1 * 2 مواضيع ذات صلة بغداد: اكد الرسام العراقي حميد ياسين ان الفن التشكيلي هو الفن الابداعي الوحيد في البلد، فيما الاخرون مؤدون، موضحا ان معرضه هذا يجيء بعد 12 عاما من الانقطاع عن المشاركة في المعارضة وهدفه اعادة الحياة الى مجراها الطبيعي. اقام الفنان التشكيلي المخضرم حميد ياسين معرضه الشخصي الثامن على قاعة الفنون في وزارة الثقافة، ضمن فعاليات مشروع بغداد هاصمة للثقافة العربية، وقد ضم المعرض 39 لوحة تشكيلية موزعة ما بين الرسم على الورق والقماش هي حصيلة خبرة متراكمة لاكثر من اربعين عاما، الا ان المميز فيها هو الحداثة التي كانت ملامحها واضحة، وعلى الرغم من الاشكال الهندسية الواضحة في لوحاته الا انه لا يرى انه اشتغل عليها بشكل مباشر، وعلى الرغم ايضا من ان البعض من زوار المعرض كان يرى تلك الروح الشغوفة بالمرأة جدا الا انه كان لا يرى الا انه رسمها على غير ما يراها الاخرون. وقال الفنان حميد ياسين في حوار ل (ثقافات ايلاف) حول معرضه : جئت لكي اسهم باعادة الوضع الى حالته الطبيعية، نحن مررنا بظرف استثنائي صعب وحتى المعارض التشكيلية انكفأت بعد ان كان عدد صالات العرض في بغداد غير قليل، وكان في كل اسبوع هناك معرض لفنان، اما الان فالمعرض اقمته لكي تعود الحياة الى مجراها الطبيعي، هذا هو الهدف الاول، والهدف الاخر ثقافي، فالفن التشكيلي الان ممثل بافراد وليس بجماعات، يعني هناك رسام مبدع ما زال جالسا في بيته ولكننا لا نعرفه، يعني ان حركة تطور الفن التشكيلي او الفنون الابداعية بشكل عام موجودة، ولكن تتاج الى ان نضيئها. وأضاف : عرضت 39 لوحة، تتضمن رؤية انسانية تفاؤلية تعبر عن مدلولات انسانية خاصة وعامة، ومدلولات جمالية تعطيك فكرة عن تطور الفن التشكيلي في العراق باعتباره فنا متقدما، وليس ما يقال الان، ان الفن تخلف بفعل الظروف، صحيح ان بلدنا مر بظروف صعبة وانكفأ الفن التشكيلي ولكن هل يعني ان الفنانين اعتزلوا او تروا الفن ؟ الجواب : لا، فهناك من هاجر وما زال يعمل، وكذلك الذين في الداخل. وتابع : اللوحات يتوزع زمان اشتغالها على السنوات الثلاث الماضية، علما ا ناخر معرض شخصي لي كان عام 2000، وقد انقطعت بفعل الظروف التي مررنا بها، حيث لا توجد صالات عرض ولا حركة فنية واضحة وكان من الطبيعي ان لا اقيم معرضا . واستطرد : المثلث في لوحاتي رمز استخدمه في عملي، هو اشارة، ولكن لا اشكال هندسية في لوحاتي، اما المرأة في اعمال موجودة، المرأة ينظر اليها بعين فاترة، ولا ينظر اليها كما ينبغي، يعني ينظر اليها كمنفعة بينما انا انظر اليها كأنسان، وحينما تعاما كأنسان فأن مدلولها الايجابي مع الحياة هو مدلول انساني، فمن الممكن ان تكون المرأة مفكرة او فيلسوفة او مثقفة شأنها شأن الرجل، فهي غير موجودة في لوحاتي كزوجة وربة بيت، وولكن هناك لوحة صغيرة رسمتها للتعبير عن صعوبة الحياة الاجتماعية في بلدنا،فهو بلد فيه قيود، فالمرأة في بعض الاحيان تتقنع والرجال ايضا يتقنعون، ولكن هناك حقيقة وراء هذا القناع تختلف عن يظهره القناع. وختم بالقول : رسالتي التي اريد ان ابعثها من خلال المعرض جمالية، من ان الفن التشكيلي في العراق فن يتقدم، والفن التشكيلي في الحقيقة هو اهم الفنون، وانه برأيي الفن الابداعي الوحيد،فمثلا عازف الالة الموسيقية هو مؤدي، ولمنه يعتبر فنان لانه يؤدي على آلة موسيقية تنتمي الى الفن، ولكنه ليس فنانا، فالفنان هو المبدع، فمن هو المبدع؟