حضر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر، سلسلة المحاضرات التي نظمها مركز دبي لفن الخط العربي، على هامش معرض المحقق، الذي يقام حالياً بندوة الثقافة والعلوم بفي الممزر. منها محاضرة «الفروق التفصيلية بين خطي الثلث والمحقق» التي قدمها الخطاط التركي، الدكتور صاواش جويك، حول خط المحقق الذي ندر استخدامه في الوقت الحالي من قبل الخطاطين، رغم أنه واحد من أهم الخطوط العربية العريقة، واستخدم في كتابة المصاحف على نطاق واسع، نظراً إلى وضوحه الشديد، وتطرق جويك في حديثه إلى الفروق التي يختلف فيها خطا الثلث والمحقق، من بينها النقاط المستخدمة، وحجم الحروف، والحركات الأفقية التي يتميز بها خط المحقق. دعم الخط مركز دبي لفن الخط العربي، الذي يعد الأول من نوعه في دبي، قد تأسس في عام 2009، ويهدف إلى تسليط الضوء على فن الخط العربي، محلياً وعالمياً، وإبرازه، وتوفير أحدث الأساليب التي تساعد الأجيال الشابة على تعلّمه وممارسته. ويحرص المركز على تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات محلياً وعالمياً على مدار العام، مثل الندوات والمحاضرات واقتناء الأعمال الفنية القديمة والمعاصرة، إلى جانب إنشاء مكتبة تجمع أعمال ومؤلفات الخطاطين من العالمين العربي والإسلامي. مشاركون المعرض مستمر لغاية 31 مايو، ويشارك فيه الخطاط حسن جلبي، الخطاط الدكتور صاواش جويك، الخطاط عبدالرحمن دبلر، والخطاط الدكتور فاتح أوزقافا، والخطاطة آيتن ترياكي، والخطاط نورالله أوزدم، والخطاط سيد أحمد دبلر من تركيا، والخطاط ماجد اليوسف، والخطاط إبراهيم الزاير من المملكة العربية السعودية، والخطاطة نورية غارسيا من إسبانيا، والخطاط وسام شوكت من العراق، والخطاط أحمد فارس من مصر، والخطاط جاسم معراج من الكويت، والخطاطة فاطمة سعيد البقالي من الإمارات، والخطاط محمد كاشاني آزاد من إيران، والخطاط الدكتور نصار منصور من الأردن، والخطاط أسامة الحمزاوي، وأيمن حسن من سورية. كما أعد جويك ورشة عمل في خط المحقق، وضح فيها الحركات التفصيلية لكتابة حروف المحقق التي تتميز بكبر الحجم، واستخدام ربع القلم في كتابة الحركات الإعرابية فيه. ومحاضرة للدكتور نصار منصور حول «الخط المحقق عبر العصور» وقد تحدث فيها بشكل مفصل حول التغييرات التي حلت على هذا الخط، والاختلاف في استخدامه من قبل الخطاطين، وتلا ذلك ورشة أعدها الدكتور نصار للحضور حول الطرق الصحيحة لكتابة حروف خط المحقق. وقال المر إن «هذه المبادرة تعد لفتة ثقافية مميزة، لأنها ركزت على أحد أنواع الخطوط العربية النادرة التي اشتهرت على مدى قرون، ومن المؤكد أن مثل هذه المعارض ستشجع الأجيال الشابة على تعلمها، لاسيما أن فن الخط العربي يحظى باهتمام واسع، ليس فقط في الدول العربية والإسلامية وإنما في العالم أجمع». وفي اليوم الأخير من التظاهرة الثقافية، تم التطرق للفروق بين الريحاني والمحقق في محاضرة أعدها الخطاط، أسامة الحمزاوي، وقد عرض للحضور صوراً من نسخ عن المخطوطات عبر العهود الإسلامية التي تبين جمالية خط الريحاني، وأعد أسامة الحمزاوي ورشة توضيحية حول الفروق بين الخطين الريحاني والمحقق وكتابة حروفهما. وأشاد الحمزاوي بفكرة معرض المحقق الأول من نوعه وتسليط الضوء بشكل كبير على جماليته. وقام المر، رئيس مجلس إدارة مركز دبي لفن الخط العربي، يرافقه مروان بن بيات، بتكريم الخطاطين الذين شاركوا في المعرض والجهات الداعمة لهذا النجاح الثقافي الضخم. وشكرت تنفيذي مشروعات في مركز دبي لفن الخط العربي، الخطاطة فاطمة سعيد البقالي، في كلمتها خلال حفل التكريم، الخطاطين المشاركين على حضورهم ومساهمتهم في إنجاح هذا المعرض الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة، وأشادت بالخطاطين الذين عرضوا إبداعاتهم باستخدام هذا الخط، لتكون نماذج يحتذي بها الخطاطون من جيل الشباب وتكون مرجعاً أكاديمياً في خط المحقق. وقدم بن بيات إلى المر نسخة من مصحف فاخر ونادر كتبه الخطاط، أحمد قره حصاري، بخطي المحقق والريحاني، تقديراً لحضوره ودعمه المستمر لأنشطة الخط العربي في الدولة. الامارات اليوم