عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    تسجيل عشر هزات ارضية خلال الساعات الماضية من البحار المجاورة لليمن    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    - 13،5مليون مشترك في شركة يمن موبايل وارتفاع في ارباحها وتوزبع 40%منها للمساهمين بحضور وزراء الاتصالات والمالية والنقل والاقتصاد    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    نقابة موظفي الأرصاد بمطار عدن تعلن بدء الإضراب احتجاجًا على تجاهل مطالبها    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    اغلاق طريق رئيسي رابط بين محافظتين بعد أقل من عام على اعادة فتحها    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    البحرية الامريكية تعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر وسنتكوم تؤكد استمرار الحملة العسكرية في اليمن    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    تسجيل 4 هزات أرضية جديدة من خليج عدن    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    افتحوا ملفات رياض الجهوري.. عميل القاعدة ورفيق الإخوان    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطورات التشخيص والعلاج والوقاية
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 12 - 2012

يحتوي جسم الإنسان على ثلاثين بليون خلية، وتحدث خلال فترة حياتنا عشرة ترليونات انقسامات خلوية . وتبدأ حياتنا مع بعض الطفرات التي قد نرثها من والدينا، وهي ما تسمى بالطفرات الجنسية، ولكن هذه الطفرات قد تعرض أيضاً إلى الطفرات المستوعبة خلال فترة حياتنا .
ان بعض هذه الطفرات يحدث أثناء انقسام الخلايا عندما يتضاعف الحامض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين DNA حيث تحدث التغيرات الدائمة في تسلسل الحامض النووي الذي يجهز عادة الجين البشري، وقد يمتد حجم هذه الطفرات من اصابة جزء من قاعدة الحامض النووي (DNA-Base) إلى اصابة قسيمة كبيرة من الكروموزوم البشري، علماً أن الحامض النووي في خلايانا معرض بصورة دائمة إلى حدوث طفرات، وإلى تغيرات عرضية لشيفرة الحامض النووي(DNA-Code)، ولكن طفرات أخرى تحدث من جراء تلف الDNA بعد التعرض إلى العوامل البيئية التلوثية والسامة البيئية والباثولوجية كالأشعة فوق البنفسجية والمواد السامة والكيماوية .
وقد أثبت الدراسات الحديثة على أن تغيرات البيئة وتلوثها بالمواد السامة تلعب دوراً حيوياً في تكون الطفرات المرضية التي تسمى (بالمواد المطفرة)، وهذه هي التي تؤدي إلى الأمراض العديدة .
وفي مجالنا هذا فإن هذه الطفرات تؤدي إلى العقم عند الرجل من جراء متلازمة خلل تكون النطف، وكذلك إلى مرض متلازمة نقص الهرمون الذكري، وهذا يأتي من ارتفاع نسبة التلوث البيئي عالمياً وإقليمياً جراء الارتفاع في نسبة انبعاث الغازات السامة وثاني أوكسيد الكاربون من وسائل النقل على الأرض وفي الجو، وكذلك المصانع، والزيادة في استعمال المواد الكيماوية المضرة بالصحة عامة والإخصاب خاصة، وكذلك استعمال مبيدات الحشرات في المزارع، علاوة على تلوث المياه بهذه المواد السامة، وارتفاع نسبة الهرمونات الأنثوية ومضادات الهرمون الذكري في بعض اللحوم والدواجن والخضراوات، وفي مياه الشرب أيضاً بسبب تلوثها بذلك وبنسب متزايدة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة.
والعوامل المذكورة أعلاه قد تؤدي، أو تكون قد أدت بالفعل، إلى اضطرابات تناسلية وظيفية عند الجنسين، مع العلم أن الخصية عند الرجل هي التي تأثر في هذه الأمراض المسماة علمياً بمرض متلازمة خلل تكوّن النطف .
وتحدث متلازمة نقص الهرمون الذكري من جراء عطب وتلف خلايا الخصية وبنسبة عالية لخلايا لايدك المنتجة للهرمون الذكري ولخلايا سرتولي المسؤولة عن الأنطاف، أو قد يتكون نتيجة خلل جيني وطفرات جينية باثولوجية في خلايا لايدك في الخصية من جراء عوامل التلوث البيئي المذكورة سابقاً، وهذا يضعف الخلايا المسؤولة عن إنتاج الهرمون الذكري التيستسترون نتيجة هذه الطفرات المستوعبة، وبسبب اضطرابات وعطب في خلايا سارتولي المسؤولة عن الأنطاف عند الرجال ايضاً . ولهذا فإن أي قصور أو اضطراب في الجهاز التناسلي أو الجهاز الغدي أو الجهاز العصبي في أحد هذه الأجهزة أو بعضها يمكن أن ينجم عنه العقم .
