أبين.. مقتل شاب بانفجار عبوة ناسفة في لودر    مكتب الصناعة بشبوة يغلق ثلاث شركات كبرى ويؤكد لا أحد فوق القانون "وثيقة"    مصرع 54 مهاجرا افريقيا وفقدان العشرات قبالة سواحل ابين    انصار الله يستنكر انتهاك المجرم بن غفير للمسجد الاقصى    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    ابوعبيدة يوافق على ادخال طعام للاسرى الصهاينة بشروط!    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    وكالة الطاقة تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    خيرة عليك اطلب الله    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القنبلة القذرة :ضربة عسكرية على إيران خلال أسابيع
نشر في عدن الغد يوم 12 - 05 - 2013

اكتملت كافة الاستعدادات لتوجيه ضربة جويَّة لإيران، ونتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو حزيران المقبل ستطلق نفير الحرب حال وصول أحد المحسوبين على المحافظين إلى سدة الرئاسة خلفا لأحمدي نجاد الذي أمضى الفترتين الرئاسيتين ولا يحق له الترشح لثالثة.
من المتوقع أن تشن إسرائيل ضربة جوية عسكرية مركزة على إيران تستهدف مواقعها النووية بالأساس، فضلاً عن بقية الأهداف العسكرية والإستراتيجية بهدف شل الدفاعات الإيرانية، وإذا ما حاولت إيران الرد على هذا الهجوم سيكون الحليف الأميركي بالمرصاد مع حلفائه في المنطقة، وأبرزهم تركيا، وسيتجنب الجميع التوغل العسكري في إيران، وستقتصر العمليات العسكرية على حرب حديثة تعتمد على المقاتلات والصواريخ، وستترك مهمة إسقاط النظام للمعارضة الداخلية وربما يتم التنسيق معها.
فيما يلي سأعرض الشواهد السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تدل على قرب استهداف إيران بضربة جوية عسكرية إسرائيلية.
كلمة السر.. تركيا

حدثان مهمان خلال 24 ساعة وقعا في تركيا، الإفراج عن عبد الله أوجلان، وقبول اعتذار إسرائيل عن الهجوم على السفينة مرمرة.
الصراع المسلح بين الأتراك وحزب العمال الكردستاني ممتد منذ عقود، ولطالما استغلت إيران علاقتها مع الأكراد لإشعال توترات في العراق وتركيا، ويبدو أن أنقرة استطاعت أن تزيل الخنجر الكردي المغروز في خاصرتها، وتوصلت لاتفاق مع أوجلان ترك بموجبه السلاح في مارس آذار الماضي، أما إسرائيل فقدمت اعتذارًا رسميًّا لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني عن عمل عسكري، بل وأبدت استعدادها لدفع تعويضات لضحايا السفينة مرمرة، وخلال نصف ساعة كان عبد الله غول الرئيس التركي قبل الاعتذار، وأعلن عودة السفراء بل والتعاون العسكري، ونشرت صحيفة “صنداي تايمز” خبرًا عن مفاوضات إسرائيلية مع تركيا خلال آخر نيسان أبريل الماضي تطلب فيها تل أبيب نشر مقاتلات مهاجمة في تركيا.
وأعلن الإعلام التركي أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيزور واشنطن نهاية شهر مايو آيار 2013، وسيتم استقباله هناك بمراسم استقبال الرؤساء التاريخيين.

في منتصف ديسمبر الماضي نجد تصريحًا للجنرال حسن فيروز آبادي -رئيس هيئة الأركان الإيراني- يحذر فيه تركيا من مغبة نشر منظومة صواريخ باتريوت على أراضيها، وقال آبادي للتلفزيون الإيراني: إن هدف بطاريات باتريوت ليس حماية تركيا من صواريخ سورية، بل حماية إسرائيل من الصواريخ الإيرانية، محذرًا من وقوع حرب عالمية ثالثة.
استنزاف وتسريبات

الثورة السورية المندلعة منذ عامين استنزفت دمشق وطهران، فالمخزون الإستراتيجي في سوريا نفد تقريبًا، وأصبحت الأخيرة معتمدة على طهران منذ أكثر من عام، وإيران تعاني ماديًا بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كما أن الجبهة السورية المشتعلة كانت مثل النار التي جذبت الفراشات، فسقوط نظام الأسد يعد تهديد وجود لحزب الله في لبنان، فتورط في الجبهة السورية حتى النخاع، ويجري استنزافه هناك أيضًا، وبسقوط النظام الإيراني سيتم قطع جذع الشجرة؛ فيسقط غصن بشار الأسد، وثمرته حزب الله في لبنان.

