ذكرت دراسة أمريكية أن سبب سمنة بعض الأشخاص الذين يتناولون الكميات نفسها من المشروبات المحلاة أكثر من غيرهم قد يعزى إلى حملهم بعض العلامات الوراثية المرتبطة بهذا المرض . وقال الباحث في الدراسة لو كي، من مدرسة الطب العام في جامعة هارفارد الأمريكية إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية قد تزيد معاً خطر الإصابة بالسمنة . وأضاف أن الأشخاص الذين يحملون علامات جينية تزيد خطر إصابتهم بالسمنة، يمكنهم التخفيف من هذا الخطر من خلال تناول المشروبات الصحية . قام كي وزملاؤه بتحليل معطيات تعود إلى أكثر من 33 ألف راشد شاركوا في 3 دراسات بدأت منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وكان يطرح عليهم كل 4 سنوات أسئلة تتعلّق بالأطعمة والمشروبات التي يستهلكونها . كما قام الباحثون بتحليل خريطتهم الوراثية بحثاً عن 32 علامة وراثية مرتبطة بالسمنة، وأعطوهم، استناداً إلى عدد ونوع العلامات الوراثية التي كانت لديهم، رقماً يعكس درجة استعدادهم للسمنة . واستنتج الباحثون أن الأشخاص الذين كان لديهم درجة استعداد عالية للسمنة كانوا بأغلبهم سمينين، غير أن العلاقة التي تربط العوامل الوراثية بالسمنة كانت أقوى لدى الأشخاص الذي كانوا يتناولون المشروبات المحلاة . وأوضحوا أنهم كلما ارتفعت درجة الاستعداد إلى السمنة ب10 نقاط ارتفع خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 35% بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون أقل حصة من المشروبات المحلاة شهرياً، غير أن هذه النسبة بلغت 59% لدى الأشخاص الذين يتناولون بين حصة و4 حصص من هذه المشروبات شهرياً، و235% لدى الأشخاص الذين يتناولون حصة أو أكثر يومياً . وكانت دراسة أعدها »مركز مونيل الطبي« في فيلادلفيا اظهرت أن عدد الجينات المسؤولة عن الوزن يصل إلى نحو 6 آلاف جين . وقال البروفيسور مايكل توردوف الذي أعدّ الدراسة »من الشائع الاشارة إلى جين البدانة في المواد التي تتعلق بالعلوم وفي سائل الإعلام« . وأضاف: تشير دراستنا إلى أن كل جين يكتشف يضاف إلى آلاف الجينات الاخرى التي تؤثر في وزن الجسم، ولذا فإن أي حل سريع لمشكلة البدانة غير متوافر الآن . وذكرت الدراسة التي نشرت في »جورنال بي إم سي جيناتيكس« أن لدى الفئران 10 جينات أكثر من غيرها وهذه تساعد على زيادة وزن الجسم أكثر مما تضعفه . وتابع: إن ذلك ربما يفسر سهولة أن يصبح المرء بديناً بدل أن ينقص وزنه . غير ان علماء في جامعة بورديو الأمريكية قالوا ان هناك عوامل غير الجينات الوراثية مسببة للبدانة . وأعلن الباحثون انهم كشفوا أدلة على أن الخلايا المتطابقة وراثياً قادرة على تخزين كميات مختلفة من الدهون، تبعا لاختلاف طريقة الخلايا في التعامل مع الأنسولين . وقالوا إن تحديد الآلية الدقيقة المسؤولة عن تخزين الدهون في الخلايا يمكن أن يسهم في السيطرة على البدانة . وشرح الأستاذ المساعد تشنغ شين جي أن الدراسة تشير إلى أنه »سيكون من المهم فهم الدور الحقيقي للأنسولين بالتسبب في السمنة أو السكري ،2 وتصميم استراتيجيات للتدخل الفاعل« . وعلى رغم من أن دراسات أخرى أظهرت وجود علاقة بين »جينات السمنة« والتخزين المفرط للدهون في الخلايا، قال الباحثون إن هذه الجينات موجودة وفاعلة في كل الخلايا . ولكن هذه الخلايا تختلف من حيث قدرتها على تخزين الدهون . من جانب آخر، ركزت دراستان دوليتان نشرتا مؤخراً في مجلة »نايتشر جنتيكس« على التغيرات الجينية المتناهية الصغر لآلاف الاشخاص حيث تبين أن بعض الجينات السبعة المختلفة التي اكتشفها العلماء في الفترة الأخيرة تؤدي دوراً حيوياً في نشاط الدماغ، ما يعني أن تأثيره، أي الدماغ، في الشهية والسلوك الغذائي قد يكون أكثر أهمية من أي اختلافات جينية أخرى قد تؤدي إلى حرق مواد دهنية من عدم ذلك . وقال البروفيسور بيتر وايزبيرغ من مؤسسة القلب البريطانية إنه لا يمكن لهذا الأمر أن يفسر سبب أزمة البدانة الحالية »لأن هذه الجينات موجودة منذ قرون في حين أن مشكلة البدانة ظاهرة حديثة نسبياً« . وأوضح الدكتور ألن غوتماتش من المركز الوطني الأمريكي للأبحاث الوراثية إن هذه الدراسة تضيف دليلاً آخر على أن بعض الناس أكثر عرضة للبدانة من غيرهم بسبب جيناتهم . وأضاف أن ذلك يشير إلى أن بعض الناس قد يكونون أقل قدرة من الآخرين على مقاومة إغراء تناول الطعام بشراهة بسبب خلفيتهم الجينية، وقد يشرح هذا أيضاً السبب الذي يجعل بعض الناس لا يواجهون أي مشكلة من أجل إبقاء أوزانهم على ما هي عليه، في حين يجهد الآخرون لتحقيق مثل هذا الهدف .