الدوحة - طوخي دوام: حققت بورصة قطر مستوى تاريخي جديد لها أمس على كافة المؤشرات حطمت به مستوياتها السابقة مسجلة قفزات كبيرة في قيمة التداول وعدد الصفقات المنفذة مع ارتفاع في قيمة المؤشر وسط هذا الإقبال الشديد من المستثمرين الأجانب، فارتفع مؤشر السوق لأعلى مستوى لها على الإطلاق ليصل لمستوى 13700 نقطة، كما سجّلت تداولات السوق مستويات قياسية لم يشهدها السوق طول تاريخه بعد أن سجّلت التداولات أمس أكثر من 4.6 مليار ريال. منها أكثر من مليار ريال في الدقائق الأخيرة من عمر الجلسة. وربح رأس المال السوقي للأسهم المقيّدة بالبورصة نحو 14.4 مليار ريال، ليصل إلى 347,1 مليار ريال أمس، مقابل 332.7 مليار ريال في نهاية جلسة أمس الأول. وكشفت مصادر مطلعة ل" الراية الاقتصادية" أن محافظ وصناديق استثمارية أجنبية بدأت أمس في عمليات شراء استباقية في بورصة قطر قبل دخولها فعليًا لمؤشر الأسواق الناشئة يوم الاثنين المقبل وأشارات تلك المصادر إلى أن تلك المحافظ والصناديق رصدت قرابة المليار دولار للاستثمار في عدد من أسهم الشركات المتوقع نموها خلال الفترة المقبلة. وجاء ارتفاع السوق أمس بدعم من عمليات الشركات التي قامت بها المحافظ الأجنبية، والتي استهدفت على وجه الخصوص أسهم الشركات الداخلة في تركيبة مؤشر الأسواق الناشئة، والملاحظ أيضًا أن الشركات التي ارتفعت فيها نسب تملك الأجانب ارتفعت بالحدود القصوى أمس، وهو يؤكد أن التوجيهات الأميرية برفع نسب تملك الأجانب سوف تستقطب سيولة أجنبية جديدة في البورصة. وقد أعرب السيد راشد بن علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر عن ارتياحه البالغ لهذا التطور الكبير الذي شهدته البورصة أمس ووصفه بأنه يوم تاريخي لدولة قطر وللبورصة ولجميع المشاركين فيها. وقال: إن هذا اليوم يشكّل بداية لمرحلة جديدة من مراحل تطور البورصة القطرية. وأشار المنصوري في بيان أصدرته البورصة أمس إلى أن جميع أنظمة التداول في البورصة ولدى الأطراف المشاركة في السوق عملت بكفاءة عالية واستوعبت القفزة الكبيرة في أحجام التداول، وأن موقعها الإلكتروني عكس بصورة مباشرة ومستمرة عمليات التداول والتغيّرات التي طرأت على أسعار الأسهم ومؤشراتها. ورفع السيد المنصوري أسمى آيات الشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، لرؤيته الثاقبة وتوجيهاته السديدة التي تسير بالبورصة القطرية نحو تحقيق أهدافها في أن تحتل موقع الريادة بين البورصات العالمية. وأعرب السيد المنصوري عن شكره لمجلس إدارة بورصة قطر ولجميع الجهات الحكومية التي ساهمت في تحقيق هذه القفزة في أداء البورصة القطرية . من ناحية أخرى، يرى الخبراء أن الدخول المكثف من قبل المحافظ الأجنبية أمس يتزامن مع انضمام بورصة قطر لمؤشر الأسواق الناشئة، وأشاروا إلى أن عمليات الشراء الشرائية السابقة التي قامت بها تلك المحافظ تهدف إلى رفع أسعار أسهم الشركات الداخلة في تركيبة مؤشر مورجان استانلي، حيث إن أسعار إغلاق الشركات لجلسة أمس هي الأسعار التي سوف يتم اعتمادها لدى مؤشر الأسواق الناشئة يوم الاثنين المقبل. جاذبية الأسهم القطرية وأشاروا إلى أن جاذبية الأسهم القطرية بالنسبة للمحافظ الأجنبية تعود لعدة أسباب جوهرية أهمها قوة الاقتصاد