أما العوامل الباثولوجية في الخصية التي تؤدي إلى عدم الإخصاب عند الرجل فهي تحدث من جراء ضعف أو عدم تكوين النطف، وللأسباب التالية:
* الأسباب المرضية الخصيوية:
1 . مرض متلازمة نقص الهرمون الذكري (TDS) .
2 . دوالي الخصية (VARICOCELE TESTIS)، وتتكوّن من جراء توسع في أوردة الحبل المنوي بسبب قلة الجيوب الوريدية، وهذه تؤثر سلباً في قابلية الحيوان المنوي لإخصاب البويضة وذلك للأسباب التالية:
أ .الفرط الحراري حيث تكون درجة حرارة الصفن والخصية عادة أقل من درجة حرارة الجسم ب(-(5 .،2 وارتفاع الحرارة هنا يؤدي إلى تأثيرات سلبية في نوعية وكمية وحركة وفعالية الحيوانات المنوية .
ب . تساعد على عودة الهرمونات الكظرية .
ج . تساعد على ازدياد فضلات الكلية في الخصية .
د . بطء في جريان الدم الوريدي في الخصية وهذا يؤدي إلى ازدياد في نسبة ثاني أوكسيد الكربون السام والمضر للخصية وخلاياها وفي نفس الوقت يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الخلايا الخصيوية .
ه . انخفاض في تغذية الخصية بالدم النقي وهذا قد يؤثر في الموازنة بين وظائف الخصية الإنتاجية للنطف والهرمونات وبين الغدة النخامية وقاعدة الدماغ .
و . ارتفاع الضغط الوريدي في الخصية المصابة حيث إن ارتفاع الضغط الوريدي هذا يؤدي إلى ارتفاع الضغط التوازني المائي في الخصية نفسها حيث يمارس هذا الضغط دوراً سلبياً على الخلايا السرتولية واللايديكية والقنوات الناقلة للنطف.
واذا استمرت حالة التلف الأكسدي في الخصية من جراء دوالي الخصية مع وجود تأثيرات التلوث البيئي والاشعاعي السلبي، وكذلك الجهد الأكسدي التلوثي والالتهابي عند الرجل، فإن هذا يؤدي إلى العقم في حالة عدم علاج هذه التغيرات المرضية في الخصية، وقد يتضمن العلاج في هذه الحالة استئصال دوالي الخصية بالجراحة المنظارية البسيطة، وعلاج نقص الهرمون الذكري بالهرمونات المحفزة والحثية، وعلاج الجهد الأكسدي والالتهابات الحادة والمزمنة في المسالك الجنسية والتناسلية بمضادات الأكسدة الحديثة في حالات:
1 . قلة في حركة الحيوان المنوي وذلك من جراء تلف في الأهداب المهتزة والتفافها حول نفسها في رأس الحيوان المنوي، ويسبب هذا تعرقل الحركة والاختراق في البويضة الأنثوية .
2 . نقص وانخفاض في فعاليات الأنزيمات المضادة للتأكسد داخل السائل المنوي، وهذه جميعها تؤدي إلى نقص في الإعادة الخلوية للنطف ومن ثم تأخير تكونها .
3 . قصور أو عدم قابلية الأكروسوم (ACROSOM) المتواجد في رأس الحيوان المنوي على اختراق جدار البويضة وذلك بسبب فقدان الأنزيمات اللازمة وقلة فعاليتها في رأس الحيوان المنوي حيث يحدث العقم ويفشل كل تلقيح إن كان تقليدياً، مجهرياً أو أنبوبياً إذا لم تعالج الالتهابات أولاً، وهذه تؤدي بدورها إلى انخفاض في نسبة الحيوانات المنوية الحية والفعالة في السائل المنوي بسبب موت أكثريتها من جراء التهابات البروستاتا والغدة المنوية أو البربخ حيث التلف الأكسدي من جراء تكون الأوكسجين التفاعلي الحر، حيث إن هذه الظاهرة تحث عوائل جينية متواجدة في الخلايا الخصيوية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الظاهرة الانتحارية للخلية المنوية حيث تعتبر هذه الظاهرة حساسة للإنجاب .
