مدّد الاتحاد الأوروبي أمس، العقوبات الاقتصادية التي يفرضها على سورية حتى مطلع يونيو 2015، وفيما أكدت الأممالمتحدة أن تدمير الترسانة الكيماوية لسورية لن يكتمل بحلول 30 يونيو، دعا الفاتيكان الذي ينظم اليوم اجتماعاً لتنسيق كل المساعدات التي تقدمها الكنيسة، الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الشرق الأوسط إلى التحلي «بالشجاعة للقيام بتحرك مشترك» من اجل إنقاذ سورية. وتفصيلاً، اعلن الاتحاد الأوروبي انه سيمدد حتى الأول من يونيو 2015 العقوبات التي يفرضها على سورية، والتي تشمل خصوصاً حظراً نفطياً وتجميد أصول مقربين من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونشر القرار أمس، في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وهذه الإجراءات أصبحت تشمل حالياً 179 شخصاً و53 شركة أو كياناً جمدت أصولها ومنعت من الحصول على تأشيرات دخول، وبينها البنك المركزي السوري كما اعلن المجلس الأوروبي في بيان. وسحب الاتحاد الأوروبي شخصين وشركة (بنك سورية الدولي الإسلامي) عن لائحته السابقة. وحظر الاتحاد الأوروبي أيضاً على رعاياه شراء أسلحة من سورية، ونقلها نحو دولة أخرى أو تولي عمليات النقل هذه. والهدف هو حرمان النظام مصادر تمويل محتملة. ويأتي تمديد العقوبات قبل أيام من الانتخابات الرئاسية السورية التي ندد بها الغرب واعتبرها «مهزلة». ويخوض الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء المقبل الانتخابات أمام مرشحين اثنين، لكنهما لا يشكلان أي منافسة جدية له ومن شبه المؤكد عودته إلى رأس السلطة في ولاية ثالثة تستمر مبدئياً سبع سنوات. في الاثناء، أكدت الأممالمتحدة أن تدمير الترسانة الكيماوية لسورية لن يكتمل بحلول 30 يونيو. وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية على الوفاء بالتزاماتها بأسرع ما يمكن. وعبر عن قلقه من اتهامات بأن غاز الكلور اُستخدم أخيراً في سورية. وأضاف بان قائلاً: «من الواضح أن بعض الأنشطة المرتبطة بإزالة برنامج الأسلحة الكيماوية سيستمر إلى ما بعد 30 يونيو 2014 ». إلى ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية للإشراف على إزالة مخزونات الغازات السامة السورية ستواصل عملها لفترة زمنية محددة بعد 30 يونيو 2014. يذكر أن الحكومة السورية لم تفِ بالفعل ببضعة مواعيد نهائية كان أحدثها وعدها هي نفسها بتسليم بقية المواد الكيماوية بحلول 27 أبريل. وأخفقت أيضاً في تدمير 10 منشآت كانت جزءاً من برنامج الأسلحة الكيماوية. وألقت الحكومة باللوم في تلك الإخفاقات على مشكلات أمنية وأنشطة المعارضة المسلحة لكن مسؤولين غربيين أبدوا شكوكاً بشأن تلك التفسيرات. من جهته، دعا الفاتيكان الذي ينظم اليوم اجتماعاً لتنسيق كل المساعدات التي تقدمها الكنيسة، الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الشرق الأوسط إلى التحلي «بالشجاعة للقيام بتحرك مشترك» من اجل إنقاذ سورية. وقال الكاردينال الغيني روبرت ساره، الذي يدير لجنة تنسيق أعمال الكنيسة في الفاتيكان بتأثر «يجب النهوض من حالة الخمود»، مستغرباً «ان يلقى سقوط صاروخ على موقع ميليشيات صدى إعلامياً» اكبر مما يلقاه شعب يموت «جوعاً وبؤساً». وتابع «أن جنيف-2 لا يمكن أن يعني فشل استراتيجية السلام، يجب التحلي بشجاعة مشتركة، خصوصاً من قبل قوى عظمى مثل الولاياتالمتحدة وروسيا وجميع دول الشرق الأوسط المعنية». وفي صدى دعوة البابا فرنسيس السبت أثناء زيارته إلى الأردن إلى «جميع الأطراف للتخلي عن محاولة حل المشكلات عن طريق استخدام السلاح والعودة إلى المفاوضات»، قال الكاردينال إنه لا يمكن تسليح مقاتلين وتدريبهم مع الزعم بالسعي إلى السلام. وأضاف «بحسب المعطيات التي بحوزتنا هناك اليوم اكثر من تسعة ملايين شخص بحاجة لمساعدة إنسانية، و60% من المستشفيات مدمرة أو لم تعد صالحة للاستخدام، وأكثر من مليوني لاجئ، وأكثر من ستة ملايين نازح في الداخل». وسيجتمع المجلس البابوي الذي يديره الكاردينال ساره، اليوم، في حضور وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين و25 هيئة، والقاصدين الرسوليين (سفراء) وأساقفة المنطقة. الامارات اليوم