دخل لبنان منتصف ليلة أمس فترة الفراغ الرئاسي رسمياً، حيث غادر الرئيس ميشال سليمان القصر الرئاسي وهو مثقل بالحزن والقلق على «النظام السياسي»، بسبب الفراغ الذي ألمح سليمان إلى احتمال أن يكون «مقصوداً»، وذلك في خطاب وداعي أمام 420 شخصية لبنانية وأجنبية ضمت مختلف القوى اللبنانية، باستثناء حزب الله، فيما تتولى الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام صلاحيات رئيس الجمهورية، في انتظار انتخاب رئيس جديد يصعب التكهن بموعده، بعد فشل خمس محاولات سابقة. وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا أمس، قبل ساعات من انتهاء فترة رئاسته التي امتدت ستة أعوام، وبعد يومين من إخفاق البرلمان للمرة الخامسة في اختيار خلف له، إن «الحوار هو السبيل الوحيد للتغلب على الانقسامات العميقة» في لبنان الذي يكافح للتغلب على التداعيات السياسية والأمنية الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا. وقال سليمان لنحو 420 شخصية سياسية لبنانية وأجنبية في خطابه الوداعي: «يهدد الفراغ الرئاسي النظام السياسي، لاسيما إذا كان مقصوداً بسبب انقسامات أو نوايا خفية». وأضاف: «الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمات. وحدتنا الوطنية تمثل أولوية، ويتعين أن نمنع أنفسنا من التدخل في بلداننا المجاورة». ولم يشارك حزب الله الموالي لسوريا في المراسم التي أقيمت في القصر الرئاسي في شرق بيروت. وسليمان على خلاف مع حزب الله بسبب تورطه في القتال الدائر في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد. وكرر سليمان في خطابه الوداعي دعوته لحزب الله اللبناني إلى سحب مقاتليه من سوريا للحفاظ على الوحدة الوطنية. وأضاف: «وحدتنا الوطنية تحتل الأولوية وتفرض علينا عدم التدخل في شؤون الجوار بل توجب الانسحاب من كل ما من شأنه أن يفرق صفوفنا». وبانتهاء فترة رئاسة سليمان يدخل لبنان فراغاً رئاسياً دون أي دلالة واضحة على موعد انتهائه. وقال سليمان للحاضرين ومن بينهم رؤساء ورؤساء حكومة سابقين: «تجاوزنا ظروفا صعبة من هنا كانت دعوتي دائما إلى حوار مستدام يكون وحده الكفيل بحل المعضلات انطلاقاً من حقيقة ثابتة أن ما يجمعنا أكثر ما يباعد بيننا ولم يكن التباعد إلا نتيجة تأثيرات خارجية». وستنتقل صلاحيات سليمان لحكومة رئيس الوزراء تمام سلام التي يفترض أيضا أن تتخذ الاستعدادات لانتخابات برلمانية تجرى في وقت لاحق هذا العام. بدوره، وجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان وزعه مكتبه الإعلامي «دعوة صادقة إلى وجوب التعامل مع شغور موقع رئاسة الجمهورية، وللمرة الثانية بعد انتهاء ولايتين متعاقبتين، باعتباره خطراً جدياً يهدد سلامة النظام الديمقراطي ويجعل من الرئاسة الأولى هدفا للابتزاز الدائم بالفراغ والوقوع في المجهول». وتحدث عن «مخاطر إبقاء الموقع المسيحي الأول في نظامنا السياسي شاغراً». وقال النائب انطوان زهرا من حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه جعجع لوكالة «فرانس برس» إن «الحل الأمثل بالنسبة إلى حزب الله يتراوح بين عدم وجود رئيس أو انتخاب رئيس يستسلم لإرادة حزب الله في تنفيذ سياسته الخارجية والتدخل في سوريا، من دون محاسبة، واقتناء سلاح من دون رقيب، والهيمنة على مؤسسات الدولة». البيان الاماراتية