ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 04/06/2014 في ذات مساء ليس ببعيد عن صباح يومنا هذا، غامرت بكسر جدار عادة سيطرة بعض المحطات الفضائية على بعدي الزمني، كلما جلست أمام جهاز التلفاز ثم تجرأت عنوة من دون سبق إصرار، أو ترصد على هدم سور هيمنتها على شغاف متابعتي خاصة تلك القنوات التي استعبدتني بأساليب طرحها وفخامة محتوى برامجها التي تعنى بالفكر والثقافة واحترام رجاحة العقل وسمو الروح ورقي النفس، لقد قمت بهذه المغامرة حباً في عبور أوسع للفضاء الإعلامي المملوء وكما قرأت وسمعت بالمعلوم والمجهول، ورغبة مني في الحصول على محتوى جديد يقول لي هيت لك ما شئت مما لا عينك رأت ولا أذنك سمعت ولا خطر على قلبك من برامج تؤمن بأهمية الثابت، وتقر بضرورة وجود المتحرك، وما إن أسرجت راحلة رغبة التغيير التي كنت آمل منها أن تنسيني شيئان مما أنا عليه منذ أمد بعيد حتى انتابني من الذهول ما لا يسر، وغشاني من الدهشة ما لم يكن في خيالي يوماً ما، لقد رأيت العجب وأقررت أن بعض ظني ليس بإثم فحسب، بل هو الإثم بعينه حين كنت أظن الخير كل الخير في إعلامنا العربي المرئي، فياليتني بقيت على ما كنت عليه، وليت رغبتي في متابعة المحطات الفضائية ماتت في مهدها وكانت نسياً منسياً . أصدقكم القول إنني استعرضت سريعاً كل المحطات، وتساءلت بعد أن سألت واقعنا العربي ترى لماذا هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية العربية غير المصنفة وغير المراقبة، وما الجدوى من وجودها، وما تأثيرها في أجيالنا؟ أسئلة كثيرة ما زال يسكنني هاجس حيرتها، ولم أستطع معها صبراً، ولم أجد لها أجوبة تشفي فضول قلة حيلتي، خاصة بعد أن مررت بديار برامج تلك القنوات التي لم أصافح معديها، ولم أقبل جدار مقدميها، فلا البرامج شغفت قلبي، ولا حب من أقرها وفرضها علينا نال ما كان يود مني من متابعة، وياليتني ما عرفت بأن هناك نسبة ليست بالقليلة من أبناء أمتي تعيش في عشوائيات تفسير الأحلام، وأخرى تبحث في أزقة الأعشاب والطب البديل عما يزيد قوة الفحولة، وفئة استهواها الصراخ والجدل بعد أن عافها الحوار الهادف، ومجاميع تموقعت في محطات موضات المذيعات شبه الكاسيات العاريات، وجماعة فوضت نفسها في تصنيف عبادالله بحيث تدخل النار والجنة من تشاء، وقوم أرادوا العيش في دهاليز بث الفتنة بين أبناء الأمة، وفنانون وفنانات لم يجدوا في الأمة سوى تفكك الأسر والضياع والبكاء وتصوير المجتمعات العربية بحب الاستغلال والانحلال الخلقي، والغريب بين كل هؤلاء يوجد من يقتات أموال الناس بالباطل عبر اكتشاف فروقات الصور أو غيرها من أساليب السرقة المقننة . يحدث كل هذا في فضائنا، فهل من رقيب أو محاسب، ويحدث أيضاً أن هناك ثمة قنوات نقف لها إجلالاً واحتراماً لدورها في بث الوعي والمحافظة على هوية الأمة . عبدالله الهدية الشحي [email protected] الخليج الامارتية