ابتدع باحثون بريطانيون استمارة مدّتها دقيقتين للتنبؤ إن كان المولود الجديد سيعاني السمنة عندما يكبر . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في جامعة "امبريال كولدج لندن" أعدّوا استمارة مؤلفة من 6 أسئلة لاحتساب خطر إصابة المواليد الجدد بالسمنة عند بلوغهم سن ال16عاماً . أما العوامل التي أُخذت في الحسبان تضمّنت وزن الأهل وإن كانت الأم مدخّنة أثناء الحمل . الحاسبة هذه متوفرة على شبكة الإنترنت مباشرة، وهي بنات أفكار الباحثين في جامعة "امبريال كولدج لندن" الذين يقولون إن الاختبار يمكن استخدامه لمساعدة الأهل على اتباع عادات أكل جيدة بالنسبة لأطفالهم في سن مبكرة ليخف خطر المعاناة من الوزن الزائد . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة فيليب فروغيل، "عندما يصبح الطفل سميناً، سيكون من الصعب عليه خسارة الوزن، وبالتالي فإن الوقاية أفضل استراتيجية ويجب أن تبدأ في أبكر وقت ممكن" . من جهة ثانية طلب جهاز صحي حكومي في بريطانيا من الإمهات الجدد وزن أنفسهن بعد ستة أسابيع من الولادة في اطار الخطط التي تبنتها الحكومة لمكافحة البدانة بين أوساط النساء . وأكد المعهد الوطني للامتياز العيادي بأن تحديد النساء اللاتي يعانين زيادة الوزن أو السمنة بعد الولادة سيقلل من فرص مشاكل الوزن بينهن في المستقبل . وأضاف أنه اعتمد توجيهات تطلب من الأطباء والممرضات قياس وزن وطول جميع الأمهات خلال مراجعاتهن الروتينية للعيادات الطبية بعد ستة أسابيع من الولادة، مع أن هذه الدعوة لن تحظى بالترحيب من قبل الأمهات الجدد اللاتي يفتقدن الثقة بأجسادهن . وتوصي التوجيهات بمراعاة عملية الوزن القلق الذي ينتاب الناس من أوزانهن أو حجم أجسادهن والحساسية التي يمثلها هذا الموضوع بالنسبة لهن، وسؤال الناس اللاتي يعانين زيادة الوزن أو السمنة ما إذا كن يرغبن بوزن أنفسهن مرة أخرى بعد ستة أشهر . وحسب الأرقام الرسمية، تعاني نصف النساء بسن الإنجاب في بريطانيا من زيادة الوزن أو البدانة و5% من السمنة المفرطة في بداية الحمل، مما يزيد المخاطر الصحية لهن ولأطفالهن . من جانب آخر ذكرت دراسة أمريكية أن سبب سمنة بعض الأشخاص الذين يتناولون الكميات عينها من المشروبات المحلاة أكثر من غيرهم قد يعزى إلى حملهم بعض العلامات الوراثية المرتبطة بهذا المرض . ونقل موقع "لايف ساينس" الأمريكي عن الباحث في الدراسة لو كي، من مدرسة الطب العام في جامعة هارفارد الأمريكية، قوله إن "نتائج الدراسة تشير إلى أن العوامل الوراثية والبيئية قد تزيد سوياً خطر الإصابة بالسمنة" . وأضاف أن "الأشخاص الذين يحملون علامات جينية تزيد خطر إصابتهم بالسمنة، يمكنهم التخفيف من هذا الخطر من خلال تناول المشروبات الصحية" . وقام كي وزملاؤه بتحليل معطيات تعود إلى أكثر من 33 ألف راشد شاركوا في 3 دراسات بدأت منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وكان يطرح عليهم كل 4 سنوات أسئلة تتعلّق بالأطعمة والمشروبات التي يستهلكونها . كما قام الباحثون بتحليل خريطتهم الوراثية بحثاً عن 32 علامة وراثية مرتبطة بالسمنة، وأعطوهم، استناداً إلى عدد ونوع العلامات الوراثية التي كانت لديهم، رقماً يعكس درجة استعدادهم للسمنة . واستنتج الباحثون أن الأشخاص الذين كانت لديهم درجة استعداد عالية للسمنة كانوا بأغلبهم سمينين، غير أن العلاقة التي تربط العوامل الوراثية بالسمنة كانت أقوى لدى الأشخاص الذين كانوا يتناولون المشروبات المحلاة . وأوضحوا أنهم كلما ارتفعت درجة الاستعداد إلى السمنة ب10 نقاط ارتفع خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 35% بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون أقل من حصة من المشروبات المحلاة شهرياً، غير أن هذه النسبة بلغت 59% لدى الأشخاص الذين يتناولون بين حصة و4 حصص من هذه المشروبات شهرياً، و235% لدى الأشخاص الذين يتناولون حصة أو أكثر يومياً .