوية حزب الامة والأنصار لمجابهة سياسات النظام البوليسية كما أعلن "منبر الشرق الديمقراطي" المعارض، تعليق مشاركته في الحوار احتجاجاً على اعتقال زعيم حزب "الأمة" القومي . بينما دعا "تحالف قوى الإجماع الوطني" الأحزاب المعارضة التي وافقت على الحوار، وفي مقدّمتها حزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي إلى المقاطعة . وقال رئيس اللجنة السياسية في التحالف محمد ضياء، إن "النظام أتاح فرصة تاريخية لتوحيد الموقف في مواجهة النظام" . وأوضح "باعتقال المهدي، فإن النظام طمس عينه بصباعة ونحن سنطمس الأخرى"، وأضاف "وقد تكون تلك النقطة الفاصلة في تاريخ النظام" . واعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان اعتقال المهدي "واحدة من أسوأ الخطوات التي يتبعها نظام "البشير" في السودان خلال الأشهر التسعة الماضية"، لا سيما أن المهدي قد آثر حقن الدماء خلال الفترة الماضية وعمل على توجيه الحراك الشعبي الواسع في البلاد إلى اتجاه الحوار مع السلطات بديلاً عن الثورة، وهو ما عرضه شخصياً وسياسياً لانتقادات واسعة . وكان المهدي هدد خلال ندوة سياسية بمنطقة الحلاوين بمقاطعة الحوار مع الحكومة وأكد اعتزامه مقاضاة جهاز الأمن لانتهاكه الدستور، وأعلن تمسكه بالاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع، وهي مليشيا عشائرية يستخدمها جهاز الأمن السوداني في دارفور وجنوب كردفان، وقال المهدي إنها ارتكبت مذابح وعمليات اغتصاب ضد المدنيين في مناطق النزاع . الخليج الامارتية