انعقدت أمس بقاعة الرازي بجامعة الشارقة، أولى جلسات المؤتمر العام الأول لكتاب وأدباء الإمارات الذي يقام على مدار يومين برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويحمل اسم "دورة الشيخ زايد"، حيث يتناول المؤتمر من خلال جلساته وبحوثه المتعددة سبل تطوير وإثراء الاستراتيجية الثقافية الوطنية. ففي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور يوسف الحسن، وشهدها عدد من المسؤولين في قطاع الثقافة والاقتصاد، وبحضور جمع من المثقفين وأعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، تحدث كل من بلال البدور وكيل وزارة الثقافة المساعد لشؤون الثقافة والفنون، وراشد الجروان ممثل شركة "دانة غاز"، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، عن "الثقافة الوطنية والدور المأمول من مؤسسات القطاعين العام والخاص" حيث استعاد البدور بدايات الحراك التعليمي والثقافي من خلال مساهمة دولة الكويت قبيل قيام الاتحاد في دعم بنية التعليم، والمساهمة الفاعلة في ظهور جيل من الكتاب والمثقفين الذين أسسوا للنهضة الثقافية المحلية، ودعا البدور إلى ضرورة أن يكون هناك تعاون مشترك بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي لتطوير وإثراء الثقافة الوطنية خصوصاً كما قال إن الدعم الحكومي وحده لا يمكن أن يحقق كامل الطموح المتعلق باستكمال البنية المادية والمعنوية لإنماء الفعل الثقافي شكلاً ومضموناً. وحول موضوع تفريغ المبدعين، وأثر ذلك في خلق مساحات وفرص لهؤلاء المبدعين لتطوير الفعل الثقافي في المكان، أشار البدور إلى أن التفريغ مقتصر حالياً علي المهام الثقافية الخارجية، وأضاف "أما التفريغ الكامل فهو يحتوي على بعض الشروط والضوابط، وسيتم عرض التصور النهائي لموضوع تفريغ المبدعين على مجلس الوزراء خلال الفترة القريبة المقبلة". بدوره تحدث راشد الجروان عن ضرورة وجود شراكة متبادلة بين المؤسسة الثقافية ومؤسسات القطاع الثقافي، وقال إنه من خلال عمله الطويل في قطاع البترول وجد أن القطاع الخاص في بلدان متقدمة، مثل بريطانيا وفرنسا واليابان، استطاع أن يساهم بقوة في دعم النشاط الثقافي، وبدورها فإن حكومات تلك البلدان كانت تمنح القطاع الخاص، المفيد والمبادر في هذا السياق، الكثير من التسهيلات المالية والإدارية. وأكد الجروان أن القطاع الخاص في الإمارات، ومنذ الفترات المبكرة من عمر الاتحاد، قدم بعض الخدمات الجليلة للثقافة المحلية، من خلال البعثات الدراسية التخصصية، وخلق جيل من المتعلمين والمتنورين، المساهمين حالياً في الحراك العلمي والتربوي والثقافي، وأشار ٌإلى أن رجال أعمال معروفين أمثال جمعة الماجد والراحل سلطان العويس وغيرهما ساهموا بأموالهم وجهودهم في تطوير الفعل الثقافي، وإشاعة حب المعرفة بين الأجيال الجديدة، وأضاف أن هذه المساهمات الكبيرة متصلة بمبادرات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو حاكم الشارقة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات الذين أولوا الجانب الثقافي اهتماماً رسمياً كبيراً، نظراً للأهمية الحضارية والإنسانية لهذا الجانب الحيوي في حياة الشعوب. بدوره أكد سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس ادارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، ضرورة أن يكون هناك تشريع واضح للعلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، من أجل رفد ونشر العمل الثقافي، في سبيل الوصول إلى صيغة متكاملة واستراتيجية دائمة للثقافة الوطنية، وضرب السويدي مثالاً برجل الأعمال الراحل أحمد بن دلموك الذي ساهم في ظهور واحدة من أقدم المدارس في الإمارات، وهي المدرسة الأحمدية التي احتفلت الأوساط التعليمية مؤخراً بمرور مئة عام على إنشائها، وقال إن الحراك الثقافي والتعليمي لا يمكن أن يتسارع ويزدهر من دون الشراكة المثمرة والمتواصلة بين رجال المال ورجال الفكر. وتشهد فعاليات اليوم ثلاث جلسات، الأولى بعنوان "الثقافة الوطنية والدور المأمول من المؤسسات الإعلامية"، ترأسها الدكتورة أمينة بوشهاب، ويشارك فيها عدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية، والثانية بعنوان "الثقافة الوطنية.. توصيفات أولية" يرأسها ناصر العبودي، ويشارك فيها ماجد أبوشليبي، والدكتور محمد المطوع، والدكتورة سعاد العريمي، والجلسة الثالثة بعنوان "استراتيجية التنمية الثقافية"، وترأسها الدكتورة فاطمة الصايغ، ويشارك فيها الدكتور حبيب غلوم، وشيخة الجابري، ونجيب الشامسي.