أبوظبي (الاتحاد) - أن تكون مؤلفا وكاتبا في عصر الاتصال الاجتماعي مسألة قد تكون سهلة، ولكن لم يعد من المؤكد أن تتمكن من جعل التأليف مهنة تعيش على دخلها حتى لو كنت موهوباً وملتزماً، فذلك يتطلب تقنيات وجهدا غير مسبوق وسط تعقيدات التسويق، وقواعد النشر الجديدة في عالم الكتب الرقمية والفاعلين الرئيسين فيها. ويعتبر متخصصون في حرفة الكتابة أن سوق النشر في المرحلة الحالية بات يتطلب حضور المؤلف على منصات التغريد والتدوين، على موقع فيسبوك والمدونة الشخصية وشبكة الاتصال عبر سكايب وحسابات على موقع بينتريست ويوتيوب من دون انقطاع. طراز قديم تقول إحدى المهتمات بدراسة هذا الأمر إن الإنترنت وسهولة النشر الذاتي أصبحا نعمة ولعنة في الوقت نفسه بالنسبة للمؤلفين. وفي مقال لها على موقع «ميديا شيفت» بعنوان «هل يمكن لكاتب قديم الطراز وغير متفاعل أن يستمر في البقاء في العصر الاجتماعي؟» كتبت فيليسيا برايد أنه «بالنسبة لنا أصبحت مشاريع الكتابة خاسرة. فلأجل النجاح في هذه الأيام لم يعد كافيا أن تكون كاتبا جيدا. بل أصبح عليك أن تكون في آن واحد علامة مشهورة أو اسماً تجارياً، ورجل مبيعات، ومسوّق ورجل إعلانات ووكيل سفريات وصديقا للجميع. إن ذلك عمل مرهق ولم نعد نريد القيام به في هذه اللحظة». وتدير برايد فريقا لعشاق القصة وهي مؤسّسة «كريات ديلي» وهو مصدر يومي لمبتكري المحتوى، ومن آخر إصداراتها كتاب «الرسالة» الصادر عن دار «أن بي سي». وتتناول هذه التساؤلات ما تسميه الكاتبة طبقة من المؤلفين متوسطي الشهرة ممن يتمتعون بالموهبة والتفكير، ولكنهم يحتلون مرتبة وسطى بين الأسماء اللامعة في سوق النشر والمؤلفين (الصدفة) الذي يصدرون كتابا ناجحا واحدا في مسيرتهم الكتابية. أما اليوم فإن مثل هؤلاء الكتاب أصبحوا ناشرين لأنفسهم، بينما كان يتم الاحتفاء سابقا بأعمالهم وكانت كتبهم تباع فورا وناشرهم السابق لم يعد لديه مكان لهم في قوائم الإصدارات الأولى. لقد شعر بعض هؤلاء الكتاب بالإثارة وهم يقومون بتولي نشر وتسويق كتبهم بأنفسهم في العصر الجديد ولكن لم يتمكنوا من الظهور في قوائم البارزين. لقد غضب عدد منهم وبدا متعبا وعاجزا. وبعضهم لم يفهموا روحية التسويق أو وتيرة ثورة الكتب الإلكترونية. وقالت برايد إنه قبل عقد من الآن كان يمكن وضع توقعات بشأن مستقبل الكتّاب وبشأن رواج الكتب، ولكن أصبح من العسير جدا معرفة إمكانية اعتماد الكتاب على عوائد دخلهم من الكتب، وأن سبب هذا التحول كبير جدا وينطوي على عدة تغيرات كبيرة وصغيرة. ... المزيد