في 20 مارس آذار الماضي، قام الرئيس الأميركي باراك أوباما بجولة في الشرق الأوسط اقتصرت على إسرائيل وفلسطين والأردن، وفي يوم 21 مارس آذار نشر أفيخاي آدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في حسابه الرسمي على موقع تويتر الصورة أعلاه، وعلق عليها قائلاً: “انتهى الأسبوع ومعه زيارة حليفنا الأكبر، والتي ستظهر نتائجها الأمنية المهمة لاحقًا”.

آدرعي مسح تغريدته بعد عدة أيام، وكنت احتفظت بهذه النسخة منها لأهميتها، خاصة أنها تفهم في سياق واحد عندما زار أوباما منظومة القبة الحديدية التي طورتها واشنطن مع إسرائيل، وتحملت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لتطويرها من منظومة تعترض الصواريخ القصيرة المدى “مثل صواريخ حماس وحزب الله” لتصبح منظومة اعتراض للصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، معتمدة على الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية حيتس-2 وحيتس-3 المطورين لاعتراض صواريخ شهاب الإيرانية طويلة المدى حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي في فبراير شباط الماضي.
السلام.. الحرب والأزمة الاقتصادية

عقب الجولة القصيرة لأوباما في الشرق الأوسط، تم الإعلان عن حزمة مساعدات اقتصادية للسلطة الفلسطينية، ودفع عجلة مباحثات السلام، مع تسريبات عن معطيات جديدة تتضمن تبادل لأراضٍ وتفاصيل كثيرة، لكن الملفت هو دفع المباحثات والمعونات الاقتصادية للسلطة.

منذ ضربت الأزمة المالية اقتصادات العالم في عام 2008 والمحللون الاقتصاديون يؤكدون أن حربًا كبيرة هي أحد سبل الخروج من الأزمات الاقتصادية الطاحنة، فالحرب تستدعي تجنيدًا للجيوش، ما يخفف من البطالة، فيما ستعمل المصانع المدنية والعسكرية لمد الجيوش بما تحتاج إليه، فتنتعش قطاعات الصناعة والتجارة والنقل، ولم تتأخر دول المنطقة في دفع فاتورة حروب شنتها الولايات المتحدة والغرب، منذ حرب تحرير الكويت، وإلى حرب فرنسا في مالي.

انتعشت اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا -مثل كوريا الجنوبية والصين- خلال أعوام الأزمة المالية، بينما أوروبا لا تزال تتخبط في أزمات اليونان وإسبانيا وإيطاليا، ولربما تسبب ضربة لإيران فرملة لاقتصادات آسيوية إلى أن يتم توزيع النفط الإيراني على شركات عالمية كبرى مثلما حدث في ليبيا.


ديبلوماسية مكوكية

تزامنا مع عدد من الجولات والزيارات المتلاحقة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة، أُعلن عن زيارات عربية للبيت الأبيض بمجر عودة ساكنه من الشرق الأوسط، وبدأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الزيارات العربية ليصبح هذا لقائه الثاني مع أوباما خلال أقل من شهر، ثم توافد قادة من دول مجلس التعاون الخليجي على واشنطن، ولفت الانتباه التغطية الإعلامية لاستقبال أوباما للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات يوم تفجيرات ماراثون بوسطن، فبالتأكيد لم يقتصر جدول اللقاء على العلاقات المشتركة بين البلدين، وإلا كان سيؤجل بسبب ما شهدته الولايات المتحدة في هذا اليوم.

