تحدث عدد من الجنود الذين كانوا مكلفين بواجبات في محافظة نينوى، الا انهم انسحبوا بعد ان جاءتهم الاوامر، فضلا عن دخول قوات البيشمركة الكردية الى معسكراتهم حاملة معهم ملابس مدنية و(دشاديش) واجبرتهم على الانسحاب من مواقعهم وامنت لهم الطريق نحو محافظة دهوك. بغداد (صحيفة العالم الجديد) شهادات هؤلاء الجنود تظهر أن بعض الضباط قاموا بإحراق المعدات والاليات العسكرية، وخصوصا وسائل النقل من أجل ألا تقع بيد التنظيم المتطرف، فيما انتشرت الكثير من المقاطع المصورة التي أظهرت تلك القطعات محروقة، ظنا منهم أنها احترقت في المعارك. وعن ملابسات ما حصل في الساعات الأولى لأحداث الموصل يقول جبار غالب احد هؤلاء الجنود في حديث صحافي، "قبل الهجوم بساعتين او اقل عقدت القيادة اجتماعا بالجنود واخبرتنا بقدوم قوات كبيرة جدا لا نستطيع مواجهتها، وامرتنا بالانسحاب". ويضيف غالب "وهنا حصلت الصدمة، حتى أن بعض الضباط رفض تلك الفكرة وبعضهم قبلها". فيما يوضح حسين كاظم الجندي الاخر أن "المفاجئ في الاحداث أنها كانت سريعة جدا، حيث صدمنا باقتحام قوات البيشمركه لبعض المقرات في الموصل، ومعهم سيارات محملة بدشاديش وملابس مدنية!". ويبين كاظم " طالبونا بتسليم الاسلحة وترك المعسكرات، بعض الضباط رفض واراد المواجهة فقتل في نفس المكان، ما أجبر الجميع على تسليم الاسلحة الثقيلة للبيشمركة". ويتابع "هناك من استطاع الاحتفاظ بسلاحه الخفيف، ولكن العشائر اجبرتنا على تسليمهم السلاح". وفي هذا الصدد يذكر ضابط في إحدى معسكرات الجيش خارج الموصل، أن "قوات البيشمركة دخلت الى معسكرنا وأمرت الضباط والمراتب برمي ملابسهم العسكرية، ولبس المدنية، وترك جميع الأسلحة والآليات". ويشير الضابط الذي رفض الكشف عن هويته الى أنه "وإمعانا في الإهانة، قاموا بسحل آمر الفوج أمام أعيننا"، لافتا الى أنهم أمنوا لنا طريقا نحو محافظة دهوك، ومنها ذهبنا الى محافظة أربيل، ومن هناك ذهبت عبر الطائرة الى بغداد". مصادر أخرى أكدت تكرار ذات الحوادث مع اختلاف بسيط في التفاصيل، لكن جميعها أشارت الى وجود أوامر بالانسحاب من قبل القيادات العسكرية او أنها كانت محاولة مقصودة لتشتيت الجهد العسكري، كما هو الحال مع اوامر صدرت من قبل آمر لواء في محافظة صلاح الدين لجنوده بتنفيذ واجب عسكري معين، وبعد خروج القطعات العسكرية ووصولها الى منطقة تقع بين بلد والاسحاقي، أمرهم بالهروب، ليقعوا بيد مسلحي داعش كما يؤكد جندي عراقي ذلك. ويضيف الجندي الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه "بعد الخديعة تم إلقاء القبض علينا من قبل تنظيم داعش، حيث قام التنظيم باطلاق سراح الجنود السنة، فيما حكم على الشيعة بالاعدام، وحين تم جمع الأعداد الغفيرة من أجل تنفيذ الاعدام بحقها وسط صيحات التكبير من قبل عدد من الناس، تمكنت من الهروب بعد التظاهر بأني من المحتشدين لمشاهدة عملية تصفية الجنود، وشيئا فشيئا انسحبت من المكان، واستقليت سيارة اجرة، الى سامراء، فاختبأت عند صديق، ثم التحقت بعد أيام ببقية الوحدات العسكرية". لكن الفوضى التي حصلت في الموصل، وما ذكر من تخاذل وتواطؤ من قبل قيادات عسكرية كبيرة فيما حصل لا يعني غياب المواقف المسؤولة من قبل البعض كما يقول الجندي عماد قاسم. ويوضح قاسم، "كنا في معسكر الغزلاني في الموصل وجاءتنا اوامر الانسحاب وترك كل شيء مكانه، غير أن قائد المعسكر رفض تلك الاوامر، وحينما عرف حقيقة الموقف وصعوبة المقاومة، أمرنا بحمل كل ما يمكن حمله والانسحاب المسؤول الى معسكر التاجي". ويردف "احرقنا كل ما لم نتمكن من نقله، وصممنا على مقاتلة كل من يقف بوجهنا، فإما ان نصل سالمين بأسلحتنا او نموت جميعا. وبالفعل وصلنا لمعسكر التاجي وتمركزنا هناك". وحول تعامل أهالي الموصل مع الجنود المنسحبين، يؤكد أن "ردة فعل الأهالي تختلف بين المتفهمة لأوضاعنا التي جعلت بعضهم يقدم المساعدة، وبين الرافضة لاستقبالنا". يذكر أن قوام الجيش في الموصل هو فرقتان عسكريتان تصل أعدادهما إلى حوالي 60 ألف جندي، إضافة إلى تشكيلات للشرطة الاتحادية بأكثر من 10 آلاف شرطي. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية