كتب- يوسف الحرمي: قال المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء إن أهمية انعقاد المؤتمر العربي الثاني للمياه في الدوحة تكمن أهميته في كون موضوع المياه أصبح موضوعا أساسيا على جميع الأجندات العالمية وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية حيث إن هذه الدول تعاني من نقص في مصادر المياه ومعظم مصادر المياه في المنطقة تأتي خارج حدود هذه الدول. وأكد الكواري على ضرورة التنسيق ما بين الدول العربية لرفع كفاءة استخدام المياه وإيجاد بدائل لمصادر المياه الأخرى مثل المياه المعالجة والمياه الجوفية وترشيد استخدامها بحيث تكون مياه مستدامة للأجيال القادمة. وأشار الكواري إلى أنه سيتم خلال المؤتمر مناقشة (48) ورقة عمل مقدمة من الدول العربية والخبراء من خارج المنطقة تهدف إلى تنسيق الجهود وطرح ما توصلت إليه الأبحاث من أفكار في مجال الإدارة المتكاملة للمياه وآلية جعل الإدارة المتكاملة مجالا لترشيد المياه وأن يجعل المياه مصدرا مستداما تستفيد منه الأجيال القادمة. ورداً على سؤال الراية الاقتصادية عن توقعاته عن أهم ما سوف يصدر عن المؤتمر من توصيات وقرارات أوضح الكواري أننا سوف نعلن التوصيات في الجلسة الختامية يوم الخميس المقبل حيث سيصدر عن المؤتمر بيان سيرفع لمجلس الوزراء العرب مشيرا إلى أن مجلس الوزراء العرب عقد أمس اجتماعا برئاسة دولة قطر وناقش الوزراء المعنيون عددا من القضايا المهمة وأهمها الاستراتيجية العربية للأمن المائي وقضايا أخرى مثل التعاون المشترك في مجال المياه المتجاورة بين الدول. وقال إن دولة قطر تشارك في المؤتمر من خلال عدد من الأوراق العلمية والبحثية وتحاول تبادل الخبرات مع الدول الشقيقة بحيث إننا نستفيد من خبرات هذا التعاون فيما يتعلق بالاستخدام الأمثل للمياه وخاصة المياه المحلاة والمياه المعالجة وكذلك الأمن الغذائي وربطه بالأمن المائي. وذكر الكواري أن مصادر المياه في دولة قطر محدودة للأسف ولكن الحكومة الرشيدة تسعى من خلال التوجيهات لجعل هذه المصادر مصادر مستدامة من خلال وضع مخزون من المياه من الخزانات الصناعية وكذلك لدينا مشروع لحقن الحوض الجوفي بالمياه العذبة ويمكن استخدامها للحالات الطارئة موضحا أن هناك هدفا أساسيا وهو جعل هذه المياه مستدامة من خلال الترشيد في استخدام المياه ومن ثم إعادة استخدامها. وردا على سؤال الراية الاقتصادية حول الخدمات التي تواجه الدول العربية في مجال المياه قال المهندس الكواري إن التحديات التي تواجه العالم العربي التحدي الأكبر ندرة المياه فالعالم العربي يمثل حوالي 5٪ من عدد السكان ونسبة المياه 1٪ من الإجمالي العالمي والتحدي الآخر هو مصادر المياه التي تأتي من خارج منطقة الوطن العربي وهذا أيضا تحد كبير ولابد من هذه الدول أن تنسق ما بينها وتضع الخطط المستقبلية للتعاون مع ندرة المياه وإيجاد مصادر بديلة. وردا على سؤال الراية الاقتصادية حول إيجاد الحلول لهذه المعضلة المائية قال الكواري إن الحل الأساسي هو المحافظة على ما أنعم الله على هذه الدول من مصادر حاليا وفي المستقبل عدم الإسراف والترشيد واستخدام التقنيات الحديثة في عمليات الري والزراعة للاستفادة القصوى من المياه الموجودة. وردا على سؤال الراية حول ما قامت به دولة قطر في هذا المجال أشار المهندس الكواري إلى أن دولة قطر عملت الكثير من أجل ذلك ففي مجال الترشيد هناك برنامج يسمى الترشيد الوطني برعاية حضرة صاحب السمو الأمير المفدى وكذلك هناك مشروع لحقن الحوض الجوفي وهو مشروع متكامل بالإضافة إلى أن وزارة البيئة والجهات المعنية في البلدية والزراعة تقوم معهم بالتنسيق لرفع مستوى الأجهزة المستخدمة في الزراعة من خلال وضع الضوابط لعدم الإسراف فيها. جريدة الراية القطرية