في السادس من شهر مايو أيار تزامنت زيارات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصين مع زيارة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لروسيا، وعرضت إسرائيل على الصين التعاون الصناعي والعسكري والتقني، أما موسكو فقد رأيناها تتخلى عن صدام حسين، والقذافي بمقابل، ولربما توضع حاليًّا اللمسات الأخيرة على سعر إيران والأسد، من ضمانات تتعلق بالدرع الصاروخي الأمريكي في آسيا الوسطى، وغاز بحر قزوين، واستثمارات النفط الإيراني.
مناورات غير مسبوقة

بالتوازي مع هذه الأخبار، تجري أكبر مناورات عسكرية في مياه الخليج العربي بمشاركة دول مجلس التعاون وأميركا، وأكثر من ثلاثين دولة، ولكن خبراء روس نفوا قصر المناورات على التدريب على حماية المنشآت النفطية كما هو معلن، وأوضح بعضهم أن المناورات سيتم فيها التدرب على زرع الألغام البحرية محذرين من تصعيد خطير مقبل تجاه إيران.

المناورات الأضخم التي ستجري في البحرين تتزامن مع عدة مناورات أخرى، مثل مناورات حسم العقبان في قطر بمشاركة 12 دولة عربية وغربية، ومناورات خليجية ثنائية، ومناورات مع دول الجوار مثل مناورات تبوك البرية بين السعودية ومصر.

فوجئنا يوم 7 مايو أيار بقيام إيران بمناورات لم يتم الإعلان عنها من قبل استباقًا لهذه المناورات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول غربية، وعلى غير العادة، جاءت المناورات الإيرانية دفاعية اختبرت فيها كاسحة ألغام بحرية محلية الصنع، وتدريبات على فتح مضيق هرمز حال تم إغلاقه!!
التسلح الأمريكي والخليجي


في مطلع شهر أبريل نيسان المنصرم، خرجت جميع وسائل الإعلام بخبر مصحوب بفيديو نقلاً عن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون يؤكد فيه أن البحرية الأميركية أرسلت مدافع ليزر لقطعها البحرية في مياه الخليج العربي، وأضاف خبر البنتاغون أن أشعة الليزر ستستهدف الطائرات بدون طيار، ويمكنها اعتراض الصواريخ الإيرانية، وكذلك القوارب السريعة، وبتكلفة أقل من دولار لكل حزمة ليزر.

في أول مايو أيار تداولت وكالات الأنباء تسريبًا يفيد أن البنتاغون عرض على خبراء إسرائيليين تجربة لقنبلة تزن أكثر من 13 طنًّا مصممة لاختراق المباني المحصنة تحت الأرض، أو المخفاة في الجبال، بهدف إقناع الإسرائيليين أن الحل العسكري متوفر لو فشلت الديبلوماسية.

في نهاية أبريل نيسان الماضي، نُشرت نتائج زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل للشرق الأوسط، ووُصفت عقود السلاح بالتاريخية من حيث نوعية الصواريخ، وحجم الصفقات التي وقعها هاغل في دول خليجية وإسرائيل وتجاوزت 10 مليارات دولار، وتضمنت الصفقات طائرات F16 هجومية للإمارات والسعودية، وطائرات لإعادة شحن الوقود للمقاتلات بيعت لإسرائيل لأول مرة.

خارج هذه الصفقة حصلت الكويت وسلطنة عمان على 25 طائرة شحن عسكري عملاقة، وخلال العامين الماضيين حصلت الإمارات والسعودية وقطر على نظام الدفاع الصاروخي المتطور ثاد THAAD وطورت الكويت وسلطنة عمان أنظمة بطاريات صواريخ باتريوت.

معهد واشنطن للدراسات أكد أنه تم توحيد عقيدة الدفاع الجوي بين دول مجلس التعاون، وشراء تكنولوجيا سهلت عملية ربط الأنظمة الدفاعية الصاروخية والجوية، ورصد تجربة المنظومة الدفاعية الخليجية الجديدة المتصلة بالأقمار الصناعية في شهر فبراير شباط الماضي، وتحقيق نجاح في اعتراض صاروخ سكود فور انطلاقه، كما يمكن ربط هذه المنظومة الصاروخية بنظام أواكس للإنذار والسيطرة المحمول جوًا E3-AWACS والمتوفر في بعض الدول الخليجية وتركيا وإسرائيل، ويمكن التنسيق اللحظي بين سلاح الجو ومنظومات الصواريخ الاعتراضية الأرضية.

