ولكن السؤال المحير الذي شغل بال واهتمام الصحف اليابانية والاسبانية والبرازيلية كان عنوانه كيف وصل هذا الفريق الي الحفل الكبير في اليابان والنشاط الرياضي في بلده متوقف منذ عام كامل؟.. أثار هذا السؤال البحث عن اجابة له شغف الاعلاميين من جميع البلاد للبحث عن اجابة منذ انطلاق المنافسات وكانت الأسئلة دائما توجه في هذا الاتجاه ويتبعها, وبعد ذلك عدة أسئلة أخري لعلها تصل للاجابة التي وقف أمامها الكثيرون حائرين حول حجم الانجاز الذي حققه الأهلي حتي إنهم وصفوه ب قاهر المستحيل وصاحب الاعجاز في الوصول الي اليابان, وهو ما أشار اليه الصحفي الياباني يوهوري موري من خلال أحد المؤتمرات الصحفية والذي وصف مشاركة الأهلي في المونديال بأنه عنوان جديد ورسالة لتحدي الصعاب والمثابرة ويكفي مدربه حسام البدري سعادة بما يقدمه فريقه وهو الذي جاء الي هنا يقصد اليابان بدون مقدمات فلا منافسات محلية ولا استقرار في بلاده كلها أمور تدفعنا لأن نقف ونحلل ظاهرة الأهلي ولا يجب أن نتركها تمر دون الوقوف أمامها ومعرفة كيف نجح الفريق في الوصول الي هذه النقطة؟!. وسرد الصحفي الياباني في تحليله لظاهرة الأهلي بأن بطل مصر تعامل بلغة مختلفة حتي تحقق له ما أراد وسط صراع قوي في المشوار الإفريقي الذي لم يكن هينا, وقدم واحدة من أفضل مبارياته أمام الترجي التونسي في ملعبه وانتزع منه الكأس السابعة علي الرغم من ان نتيجة لقاء القاهرة لم تكن توحي بما حدث. وقال الصحفي الياباني إن كرة القدم المصرية لها شخصيتها المميزة في إفريقيا سواء علي صعيد الأندية أو علي صعيد المنتخبات ولها سمعتها الكبيرة, وأضاف المحرر أن الأهلي والملقب ب بفارس إفريقيا له حضوره القوي مستمدة من قوة ماضيه وكونه أحد الروافد التي يعتمد عليها منتخب بلاده. وأبدي الصحفي الياباني انبهاره بحسام البدري المدير الفني للأهلي ونجاحه في التغاضي عن هذه الظروف الصعبة وتحدي المستحيل لأن كل المقدمات السابقة لا توحي ولاتعطي الأمل في تحقيق أي بطولة أو انجاز. وقال الصحفي الياباني للبدري يكفيك شرفا أنك وصلت الي اليابان وليس مطلوبا منك أكثر من ذلك في هذا التوقيت وما يحدث شجاعة لا يقدر عليها مدربون كبار في كرة القدم. أما مراسل وكالة الأنباء الاسبانية فكان شغوفا بالأهلي وطارده في كل مكان وكان دائم السؤال عن الفريق ولاعبيه بصورة متكررة في محاولة للوصول لاجابته المحيرة ووصول الفريق الي هذا النقطة علي الرغم من أن المنطق والواقع الذي وضح أنه تحداهما ولم يستسلم وتجاوز ظروفه الصعبة وهو أمر جدير بالبحث والتحليل للاستفادة من التعلم من الدرس بأن كرة القدم أحيانا تخرج عن منطقها وقانونها وتؤكد أنها مجنونة أصابت عشاقها بالاثارة والمتعة. طارد مراسل الوكالة الاسبانية السؤال المحير بحثا عن الاجابة ولفت نظره حسبما قال إن الأهلي انجز عملا خارقا للعادة حطم به إحدي قواعد المستحيل التي لطالما تحدث عنها كثيرا ولا أجد عاقلا يستطيع أن يصف حالة الأهلي الذي تعاني بلاده من وضع غير آمن وتوقف للنشاط بصورة كاملة حتي اللقاءات الودية بأن هذا الفريق يستحق وجهازه الفني الذي علي مايبدو أنهم تعاملوا بذكاء شديد وتعاطفت معهم كرة القدم وانصفتهم وقادتهم الي المجد. وقال مراسل الوكالة الاسبانية اعجابي بالأهلي ازداد كثيرا كلما حاولت أن أعرف المزيد عن تاريخ هذا الفريق الذي قدم أداء رائعا رغم احتلاله المركز الرابع إلا أن كرة القدم التي منحته السعادة في البداية بالوصول الي اليابان عادت بإرشدها بالرغم من أن الفريق قدم مستويات يستحق من خلالها الميدالية البرونزية علي الأقل وربما التأهل للمباراة النهائية ولكن وصوله كان سيحطم الكثير من المفاهيم. في المقابل أعطي التليفزيون البرازيلي اهتماما بوجود الأهلي في البطولة وزاد من هذا الاهتمام بعد الاداء القوي لبطل إفريقيا أمام كوريثنيانز والذي حاصره الأهلي في الشوط الثاني, وكان قريبا من التعادل وتحقيق الانجاز. اذاع التليفزيون البرازيلي تقريرا مفصلا عن الأهلي لمدة ساعة كاملة تحدث فيه من خلال التقارير التي تناولها البرنامج وصول الفريق الي المونديال علي الرغم من الظروف التي تئن من وطئتها بلاده. وقال مقدم البرنامج واصفا الأهلي بأنه مذهل وليس منطقيا علي الاطلاق أن يفوز فريق بأقوي ثالث بطولات الأندية في العالم دون وجود مسابقة رسمية في بلاده ودون جماهير. وأشاد التقرير بعناصر الفريق علي رأسه أبوتريكة ووصفوه بمصدر قوة الفريق, ومن عنده يبدأ خطورة الفريق الهجومية, بالاضافة الي وائل جمعة وبركات وحسام غالي. ولفت تقرير التليفزيون البرازيلي الانظار الي أن فارس إفريقيا قدم درسا في الاصرار وروح المثابرة وتحدوا قوانين كرة القدم ونجح مدربهم البدري الذي يستحق هو الآخر وساما لاجادته قيادة الفريق والتعامل مع الظروف التي تعد كفيلة بانهاء مسيرة أي فريق مهما كان اسمه.