وكما ذكرنا مقدما فإن أحدث الدراسات العالمية بخصوص عقم الرجل والمرأة قد دلت على وجود عوامل عديدة تؤدي إلى العقم أو إلى تأخر الإنجاب وتخصيب الحيوان المنوي للبويضة الأنثوية، مع العلم أن كمية وفعالية وحيوية وحركة الحيوان المنوي وفي نفس الوقت نضوج البويضة عند الأنثى لاستقبال الحيوان المنوي عامل حيوي وأساسي للإخصاب، ويحدث ذلك متزامنا وديناميكيا، ويتم من خلاله تلقيح الحيوان المنوي للبويضة وتكون الجنين في مراحله المتعددة حيث تبدأ أول خمس عشرة دقيقة في الحياة البشرية بعد تلقيح النطف للبويضة، وبعد أن يقوم الجين هيرو (Hero) بإعداد حزم الحامض النووي الموجودة في داخل الحيوان المنوي ويلتقي بالبويضة، وبعد عشر دقائق من التقائهما تحدث رقصة الحامض النووي والمسماة ب(DNA-Dance) ليتكون البروتين الهستوني (Histone Protein) الذي سيكون المسؤول الأساسي عن تكون النواة الأولية للحياة .
ولكن بعد أن يتم اختراق الحيوان المنوي للبويضة وتلقيحها، تبدأ العوامل الأخرى والأساسية على تميز جنس الجنين وأهمها هو الجين الجنسي في الكروموزوم الذكري ((Y ((SRY ، وهو الذي له القابلية على تكوين الخصية عند الجنين الذكري فقط، وذلك بعد التحام الحامض النووي للبويضة مع الحامض النووي للحيوان المنوي في كل مراحله التطورية بفعل الجينات المسؤولة على التميز الجنسي الذكري فتكون نتيجته جنين ذكري .
فإذا حدثت قبل ذلك طفرة مستوعبة للجين هيرو (Hero) من جراء التلوث البيئي أو السموم البيئية فهذا سوف يؤدي إلى عدم نضوج البويضة الملقحة أو قد يؤدي إلى عدم تكون النواة الأولية للحياة (Zygote (، وللعلم يوجد في الذراع القصير للكروموزوم الذكري جينان أحدهما لتكوين الخصية SRY والآخر لتطور الخصية TDF وهما مسؤولان عن تكون وتمييز الجنس للجنين الذكري، فاذا حدثت طفرات جينية للكروموزوم الذكري (Y) فسوف تؤدي هذه إلى فقدان الجينين المذكورين أعلاه الموجودين في الذراع القصير والمسؤولين عن التمييز الجنسي الذي سيؤدي في حالة فقدانهما إلى جنين أنثوي، ولهذا فإن علاج الرجل والمرأة سويةً اللذين يشكوان من تأخر الإنجاب أو العقم بمضادات الأكسدة يعتبر كوقاية أولية من هذه الطفرات المستوعبة والمؤدية إلى هذه التغيرات الباثولوجية في الكروموزوم البشري.
وللأسباب المذكورة أعلاه فإنه قد يكون ممكناً تحديد جنس الجنين ليس فقط من خلال العلاج بالمضادات الأكسدية كوقاية ضد الطفرات المستوعبة في الكروموزوم الذكري وإنما من خلال حمية غذائية تخضع لها الزوجة لتكوين محيط تفاعلي في جسمها يحفز نوعاً واحداً فقط من نوعين من المستقبلات المتواجدة على سطح البويضة التي ترتبط بنوع واحد من الحيوانات المنوية في محيط تفاعلي خاص وهذا يعني إما محيط تفاعلي قاعدي أو حامضي، وعلاوة على تحفيز المستقبلات على سطح البويضة لاستقبال نوع واحد فقط من الحيوانات المنوية إما الذكريY أو الأنثويX فإن المحيط التفاعلي في المهبل يلعب دورا حيوياً أيضاً لتحديد الجنس وذلك من خلال تحفيز فعالية وحركة وحيوية أحد الحيوانات المنوية حاملة الكروموزوم (X) الأنثوي أو حاملة الكروموزوم (Y) الذكري لتلقيح البويضة، حيث إن المحيط القاعدي في المهبل يساعد على استمرار فعالية الحيوان المنوي الذكري لأنه يتحفز فقط في المحيط القاعدي وليس في المحيط الحامضي، أما المحيط الحامضي في المهبل فيساعد على استمرار فعالية وحركة وحيوية الحيوان المنوي الأنثوي في داخل المهبل .