في فبراير شباط 2012 تسلَّمت الإمارات أول طائرة صهريج من أصل 3 طائرات تعاقدت عليها مع إيرباص العسكرية الأوروبية، وذكر موقع الشركة أنه التزم بالتسليم في الموعد أيضًا مع المملكة العربية السعودية، والطائرة مصممة لنقل الوقود، وتزويد المقاتلات به خلال الطيران.
النفط بعيد عن هرمز

حرب على إيران، ستشعل أسواق النفط في العالم، لكن هذه النقطة أيضًا تم أخذها في الحسبان، فشهدنا في يوليو تموز الماضي افتتاح خط “حبشان الفجيرة” الإماراتي لتصدير النفط عبر ميناء الفجيرة المطل على خليج عمان والمحيط الهندي بعيدًا عن هرمز الذي ما فتئت طهران تهدِّد بإغلاقه، ولدى السعودية خط “شرق غرب” الذي ينقل نفط وغاز المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، واستخدمته خلال الحرب على العراق، وفي عام 2012 نشرت وكالة رويترز نقلاً عن مسئولين حكوميين عمانيين أن السلطنة تدرس تخزين 200 مليون برميل في الولايات المتحدة لتفادي أي معوقات تصيب المضيق، ومن اللافت للانتباه أن أميركا قلصت وارداتها النفطية بنسبة 40% خلال فترة أوباما.

وتبقى الكويت الخاسر الأكبر حال إغلاق هرمز، فرغم أن المسئولين أكدوا مرارًا أن الحكومة لديها بدائل لا يتم الإعلان عنها، إلا أن الخبراء ينفون وجود أي بدائل لدى الكويت عدا فكرة الخزانات العائمة خارج هرمز، والتي استخدمتها خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات.
أسباب التعجل باستهداف إيران

مناورات بحرية مكثفة تجري في الخليج العربي

في عام 2010 نشرت مجلة حلف شمال الأطلسي الناتو على موقعها على الإنترنت تقريرًا مدته 5 دقائق عمّا يسمى “القنبلة القذرة Dirty Bomb” وهي قنبلة تتكون من متفجرات عادية مثل سي 4 مثلاً، مع كمية من المواد المشعة، وتنفجر القنبلة انفجارًا غير نووي، لكنه ينشر المواد المشعة على نطاق يسبب ضررًا بشريًّا وماديًّا بالغًا، ويلوث المنطقة المستهدفة لمئات السنين، وقال البروفيسور ايغور خيربونوف رئيس مركز الأمن الأميركي في التقرير: إن “القنبلة القذرة” تصنع من مخلفات الوقود النووي، بالإضافة إلى مخلفات من مواد مشعة أخرى، ويلاحظ أن التقرير المصور على موقع الناتو حمل فقط مقاطع فيديو لمنشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.

اعتمدت إيران في السابق على يورانيوم مخصب في روسيا، وبموجب المعاهدات الدولية كانت موسكو تزود طهران باليورانيوم المخصب لتستخدمه إيران في مفاعلات الأبحاث العلمية أو الطاقة، على أن تسترد روسيا بالكامل قضبان اليورانيوم عقب الانتهاء منها لإعادة تدوير أجزاء منها، والتخلص بالطرق الآمنة من أجزاء أخرى، لكن إيران مع أحمدي نجاد رفضت كافة مقترحات مجموعة 5 1 لمدها باليورانيوم المخصب واسترداد المخلفات وبينها البلوتونيوم المستخدم فقط في صناعة القنابل النووية.

إيران تتذرع بحقها في امتلاك تكنولوجيا التخصيب، لكن حتى لو كانت إيران بعيدة زمنيًّا وتقنيًّا عن إنتاج سلاح نووي، فالتخوف الدولي هو من حصول طهران على كمية من المخلفات المشعة التي تؤهلها لصنع “قنبلة قذرة” يمكن تحميلها على أي رأس باليستي، أو قارب سريع، أو طائرة بدون طيار، وهو ما يضمن لإيران سلاح ردع يسبب تلوثًا إشعاعيًّا حتى ولو لم يكن مصحوبًا بانشطار نووي.

