الدوحة - الراية : أوصت اللجنة العلمية للمؤتمر العربي الثاني للمياه الذي اختتمت أعماله بالدوحة الخميس الماضي بتحديد التشريعات الخاصة بقطاع المياه في إطار يحقق التكامل والشمولية، وباستخدام التقنيات الحديثة لتطوير أنظمة المياه الجوفية وقابليتها للاستغلال الأمثل. وأكدت على ضرورة التوسع في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للأغراض الزراعية والصناعية، وعلى زيادة التوسع في مشاريع الحصاد المائي وطرح المشاريع الهادفة الى بناء السدود والتقنيات المختلفة لتجميع مياه الأمطار. وأوصت اللجنة بالتوسع في استخدام تكنولوجيا الري الحديثة واستخدام أنماط زراعية تتناسب والظروف المناخية لكل بلد، وتكثيف الرقابة على كافة الملوثات التي قد تؤثر على جودة المياه والمحاصيل الزراعية. والتشجيع على عقد جلسات نقاش مهنية لتبادل الخبرات العملية في مجال إدارة قطاع المياه. ونوهت بضرورة تفعيل برامج للتوعية، وترشيد استهلاك المياه في المنطقة العربية، وتطوير وتحديث السياسات والاستراتيجيات المائية لتحقيق الأمن المائي والزراعي في البلاد العربية. كما أوصت اللجنة العلمية للمؤتمر العربي الثاني للمياه بوضع البرامج الهادفة لضمان كفاءة التشغيل والذي يؤدي الى التقليل من فاقد المياه في أنظمة مياه الشرب، وبتعزيز التعاون مع الدول المجاورة من أجل ضمان الحقوق التاريخة للمياه العربية من منظور الأمن المائي القومي العربي. وأكدت اللجنة على أهمية تشجيع القطاع الخاص للدخول في شراكة تنفيذ برامج من شأنها تحقيق الأمن المائي والغذائي. وعبر سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس "كهرماء"، ورئيس المؤتمر عن اعتزاز المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" باستضافة هذا المؤتمر وقدم الشكر لجميع من شارك من الدول العربية في فعاليات المؤتمر سواء في اللجنة العلمية أو في تقديم الأبحاث والمشاركة في المؤتمر." وأضاف "اتضح من خلال المشاركة الفعالة أهمية المياه في الوطن العربي والأهمية القصوى التي يأخذها هذا الأمر لدى أصحاب القرار في جميع الدول، وكان تشريف معالي رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة وعدد من الوزراء في دولة قطر والدول العربية الشقيقة بحضورهم حفل افتتاح المؤتمر يمثل رسالة واضحة للجميع عن أهمية هذا الموضوع." وتم تنظيم جلسات علمية خلال هذا المؤتمر استعرض فيها الخبراء دراسات أوراق عمل حول مواضيع الأمن المائي والغذائي والتقنيات الحديثة وتطبيقاتها في قطاع المياه والسياسات المائية واستراتيجيات التنمية المستدامة ومصادر وإدارة الموارد المائية. و أعرب المهندس عيسى بن هلال الكواري عن أمله في أن تتكامل مخرجات أوراق العمل التي قدمت في المؤتمر وورش العمل واللقاءات والحوارات الثنائية لتثمر عن مخرجات وتوصيات بناءة وعملية تلبي شعار المؤتمر وأهدافه الكلية ومتطلبات الخطط القصيرة والمتوسطة المدى وأن تكون خريطة طريق للمستقبل. وقال: لقد رأينا المشاركة الفعالة والقوية من الخبراء والباحثين من جميع الدول العربية، نتج عنها توصيات يمكن أن نعتبرها خريطة طريق لمستقبل وسياسة الموارد المائية في الدول العربية. وأكد على أن هذه التوصيات تنم عن حجم المادة العلمية التي تم نقاشها خلال المؤتمر والمستوى العالي لهذه التوصيات ونتمنى من خلال المؤتمر أن يتم رفعها للمجلس العربي ليتم تبنيها واتخاذها كخريطة طريق للتطوير في المستقبل. وأضاف: كان جلياً من خلال المؤتمر وجود خبرات راقية جدا ومتميزة في هذا المجال، ونحتاج الى مؤتمرات مماثلة لهذا الحدث العربي لتظهر هذه الخبرات وهذه المهارات بين الدول العربية وإلى تبادل هذه الخبرات وتطويرها وإلى تبني الجهات العلمية والبحثية في الدول العربية لهؤلاء العلماء والمختصين. من جهته، قال الدكتور جمال الدين جاب الله مدير إدارة البيئة والإسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة بالجامعة العربية، أن المؤتمرهوعبارة عن منبر علمي يجتمع فيه الخبراء للتعاطي مع الشأن المائي بالأسلوب العلمي والابتعاد عن الأسلوب النظري وبالتالي إيجاد حلول لمعضلات وإشكالات وتحديات الماء في المنطقة العربية، وتلك هي الغاية التي أقرها المجلس الوزاري العربي للمياه وثمنتها القمة العربية باعتبار أن الماء هو مصدر الحياة. وأضاف: ما المؤتمر العربي الثاني للمياه في الدوحة بدولة قطر إلا تعبير صادق على مدى هذا الاهتمام والأخذ بأسلوب علمي والتجارب الناجحة من أجل إيجاد حلول لقضايا شائكة، والتوصيات التي خرج المؤتمر بها، مهمة وما هي إلا لبنة جديدة وخريطة طريق نحو المستقبل. واختتم بالقول: نحن جميعا نصبوا إلى مستقبل أفضل ونتعاطى مع القضايا المائية من منظور وأسس علمية وبهذا الشكل يكون المجلس الوزاري العربي للمياه قد أعطى للعلم قدره وما تقدم الشعوب إلا بالعلم... وقام المهندس علي سيف المالكي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ومدير شؤون شبكات المياه بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" بتقديم توصيات المؤتمر، وتقدم باسم اللجنة العلمية للمؤتمر بالشكر لسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية الذي تفضل برعايته الكريمة لهذا المؤتمر وإلى سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة لدولة قطر لجهوده في إنجاح هذا المؤتمر ومشاركته الفعالة في الجلسة الحوارية حيث تطرق سعادة الوزير إلى الكثير من القضايا التي تسهم في تحريك الأفكار والرؤى في ما يخص مشاكل المياه بالوطن العربي. كما أشاد بجهود المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء لرئاسته المؤتمر وتوجيهاته السديدة التي أظهرت إعجاب المشاركين في المؤتمر بحسن إدارته والترتيب الذي أتى بما يتسق مع أهمية الحدث. وقال: أكد الخبراء والباحثون لرؤى من خلال الأوراق البحثية العلمية التي طرحت في جلسات المؤتمر وفقاً للمحاور التي تم على أساسها تصنيف الأوراق البحثية وقد استعرض المؤتمر في أيام انعقاده الأبحاث والدراسات التي تناولت مجالات المياه والزراعة من أجل توحيد الجهد العربي من مؤسسات وأفراد للتنسيق فيما بينها، لوضع التدابير والخطط المستقبلية المبنية على أسس علمية للتعامل مع ندرة المياه بما يخدم تنمية قطاع المياه المستدامة. وزاد: توصل المؤتمر إلى توصيات هامة تخدم قطاع المياه في بلادنا العربية. وفي نهاية اللقاء قام سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" بتكريم أوراق العمل الفائزة وممثل جامعة الدول العربية وأعضاء اللجنة العلمية واللجنة المنظمة والمتطوعين. جريدة الراية القطرية