وكما ذكر سلفاً فإن تحديد الجنس يخضع كذلك إلى عاملين إضافيين وأساسيين يلعبان دوراً هاماً في تحديده، الأول هو نوع كروموزوم الحيوان المنوي الملقح للبويضة، والثاني هو نوع المستقبلات المتواجدة على سطح البويضة التي وظيفتها استقبال نوع واحد من الحيوانات المنوية الذكرية أو الأنثوية لتلقيح البويضة وهما نوعان من المستقبلات البيضوية، نوع يرتبط بالحيوان المنوي الذكري Y أو بالحيوان المنوي الأنثوي X ، ولتحفيز هذه المستقبلات على سطح البويضة يجب أن تخضع المرأة إلى حمية غذائية لمدة ثلاثة أشهر قبل الحمل، حيث أكدت دراسات حديثة أن الخضوع إلى حمية غذائية يؤدي إلى تفاعل قاعدي في داخل جسم المرأة وخاصة الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من معدنيّ الصوديوم والبوتاسيوم فإن هذه الحمية ستحفز المستقبلات على سطح البويضة التي تستقبل وتلتحم فقط بكروموزوم الحيوان المنوي الذكري (Y ) وتلقح البويضة بذلك وينتج عن ذلك تكون جنين ذكري، أما الخضوع إلى حمية غذائية تؤدي إلى تفاعل حامضي في داخل جسم المرأة، وخاصة الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من معدنيّ الكالسيوم والمغنيسيوم فإن هذه الحمية ستحفز المستقبلات على سطح البويضة التي تستقبل وتلتحم فقط بكروموزوم الحيوان المنوي الأنثوي X وتلقح البويضة بذلك وينتج عن ذلك تكون جنين أنثوي، ولكن قد لا يحدث هذا في حالة وجود تلوث بيئي غذائي قد أدى إلى جهد أكسدي في الجسم وتلف في ال DNA للنطف والبويضة ومن ثم إلى فقدان الجينات المسؤولة عن تكوين وتطور الخصية للجنين المتواجدة في الذراع القصير للكروموزوم Y، وأكدت بحوث علمية حديثة أيضاً على أن نسبة مجموعة من المعادن في الغذاء هي التي تلعب دوراً حيوياً في تحديد جنس الجنين أكثر من كمية كل معدن على حدة وهي نسبة مجموع الصوديوم والبوتاسيوم إلى مجموع الكالسيوم والمغنيسيوم، فكلما كانت نسبة الصوديوم مع البوتاسيوم أعلى من نسبة الكالسيوم مع المغنيسيوم في الغذاء المتناول يومياً كلما تغير التفاعل الداخلي في جسم المرأة إلى قاعدي وازدادت نسبة انجاب ذكر، وللحصول على نسبة مرتفعة يكفي زيادة التغذية الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم أو تخفيف التغذية الغنية بالكالسيوم والمغنيسيوم .
وكما تأثر المستقبلات في سطح البويضة بالعوامل البيئية كما ذكرنا سابقاً فإنها علاوة على ذلك تأثر بأيام معينة في السنة لدى كل امرأة حسب الساعة البيولوجية الخاصة بها التي تعتمد على تغير الهرمونات في جسمها، وكذلك توجد علاقة وثيقة في وقت الجماع وجنس الجنين فكلما كان وقت تلقيح البويضة بعيداً عن وقت التبويض كان المولود أنثى وذلك لأن الحيوان المنوي الذكري أقل سمكاً وأقصر عمراً من الحيوان المنوي الأنثوي لذا يكون عرضة للموت أسرع من الحيوان المنوي الأنثوي حيث يفقد الحيوان المنوي الذكري فعاليته وحيويته وحركته بعد مرور 24 ساعة بينما تبقى الحيوانات المنوية الأنثوية حيوية وفعالة في تلقيح البويضة بعد مرور48 ساعة أيضاً، ولذلك فإن تحديد وقت التبويض بالطرق الحديثة بواسطة فحص الهرمون اللوتيني المحفز في البول الذي من خلاله تستطيع المرأة ان تحدد وقت التبويض وقد يعطينا الفرصة لاختيار الوقت المناسب للتخصيب وحسب الجنس المختار .