في حديث مع الدكتور منير شاهين الرئيس السابق لمركز الأمان النووي أكد أنه من حق إيران أن تخصب اليورانيوم في أرضها، ولكن السؤال هو: لماذا أخفت إيران حقائق عن برنامجها النووي عن بعثات التفتيش الدورية، وأوضح شاهين أن اليورانيوم المخصب للاستخدامات السلمية والذي تستخدمه إيران ينتج مخلفات نووية تجب معالجتها بطرق معينة غير متوفرة في إيران، ولكن هذه المخلفات يمكنها أن تستخدم في صنع “قنبلة قذرة” وتسمى بالقنبلة التكتيكية؛ لأن تأثيرها الجغرافي لا ينتشر خارج المدينة أو العاصمة المستهدفة.
العربدة الفارسية

خلال كتابة هذا التحليل في السادس من مايو أيار 2013 قام عدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني بزيارة رسمية للجزر الإماراتية المحتلة، وفي أبريل نيسان 2012 نشرت إيران أسلحة هجومية على الجزر نفسها، وفي سبتمبر أيلول من العام نفسه خرج الأدميرال حبيب الله سياري قائد البحرية الإيرانية بتصريح يوضح العقلية الإيرانية في التعامل مع الجوار، إذ قال: البوارج والغواصات الأجنبية في مياه الخليج تلحق أضرارًا جسيمة بالبيئة، وتهدد أمن المنطقة.

الصلف الإيراني في التعامل مع قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، ورفض طهران التحكيم الدولي، وتورط الحرس الثوري في أكثر من قضية تجسس على دول الخليج، وآخرها السعودية، ودعم الحوثيين بالسلاح في اليمن، وغيرها، مؤشرات كثيرة تؤكد ضرورة دفع أي ثمن مقابل عدم حصول النظام الحاكم في طهران على سلاح ردع نووي –حتى لو كان قنبلة قذرة- يستخدمه في فرض سيطرته على دول المنطقة، ولربما تكون التكلفة باهظة بشريًّا وماديًّا في دول الخليج العربي، لكن من مستعد لتحمل إيران تملك سلاحًا نوويًا رادعًا.

إن عدنا إلى بداية “الربيع العربي” ففي شهر مايو آيار من عام 2011 نجد أن البحرية الكويتية وجهت إنذارًا شديد اللهجة لسفينة إيرانية كانت متجهة إلى البحرين تحت مسمى حمل مساعدات للشعب البحريني خلال احتجاجات دوار اللؤلؤة الشهير، وكانت المنامة نفت طلب أي مساعدات من طهران، ورفضت دخول السفينة مياهها الإقليمية، وتردَّدت عدة أنباء حول هوية السفينة وحمولتها، ولم تنقطع أبدًا تصريحات إيرانية لمسئولين تفيد بأن البحرين جزء من إيران ويجب استرداده.
الشيخ محمد بن زايد يؤكد أن أوضاع الشرق الأوسط تستلزم الجاهزية والاستعداد

الإخوان.. إيران نمر من ورق

يستغرب كثيرون دعم واشنطن -أو على الأقل صمتها- تجاه انتهاكات حكومات الإخوان المسلمين خاصة في مصر، لكن إن كان يتم الإعداد لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، فلا يوجد حليف أفضل من تيار إسلام سياسي سني في دولة مركزية مثل مصر يعمل على تسويق هذه الحرب في الشارع، وأثار الانتباه توجه وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى تركيا يوم 5 مايو أيار الجاري، بينما سافر مساعده في نفس اليوم إلى واشنطن.

من عاصر صدام حسين في الثمانينيات لم يكن ليتخيل أن تسقط بغداد في ساعات، وأيضًا من عاصر علاقات القذافي بمنظمات عسكرية -مثل الجيش الجمهوري الايرلندي- لم يتخيل أن تكون نهايته بتلك الصورة، وأخيرًا، فقد اتضح أن الذراع الأمنية لحزب البعث في سوريا وقفت مشلولة أمام الثورة هناك والدول الداعمة لها، ولن أتفاجأ بانهيار سريع لنظام إيران دون رد فعل موجع، فالداخل الإيراني نخره الفساد والعقوبات الاقتصادية، كما أن الشارع مستاء من الدعم المالي الذي تقدمه طهران لحلفاء في الشرق الأوسط، بينما المواطن يدفع ثمن العقوبات الاقتصادية الناتجة عن مغامرات النظام السياسية، ومنذ تزوير الانتخابات الرئاسية السابقة لأحمدي نجاد لا تزال المعارضة تعاني التضييق والحبس رغم أنهم أيضًا من أبناء النظام وثورة الخميني.
*من مازن امان الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.