كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته إلى ضرورة فرض خطوط حمر أمام البرنامج النووي الإيراني، محذرا من أنه لا ينوي السكوت عن هذا الملف بعد اليوم. وفي المقابل هدد قائد أركان الحرس الثوري الإيراني برد صاروخي صاعق على إسرائيل في حال شنت هجوما على بلاده. وقال نتنياهو في مقابلة معه نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست التي تصدر بالإنجليزية إنه لن يتوقف عن دفع المجتمع الدولي إلى وضع خطوط حمر أمام إيران، لأن العكس سيعني الاتجاه نحو عمل عسكري. وأضاف "بدأت بالحديث عن التهديد الإيراني قبل 16 عاما. وكنت واحدا من قليلين إن لم أكن الصوت الوحيد وقتها، وبعدها انضم الآخرون. وعندها بدأت بالحديث عن الحاجة إلى عقوبات اقتصادية.. الآن أتحدث عن الخطوط الحمر أمام إيران. وحتى الآن أنا واحد من القليلين وأمل أن ينضم الآخرون". وردا على سؤال حول ما يعنيه بالخط الأحمر، أوضح نتنياهو أن هناك فرق بين الموعد النهائي الذي يتعامل مع الوقت، والخط الأحمر الذي يتعامل مع العملية ومع التقدم الفعلي في البرنامج النووي، مشيرا إلى أن السؤال هو: ما المرحلة الحاسمة التي سيكون من الصعب بعدها منع إيران من تجميع قنبلة نووية. وأضاف "الخط الأحمر هو شيء تدرك إيران أنها لا تستطيع تجاوزه من دون أن تتحمل العواقب. صدقوني عندما سيرونه سيتوقفون". وكان نتنياهو قد حذر في مقابلة مع برنامج "واجه الصحافة" بقناة "إن بي سي" الأميركية أمس الأحد من أن إيران ستكون على شفا امتلاك قدرة تصنيع أسلحة نووية فيما بين ستة وسبعة أشهر. وقال إنه بمنتصف 2013 ستكون إيران قد قطعت 90% من الطريق صوب امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة كافية لتصنيع قنبلة. خلاف علني وفي الأسبوعين الماضيين كرر نتنياهو دعوته للعالم بتحديد "خطوط حمر واضحة"، فيما فُهم على نطاق واسع بأنه رسالة حادة إلى البيت الأبيض الذي رفض هذه الدعوة. وتزامن الخلاف العلني بين الولاياتالمتحدة وحليفتها التقليدية إسرائيل في هذا الملف مع قرار باراك أوباما عدم لقاء نتنياهو في وقت لاحق هذا الشهر، وهو ما يكشف عن اتساع هوة الخلاف بين البلدين ويزيد الضغوط على الرئيس الأميركي في المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحفيين الاثنين الماضي إن الرئيس أوباما قال بوضوح إنه لن يسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، مضيفة أنه لا فائدة من فكرة فرض مهل نهائية أو وضع خطوط حمر. كما كررت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في تصريحات لشبكتي "سي إن إن" و"فوكس نيوز" أمس الأحد، موقف واشنطن وقالت "لا يزال هناك وقت كاف لتفعل الضغوط فعلها"، لكنها تداركت أن "نافذة" الدبلوماسية "لن تظل مشرعة إلى ما لا نهاية" و"نهج الرئيس أوباما هو عدم حصول إيران على السلاح النووي". وتقول إسرائيل إن حيازة إيران لسلاح نووي سيشكل تهديدا لوجودها، وحذرت من أنها قد تشن هجوما منفردا على المنشآت النووية الإيرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية. تهديد إيراني وفي المقابل، هدد الجنرال قائد أركان الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري برد صاروخي إيراني "لا يُبقى ولا يذر شيئا في إسرائيل" في حال شنت هجوما على إيران، مؤكدا أن الصواريخ الإيرانية قادرة على تدمير القواعد الأميركية في المنطقة. وقال جعفري "من المستبعد أن تترك كثافة الرد الإيراني بالصواريخ الباليستية مناطق آمنة للكيان الإسرائيلي"، مشددا على أن الدرع الصاروخية الإسرائيلية ستكون عاجزة أمام كثافة الرد الصاروخي الإيراني. كما هدد بأن حركة نقل النفط في مضيق هرمز ستواجه مشكلة حال تعرض إيران لأي عدوان، محذرا من أن الرد على أي هجوم سيكون صاعقاً. وترفض إسرائيل تأكيد أو نفي قدراتها النووية التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمثل الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، في حين تنفي طهران سعيها لإنتاج قنبلة نووية قائلة إن مشروعاتها النووية مخصصة للطاقة السلمية والأغراض الطبية. اخبارية نت – الجزيرة نت