هجوم للمقاتلين المعارضين على معسكر وادي الضيف في ادلب وغارات جوية قرب دمشق ومعارك ليلية في العاصمةبيروت دمشق وكالات: ينفذ مقاتلون من كتائب معارضة عدة هجوما على معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب سورية الذي يسعى مقاتلو المعارضة للسيطرة عليه منذ اكثر من شهرين لاهميته الاستراتيجية، كونه آخر تجمع كبير للقوات النظامية في المنطقة، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران يشن الجمعة غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طالت عددا من احياء العاصمة. كما قتل شخصان الجمعة عندما فجّر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في بلدة اليعقوبية، التي تقطنها غالبية أرمنية مسيحية، التابعة لمنطقة جسر الشغور في محافظة إدلب شمال غرب سورية. وقالت قناة الاخبارية الرسمية الجمعة ان 'ارهابيا ' فجر نفسه بسيارة مفخخة في بلدة اليعقوبية التابعة لمنطقة جسر الشغور في محافظة ادلب ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وأضرار مادية. ولم تشر الاخبارية السورية الى مزيد من التفاصيل حول عملية التفجير . وتبعد اليعقوبية عن دمشق العاصمة 385كم، وهي من أصل سرياني، وسميت باليعقوبية نسبة ليعقوب البرادعي وسكانها من المسيحيين السوريين الأرمن الأرثوذكس والكاثوليك واللاتين. وافاد المرصد عن تعرض محيط معسكر وادي الضيف 'لغارات من طائرات حربية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المنطقة التي اسفرت عن استشهاد مقاتلين اثنين (من المعارضة) وفرار ستة عساكر من حاجز الحامدية' القريب. واوضح المرصد ان 'هناك نية للمضي في الهجوم على المعسكر حتى اقتحامه ومهما بلغ حجم الخسائر'، مضيفا ان مقاتلي المعارضة 'يريدون السيطرة عليه لاهميته الاستراتيجية'. واضاف 'بالاضافة الى كونه تجمعا كبيرا للقوات العسكرية، فان السيطرة عليه من شأنها القضاء على اي امل باعادة فتح طريق حلب دمشق الدولي الذي يشكل ابرز طريق امداد للقوات النظامية الى مدينة حلب'. واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى 'اشتداد وتيرة وحدة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في معسكري وادي الضيف والحامدية لليوم الثالث على التوالي'. واوضح مقاتلون معارضون على الارض ان جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة 'تقود الهجوم على وادي الضيف'، مشيرين الى اطلاق اسم 'البنيان المرصوص' على العملية. واستولى مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) على مدينة معرة النعمان القريبة من وادي الضيف والواقعة على طريق دمشق حلب، ما اعاق الامدادات بالذخيرة والتموين الى حلب. ومنذ ذلك الحين، تحاول القوات النظامية اعادة فتح الطريق، فيما تحاول المعارضة استكمال السيطرة على معسكر وادي الضيف. واعلنت السلطات السورية عزمها على ارسال المواد التموينية والغذائية والوقود الى حلب اسبوعيا عن طريق مطار هذه المدينة. ومنذ صباح الجمعة تدور، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة ومن عدة كتائب قرب مطار حلب الدولي. واشار المرصد الى ان المقاتلين 'تمكنوا من اقتحام اطراف مقر كتيبة عسكرية مكلفة بحماية المطار واشتبكوا مع عناصرها'. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هذه المعارك تجعل طريق المطار 'محفوفا بالخطر بالنسبة الى القوات النظامية'، وانها جزء من 'معركة قطع الامدادات' عن حلب. كما يتعرض محيط مطار منغ العسكري على بعد ثلاثين كيلومترا من حلب تقريبا لقصف من القوات النظامية بعد محاولة تقدم للمقاتلين المعارضين الخميس نحو داخل المطار. ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة عند اطراف المطار. على صعيد آخر، وزع المرصد السوري الجمعة شريط فيديو يعود تاريخه الى 25 كانون الاول (ديسمبر) يظهر فيه مقاتلون بلباس عسكري او مدني مسلحون وهم يواكبون مجموعة كبيرة من اسرى القوات النظامية الذين بدوا بمعظمهم عراة الصدر، وقد رفعوا ايديهم وراء رؤوسهم وهم يدخلون غرفة في مكان ما في الريف. ويقول مصور الفيديو انه 'تم القاء القبض على هؤلاء وهم من شبيحة وجنود الاسد (...) في الجبال الوعرة من قبل الثوار والمجاهدين وابطال الجيش الحر' لدى فرارهم من بلدة حارم في محافظة ادلب. واشار المرصد الى سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه البلدة الثلاثاء الماضي. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء داخل سوريا ان 'الطيران قصف للمرة الاولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون ما ادى الى مقتل مدني وجرح عشرات وتدمير عشرات المساكن'. واضاف ان الجيش السوري انسحب الخميس من عدة مناطق في محيط دمشق بعد هجمات لمقاتلي المعارضة على حواجز عسكرية، معبرا عن تخوفه من غارات جوية جديدة. وليلا جرت معارك وعمليات قصف في عدد من احياء دمشق. وقال المرصد ان قذاف عديدة سقطت فوق حي القابون (شمال شرق) بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حي القدم (جنوبدمشق) الذي قصفه الجيش النظامي. واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا (جنوب غرب) التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ اسابيع، ويلدا (جنوب) ودوما (شمال شرق) وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا (شمال شرق)، كما ذكر المصدر نفسه. واسفرت اعمال العنف الخميس عن سقوط 142 قتيلا على الاقل في البلاد بينهم 55 مدنيا و42 جنديا، حسب الحصيلة الاخيرة للمرصد.