القطري بالإضافة إلى البيئة التنظيمية والتشريعية التي المتميزة التي توفرها قطر للمستثمرين الأجانب وكذلك النتائج المتميزة التي تحققها الشركات. وأكدوا أن التوجيهات الأميرية برفع نسب تملك الأجانب إلى 49% كان له بالغ الأثر في البعث بإشارات إيجابية للصناديق الاستثمارية وهو ما دفعها لاستباق الأحداث وللدخول للسوق القطري قبل أن يتم انضمامها فعليًا لمؤشر الأسواق الناشئة. وقال الخبراء: إن استمرار تحسّن المزاج الاستثماري في البورصة ساهم في زيادة النزعة الشرائية من شريحة واسعة من المستثمرين تتقدّمهم المحافظ الأجنبية، ما دفع مؤشرات السوق إلى مزيد من التحسّن. وأضافوا أن تحسّن أداء البورصة خلال العام الحالي في تحسّن ونمو مطرد وهو ما فتح شهية تلك المحافظ والصناديق بشكل كبير على الأسهم القيادية بالسوق، ونوهوا إلى أن المحافظ والصناديق آثرت التريث لفترة طويلة من الزمن حتى تتضح معالم أسهم البورصة بعد فترة من التذبذب، لافتة إلى أن البورصة قد تعكس اتجاهها إلى صعود مستمر في حال هدأت حدة المضاربات العنيفة وتم التأسيس لشراء استثماري متوسط وطويل المدى. وأشاروا إلى أن تدفق غالبية السيولة كان نحو الأسهم الصغيرة التي مازالت تشكّل الوجهة الرئيسية للنشاط، خصوصًا مع ارتفاع منسوب الثقة في البورصة مع الزيادة الواضحة في معدّلات السيولة المتداولة على الأسهم المُدرجة، دون إغفال التحسّن الملحوظ في نشاط الأسهم القيادية. وتتميز بورصة قطر عن باقي الأسواق المجاورة بقوة شركاتها المستمدة من قوة اقتصاد الدولة لتشكل توزيعات أرباح الشركات المُدرجة بها انعكاسًا لسلامة موقفها المالي وصحة الاقتصاد المحلي. الارتفاعات المتواصلة وتشكّل الإنجازات المتتالية التي تحققها البورصة العام الماضي اعترافًا بالمستوى المتقدّم الذي حققته البورصة على مختلف الصعد التقنية والتنظيمية والعملية، وتشير إنجازات البورصة إلى حرصها على تطوير آلياتها وبنيتها التحتية وخدماتها التي تقدّمها للعملاء لتحافظ على وضعها بما يليق بمكانة قطر كسوق رئيسي في المنطقة، ومن المتوقع أن تستفيد البورصة مما حققته من إنجازات مهمة العام الماضي لتحقيق نتائج أفضل على صعيد أداء المؤشر وعلى مستوى التداولات في 2014. ويرى الخبراء أن النجاحات التي حققتها بورصة قطر سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي تعكس التزامها بالمعايير العالمية المتعارف عليها، مشيرين إلى أن ترقية تصنيف قطر إلى وضع "الأسواق الناشئة"، يزيد من أهمية قطر فيما يتعلق بالاستثمارات الدولية. ويشجّع المستثمرين الأجانب ومديري الحقائب الاستثمارية لدخول السوق القطري، وتوقعوا أن تستقبل بورصة قطر استثمارات أجنبية بقيمة تزيد على 2 مليار ريال من المستثمرين في قطاع الأسهم خلال العام المقبل. ونوه الخبراء إلى أن السوق استفاد بشكل كبير من الأجواء الإيجابية المتوفرة في السوق، وهو ما دفع مستثمرين كبارًا ومضاربين لوضع طلبات شراء مكثفة أوحت للكثيرين بتحقيق مكاسب قوية قام على إثرها هؤلاء المستثمرون بعمليات تصريف واسعة. وأن المستثمرين الذين قاموا بعمليات التصريف كانوا قد اشتروا هذه الأسهم عند مستويات متدنية قبل فترة، واستغلوا موجة الصعود أمس الأول وحققوا أرباحًا كبيرة مقارنة بأسعار الأسهم وقت