وخلاصة القول هو إن هنالك أربعة معادن موجودة في الطعام تلعب دوراً أساسياً في تحديد جنس المولود هي الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وكما أكدت بعض الدراسات الكلينيكية أن هذه المعادن تقوم من خلال تغيرها للمحيط التفاعلي في داخل الجسم وخاصة في البويضة والرحم والمهبل تغير البيئة التفاعلية هنالك وخاصة في المهبل وتجعله ملائماً ومحفزاً لحيوية وفعالية وحركة الحيوانات المنوية ومن ثم تغلغل نوع واحد منها، أي أن في حالة التفاعل القاعدي في المهبل يتغلغل وترتفع حيوية وحركة الحيوان المنوي الذكري (Y) لتلقيح البويضة، وفي حالة التفاعل الحامضي في المهبل يتغلغل وترتفع حيوية وحركة الحيوان المنوي الأنثوي (X) لتلقيح البويضة، حيث يكون أحدهما وحسب التفاعل الداخلي لجسم المرأة فعالاً وسريعاً في اختراق عنق الرحم والرحم والقنوات الفالوبية وصولاً إلى البويضة لتلقيحها .
ولذلك فإن على المرأة التي ترغب بإنجاب أنثى أن تتناول الأغذية الغنية بمعادن الكالسيوم والمغنيسيوم والفقيرة بالملح والبوتاسيوم .
أما اذا كان الهدف أن يكون جنس الجنين ذكراً فيجب على المرأة أن تتناول الأغذية الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والفقيرة بالكالسيوم والمغنيسيوم . وهذه الحمية قابلة للتوسيع بعد مطابقة أنواع الأغذية الغنية أو الفقيرة بالمعادن للحمية المطلوبة، وكذلك لتحسين فرص الإنجاب عند الرجل والمرأة فيجب عليهما أن يتبعا التعليمات الفسيولوجية والبيولوجية الحديثة المهيئة للإخصاب والحمية الغذائية المتواجدة في المراكز الطبية المتخصصة بذلك .
أما الطفرات المرضية والمستوعبة وارتفاع نسبتها في الوقت الحاضر والمؤدية لتأخر الإنجاب أو العقم عند الرجل والمرأة فيرجع ذلك وكما ذكرناه سلفاً لتسببها في نشوء متلازمة خلل تكوين النطف المرضية وخاصة في حالة الإصابة بمرض دوالي الخصية من جراء التلوث البيئي والغذائي وارتفاع نسبة الهرمونات المضادة المتواجدة في اللحوم وارتفاع نسبة المعادن الثقيلة في الماء، وكذلك الإصابة بالأمراض الالتهابية المزمنة في الجهاز التناسلي ومن ثم إلى عدم كفاءة الحيوان المنوي في الحركة والحيوية لتلقيح البويضة وهذه كلها تسبب تلفاً وخللاً في الحامض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين للنطف نفسهDNA ومن جراء ذلك يحدث تكسر وتلف وخلل في خيوط ال DNA التي اذا لم تعالج بصورة صحيحة ستحدث تغيرات باثولوجية في الكروموزوم ولهذا فإننا ننصح أبناء المجتمع كلهم بالعمل على تفادي الأسباب المؤدية إلى تلوث البيئة والعمل على تجنبها وكذلك مساعدة العاملين في جميع المؤسسات البيئية على التخفيض من حدة هذا التلوث وذلك بواسطة الالتزام بنصائح هذه المؤسسات الوقائية للبيئة التي تحد من هذا التلوث والتقليل منه ومن خلال ذلك نستطيع أن نقلل من الطفرات الباثولوجية هذه ومن ثم تحسين نسل الذكور، فإذا حدث تلقيح البويضة بصورة صحيحة بعد علاج العقم عند الرجل والمرأة بالمواد المضادة للأكسدة والهرمونات الحثية والمحفزة فإن تحديد جنس الجنين بعد تفادي المذكور سابقاً أي الأكسدة الفائقة والجهد الأكسدي والتلوث البيئي بواسطة تجنبها وفي نفس الوقت علاجها بالمواد المضادة للأكسدة وكذلك غذائياً وفي نفس الوقت علاج الالتهابات في غدة البروستات وعلاج دوالي الخصية منظارياً.
البروفيسور د . سمير السامرائي
مدينة دبي الطبية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.