أبوظبي - "الخليج": بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للاجئين في مختلف دول العالم، خلال الأعوام من 2009 وحتى منتصف ،2014 نحو 6 .2 مليار درهم، تم توجيهها للاجئين والنازحين داخلياً في نحو 71 دولة ومنطقة في العالم، بغية تقديم الدعم وقنوات الإغاثة للمنكوبين والمشردين عن ديارهم، نتاجاً لتفاقم الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان، وقد اتسمت آلية توجيه وتوزيع المساعدات الإماراتية للاجئين في دول العالم، بالشمولية لتشمل قطاعات متعددة كالغذاء، والمياه والصرف الصحي، والإيواء وخدمات الرعاية الصحية، ومكافحة نزع الألغام، وخدمات الدعم والتنسيق وقطاعات أخرى . جاء ذلك ضمن تقرير أصدرته أمس وزارة التنمية والتعاون الدولي، تواكباً مع اليوم العالمي للاجئين، الذي أقرته الأممالمتحدة، في العشرين من شهر يونيو/حزيران من كل عام . بهذه المناسبة أكدت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، رئيسة اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، أنه بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باتت الإمارات دولة رائدة وفاعلة في ميادين العمل الإنساني الدولي تحنو على اللاجئين ومشردي الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية في مختلف بقاع الأرض، تحمل أياديها البيض الممتدة عبر مؤسساتها الإنسانية وجهاتها المانحة شرايين الحياة والمعيشة الكريمة والآمنة بفضل الله تعالى . كما أنها مثال يحتذى به دولياً في الاستجابة الإنسانية . ورش عمل وأشارت الشيخة لبنى القاسمي، إلى أن جهود الإمارات الإنسانية وعطاءها الذي ينبع بفضل الله تعالى من قيادتها الإنسانية، أسهم في أن تتحول مؤسساتها الإنسانية لورش عمل وخلايا تنشط في كافة بقاع الأزمات الإنسانية لتضميد جراح ومآسي اللاجئين والمشردين عن أوطانهم انطلاقاً من فلسفة إنسانية راقية تهدف لتعزيز وصون التآخي الإنساني، وتقديم العون للإنسان أياً كان جنسه أو لونه أو ديانته . كما أشادت بتطبيق أفضل الممارسات ومعايير الاستجابة الإنسانية العالمية عند تعامل المؤسسات الإنسانية الإماراتية مع أزمات اللاجئين، حيث تضعها على قائمة أولوياتها، بما يسهم في تصويب الجهود وزيادة فاعلية فرق الإغاثة والاستجابة للأزمات الإنسانية . ووجهت الشيخة لبنى القاسمي، في كلمتها الشكر والتقدير والعرفان، لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للدور الفاعل للهلال الأحمر، تحت رئاسة سموه، في تقديم الدعم العاجل للمتأثرين بالأزمات والكوارث الإنسانية ومشردي الحروب في العديد من دول العالم، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، على المتابعة الحثيثة لسموه في تقديم دولة الإمارات الدعم للاجئين السوريين وللاجئين حول العالم، كما رفعت بالغ الإعزاز والشكر والتقدير والتثمين لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للطفولة والأمومة على المبادرات الحانية لتقديم الدعم للاجئين . وأثنت على جهود قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين . التوزيع الجغرافي ووفقاً لتقرير الوزارة، شملت مساعدات دولة الإمارات للاجئين خلال الخمسة أعوام المنصرمة للنازحين في باكستان بنحو 78 .646 مليون درهم، بسبب الزلازل والفيضانات التي تأثرت بها باكستان خلال الأعوام الخمسة الماضية . كما قدمت الدولة مساعدات بلغت 34 .502 مليون درهم تجاه الأزمة السورية في الداخل السوري وللاجئين السوريين في دول الجوار . كما تلقت اليمن التي تعاني ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين من دول الجوار، مساعدات بلغت 81 .312 مليون درهم، وليبيا بنحو 62 .219 مليون درهم، وأفغانستان بنحو 145 مليون درهم بسبب ازدياد النزاعات المسلحة وضحايا الألغام، والكوارث الطبيعية، والصومال بنحو 42 .107 مليون درهم . مؤشرات الاستجابة وأشاد التقرير بدور المؤسسات الإنسانية والجهات الإماراتية المانحة مع تنامي مؤشرات استجابتها وتقديمها لكافة أوجه الدعم، منوهاً بتصدر المساعدات الحكومية التي وجهت للاجئين في مختلف دول العالم خلال الفترة من العام ،2009 حتى منتصف العام ،2014 للقسط الأوفر لتبلغ نحو 29 .1 مليار درهم، لتأتي مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي في المرتبة الثانية بنحو 82 .561 مليون درهم، ثم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في المرتبة الثالثة، بنحو 07 .368 مليون