قيامهم بعمليات الشراء. وأشاروا إلى أن المستثمرين الكبار استغلوا حالة التفاؤل الإيجابية التي يعيشها السوق الآن، ودعموا رغبة الثقة والتفاؤل التي ينتظرها المستثمرون ليقوموا بعمليات تصريف للأسهم التي بحوزتهم. وتوقعوا أن تستمر الأخبار الإيجابية في دفع السوق لمواصلة للارتفاع هذا الأسبوع، لاستغلال موجة الثقة والتفاؤل التي تسيطر على السوق الفترة الحالية. طفرة في الأداء وفي هذا السياق أكد المستثمر عبد الرحمن الهيدوس: أن الطفرة التي حققها السوق أمس كان سببها رفع نسب تملك الأجانب في البورصة بالإضافة إلى قرب انضمام السوق لمؤشر الأسواق الناشئة، وهو ما أسهم في دخول المحافظ الأجنبية للسوق، مشيرًا إلى أن السوق يثبت مع كل يوم أنه مُقبل على المزيد من النمو خلال العام الحالي مستفيدًا من الأخبار الإيجابية بالسوق، وهو ما سينعكس على مجمل الأنشطة الاقتصادية في الدولة، والشركات المُدرجة في البورصة تعتبر المحور الأساس لتلك الأنشطة، وبالتالي سينعكس هذا النمو على نتائجها النهائية، كما يضمن نمو أنشطتها بنسبة لا تقل عن نسبة نمو الاقتصاد المحلي. ويوضح الهيدوس أن أجواء التفاؤل ستكون غالبة على الأسواق طيلة الفترة المقبلة وإن كانت هناك مخاوف من عودة التقلبات للأسواق العالمية، التي قد تؤثر بالسلب على مسيرة السوق الصاعدة. نقلة نوعية وأوضح أن ارتفاع مؤشر السوق يمثل نقلة نوعية كبيرة في نفسية أوساط المتعاملين، خاصةً أن هذا الصعود الكبير لم تشهده السوق من فترة طويلة، ونصح المستثمرين بعدم التفريط في أسهمهم بسهولة لأنه من المتوقع أن يشهد السوق ارتفاعات متواصلة الفترة المقبلة. وأضاف أن توجه المستثمرين حاليًا لأسهم الشركات التي لم تنل حظها من الارتفاعات في الفترة السابقة حيث إن السمة الغالبة على معظم المستثمرين والمضاربين هذه الفترة هي التنقل بين الأسهم وخاصة الأسهم ذات الأرباح التشغيلية الجيدة والتي أعطت أداء جيدًا خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى أسهم الشركات والبنوك القيادية والتي بدورها أيضًا تدعم السوق وتسعى لتحسين أوضاعه من خلال التداول عليها. ارتفاعات قياسية من جانبه قال أسامة عبد العزيز شريك استشارات مالية بشركة مزارز قطر: إن بورصة قطر حققت ارتفاعات قياسية من بداية العام، كما سجّلت التداولات نموًا قويًا وهذا يرجع إلى توافر السيولة في السوق. وأرجع عبد العزيز سلسلة الارتفاعات التي حققتها البورصة إلى عاملين أولهما في استهداف المحافظ الاجنبية لأسهم الشركات الداخلة في تركيبة مؤشر الأسواق الناشئة، أما العامل الثاني في ارتفاع السوق فيتمثل في عمليات الشراء الاستباقية التي يقوم بها المستثمرون قبل إعلان الشركات عن نتائجها الربعية. أوضح أن السوق استطاع جذب العديد من المتداولين خلال الفترة القليلة الماضية، معظمهم من الأفراد الذين خرجوا من السوق، وبعضهم مستثمرون جدد، مشيرًا إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك ليس من خلال زيادة قيمة التداولات، بل من خلال ملاحظة زيادة عدد الصفقات. وأضاف أن هناك سيولة جديدة لم تكن موجودة من قبل دخلت إلى سوق الأسهم حاليًا، إضافة إلى أموال أخرى كانت تنتظر خارج السوق متحفزة لأي فرص تدخل فيها لاقتناص الفرص. جريدة الراية القطرية