، في الموسيقى لدينا ملحنون مبدعون في التلحين ولكن ظل هذا التلحين على مستويات متخلفة من الاداء لعدم وجود دراية علمية لديهم باستخدام الالات الموسيقية واستخدام الصوت البشري، وكذلك الممثل المسرحي او الذي يمثل في المسلسلات التنليفزيونية، فهو يؤدي ولا يبدع، انا اعشق الموسيقى لانها اكثر الفنون تطورا وانا استعير منها دلالاتي الفنية، لذلك اقول أن الفن التشكيلي هو الفن الابداعي الوحيد في البلد. وفي الاراء عن المعرض الذي حضر افتتاحه العديد من الفنانين وعشاق الفن التشكيلي قال الفنان قاسم حمزة : لديه تجربة جميلة، ومعرضه نقلة نحو الحداثة، وألوانه فيها هدوء جميل اضافة ان الاستاذ حميد يعتبر من اجيال ما بعد الرواد، فشغله الحديث الان هو تجربة جديدة تضاف الى تجاربه وهذا شيء جميل به. واضاف : لكل فنان ميزة معينة، ولفت نظري في المعرض ان الهندسية في اللوحات دخلت بشكل يمثل طابعا كبيرا، اضافة الى مسألة، اذ ان كل فنان دلالاته بالمفردات الموجودة، لكن الشغلة الاساسية هي ان التجربة جميلة من فنان كبير في العمر والخبرة المتراكمة، فكانت لوحاته معبرة عما يجيش في نفسه فيما قال الفنان خالد المبارك : الفنان والناقد المخضرم حميد ياسين من الفنانين الذين لهم بصمة في مجال الفن التشكيلي والنقد والكتابة والبحث والتقصي على الفنانين وما يعملون وما ينسجون من اعمال فنية، وله حضور في الساحة الادبية وبالتحديد النقد التشكيلي، هنا في معرضه نرى في بصمته وحضوره المتميز الذي يدل على شخصية جميلة، وعلى الرغم من كبره سنه، لكنه مليء بالعنفوان والحركة والحياة، ان صحت العبارة، هذا الرجل المليء بالحراك والتفكير والتأكيد على الحضور في هذا المجال. واضاف : ما يلفت الانتباه هو الانتقالات الحلوة التي اشتغل فيها على ثيمة التجريد لكن اعماله لا تخلو من بصمات الموروث الاجتماعي لبغداد وما تحمله من امور ارى فيها (البسط التراثية) والموروث الشعبي الموجود في جياتنا الاجتماعية، والانطباع لا يخلو من الوقفات الجميلة المدروسة بوعي كبير، ونرى انه يشتغل مرة على السريالية ومرة اخرى على التكعيبية وهناك التعبيرية، وفي الحقيقة هو انسان مفكر وفنان متألق في معرضه الجميل. اما الفنان غالب الجنابي فقال : حميد ياسين من الفنانين المشاركين منذ الستينيات بمعارض الفنون التشكيلية ولكن حدث له انقطاع لفترة طويلة بسبب الته الصحية، وهذا المعرض يضم مجموعة من الاعمال قسم منها جديد وهناك عن تجارب سابقة، ولكن لوحاته ممتعة وجديرة بالمشاهدة، ويجب ان يلاقى بالترحيب لكبر عمره وما زال يرسم ويقدم شيئا للحركة الفنية وللعراق. واضاف : اعماله جميلة، لكن اكثر ما يلفت الانتباه في المعرض هي شخصيته، فهو على الرغم من كبر سنه ومعاناته الصحية فما زال يشتغل على الرغم من بعض الاعمال قديمة ولم تسنح له الفرصة ان يجمعها في معرض واحد ما اظن، ولكن بالتأكيد هناك اعمال جديرة بالمشاهدة لعمقها ومضامينها، وقد اعجبتني فعلا بعض الاعمال.