' نيويورك تايمز': إشارات حول رغبة إيران في التوصل إلى حلّ لملفها النووي عواصم وكالات: قال مسؤولون ومحللون امريكيون، إن ابطاء إيران لعمليات تخصيب اليورانيوم، ربما تشير إلى انها لا ترغب في الوقت الحالي بمواجهة مباشرة حول برنامجها النووي وتريد التوصل إلى حلّ. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن أدلة بدأت تظهر الصيف الماضي، أشارت إلى أن الإيرانيين يحوّلون قسماً مهماً من اليورانيوم المتوسط التخصيب المستخدم في مفاعل أبحاث صغير إلى نوع لا يمكن أن يستخدم بسهولة في الأسلحة. وقال مسؤول امريكي إن الخطوة قد تكون في إطار 'زيادة الوقت لحلّ القضية' وتابع 'يجب الافتراض أن الخطوة مدروسة بدقة لأن كلّ ما يقوم به الإيرانيون في المفاوضات مدروس بدقة'. وقد عزّزت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي المنصرف إيهود باراك الاعتقاد برغبة إيران بالتهدئة، حيث قال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إنه أصبح بإمكان إسرائيل أن تضع جانبا خططها لضرب إيران، أو تأجيلها على الأقل إلى ربيع أو صيف عام 2013. غير أن مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية حذروا من التوصل إلى استنتاجات حاسمة حول النيات الإيرانية. ومن المقرر عقد جولة جديد من المحادثات بين إيران والدول الكبرى في السنة المقبلة، ويقول مسؤولون امريكيون إنهم لا يعرفون ما إذا كان مشرد الثورة علي خامنئي جاهزاً للموافقة على صفقة. وقالت الصحيفة، إن الشكوك تزيد من رغبة الغرب في معرفة السبب الذي يدفع إيران إلى وضع مخزونها من اليورانيوم متوسط التخصيب الذي يمكن تحويله إلى وقود يستخدم في الأسلحة خلال أسابيع أو أشهر، في مستوى دون الكمية الضرورية لصنع سلاح واحد. وكانت إيران قد عبرت عن استيائها من رفض الغرب بيعها وقودا لمفاعل نووي امريكي يعود إلى عهد الشاه محمد رضا بهلوي ويستخدم للأغراض الطبية و قررت أن تصنّع الوقود بنفسها. ورغم أنها تمتلك اليوم وقودا كافيا لتشغيل ذلك المفاعل لعشر سنوات قادمة فإنها لا تزال تصنع المزيد. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق إنه لو لم تحول إيران الوقود إلى ذلك المشروع لكان لديها ما يكفي من اليورانيوم متوسط التخصيب لصنع قنبلة واحدة وفي طريقها لصنع أخرى. ولكن عند تحويل الوقود ليستخدم في المفاعل يصبح من الصعب جداً استخدامه في قنبلة. ونقلت الصحيفة عن، راي تاكييه، المتخصص بالشؤون الإيرانية في مجلس العلاقات الخارجية 'إن سياسة العقوبات التي اتبعتها الولاياتالمتحدة في العقد الماضي تؤتي ثمارها اليوم'. لكن بعض المسؤولين العرب حذروا من أن تأثير العقوبات على إيران لدرجة تجبرها على تغيير موقفها قد يتطلب ثلاث سنوات، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيعربي قوله 'المشكلة أنه لا يمكننا الانتظار لثلاث سنين'. من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن ايران بدأت الجمعة تدريبات بحرية تستغرق ستة أيام في مضيق هرمز وهي المناورات التي تهدف إلى استعراض القدرات العسكرية الإيرانية في هذا الممر الحيوي لشحن النفط والغاز. ونقلت الوكالة عن حبيب الله سياري قائد القوات البحرية الإيرانية قوله إن تدريبات 'ولاية 91' ستجرى بدءا من يوم الجمعة حتى الأربعاء في منطقة مساحتها نحو مليون كيلومتر مربع في مضيق هرمز وخليج عمان ومناطق شمالية من المحيط الهندي. وقال سياري إن الهدف من هذه المناورات هو اظهار 'القدرات العسكرية للقوات المسلحة' في الدفاع عن الحدود الايرانية فضلا عن انها تبعث برسالة سلام وصداقة للدول المجاورة. وتكررت تصريحات مسؤولين إيرانيين بان طهران ستغلق المضيق - الذي يمر به 40 في المئة من حجم صادرات النفط العالمية المحمولة بحرا - إذا تعرضت لهجوم عسكري بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وأجرت إيران تدريبات مماثلة استمرت عشرة أيام في ديسمبر كانون الاول الماضي وأرسلت غواصة ومدمرة إلى منطقة الخليج قبل أربعة أشهر في الوقت الذي كانت تجري فيه الولاياتالمتحدة والقوات البحرية لدول حليفة تدريبات في المنطقة ذاتها للتدريب على سبل إبقاء ممرات الشحن مفتوحة. ونقل عن سياري قوله يوم الثلاثاء الماضي إن التدريبات الجديدة ستختبر الأنظمة الصاروخية بالبحرية والسفن القتالية والغواصات وأساليب القيام بدوريات ومهام استطلاعية. ويهدف الوجود البحري الغربي المكثف في الخليج إلى ردع أي محاولة لإغلاقه.