درهم، فالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية بنحو 28 .143 مليون درهم، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بنحو 56 .52 مليون درهم، إضافة للمؤسسات الإنسانية الأخرى والقطاع الخاص والأفراد بنحو 37 .184 مليون درهم . التوزيع القطاعي وأوضح التقرير استهداف مساعدات الإمارات للقطاعات ذات الصلة بحياة ومعيشة اللاجئين بما يضمن لهم خدمات الإغاثة والإيواء المثلى، حيث استأثر قطاع خدمات الدعم والتنسيق بنحو 53 .933 مليون درهم، تلاه قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية بنحو 43 .572 مليون درهم، ثم في المرتبة الثالثة، قطاع المساعدات الغذائية بنحو 86 .450 مليون درهم، ثم قطاع المواد الإغاثية المتنوعة بنحو56 .395 مليون درهم، ثم قطاع الصحة بالمرتبة الخامسة، بنحو 24 .138 مليون درهم، ثم قطاع المياه والصحة العامة بنحو 67 .42 مليون درهم، فقطاع مكافحة نزع الألغام، بنحو 65 .42 مليون درهم فقطاعات أخرى ك"الأمن والحماية والتعليم" . الاستجابة للأزمة السورية يشير النهج الذي اختطته دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا، منذ بدايات استشعارها للأزمة، لإعلائها قيم التآخي الإنساني، وصدق تفاعلها مع محيطها الإقليمي والعالمي، إذ تم توجيه كافة أشكال الدعم وتشييد جسور الإغاثة والعون للاجئين السوريين ممن تقطعت بهم سبل العيش والحياة الآمنة . وقد تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، في مؤتمر المانحين الأول للأزمة السورية الذي عقد في دولة الكويت الشقيقة في يناير/كانون الثاني من العام ،2013 بتقديم 300 مليون دولار . وقد بلغت قيمة المساعدات المدفوعة من التعهد الأول في ،2013 ما قيمته 92 .280 مليون درهم . وسيخصص مبلغ 10 ملايين دولار للاستجابة لخطة الأممالمتحدة الإقليمية للاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية، وستقدم مبلغ 5 ملايين دولار لمصلحة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "UNHCR" لتمويل مشاريع صحية، وإمدادات ومشاريع الصرف الصحي، وتقديم 5 ملايين دولار لمصلحة برنامج الغذاء العالمي "WFP" للاستجابة لاحتياجات الأمن الغذائي للاجئين السوريين . شمولية وتنوع تتميز مبادرات المؤسسات الإنسانية الإماراتية والجهات المانحة لتقديم المساعدات للاجئين السوريين في المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين بالتنوع والشمولية التي كان آخرها المبادرة التي أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، رئيسة اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود، حيث تهدف المبادرة لتشجيع الأطفال اللاجئين على القراءة، وتحفيز طاقتهم الإيجابية رغم ظروفهم المعيشية، حيث تم تدشين أول مكتبة من نوعها في مخيمات اللاجئين بدول المنطقة تحوي 3 آلاف كتاب . المخيم الإماراتي - الأردني نموذج في تقديم الدعم شكّل تشييد وإدارة دولة الإمارات للمخيم الإماراتي الأردني المشترك، على أرض المملكة الأردنية الهاشمية التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، نموذجاً ريادياً في تقديم الدعم الإنساني الإماراتي للاجئين، وتتضح ثمرة جهود دولة الإمارات في التعامل مع تلك الأزمة الإنسانية حيث تم تشييد المخيم، ليقدم خدمات شاملة وفقاً لمعايير الإغاثة الإنسانية الدولية، ويوفر خدمات للإعاشة الكريمة والرعاية الصحية والتعليم للاجئين السوريين وأسرهم، وأيضاً خدمات الدعم المعنوي والأنشطة الرياضية والأنشطة الترفيهية الأخرى . لم تتوقف المبادرات الإنسانية لدولة الإمارات تجاه اللاجئين السوريين في المخيمات الأخرى، وبالأخص في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية، الذي يعاني كثافة أعداد اللاجئين، ونقص العديد من الخدمات، حيث كان آخر تلك المبادرات، افتتاح الشيخة لبنى القاسمي للعيادة الإماراتية الطبية الشاملة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين وذلك خلال زيارتها مطلع الأسبوع الجاري للمخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في مريجيب الفهود، لتكريم العاملين في فريق الإغاثة الإماراتي الموحد بالمخيم الإماراتي، والمؤسسات الإنسانية الإماراتية، والمؤسسات الأردنية والمؤسسات الإعلامية، والشركاء من المنظمات الدولية والدول المانحة، وهي العيادة التي تم تمويلها من قبل حملة القلب الكبير التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين . الخليج الامارتية