مواضيع ذات صلة دينا سامي الطراح «ننعى فقدان رجل وطني أميركي حق، وأحد القادة العسكريين العظماء في جيله» (الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب) * * * الجنرال النبيل.. جنرال «عاصفة الصحراء».. الدب الجنوبي الذي أدى شرف الخدمة العسكرية لمدة أربعة وثلاثين عاما في الولاياتالمتحدة، ستورمن نورمان.. نورمان العاصف كما كان يعرف لدى عائلته، توفي في تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، ومشاعر الحزن المصحوبة بكلام العزاء لن تكون كافية في حقه، فلقد كان، يرحمه الله، يتمتع بشخصية جادة رائعة تجعل منه شخصا حاضرا.. ليس في وجدان الأميركيين فقط، بل لدى الكويتيين والخليجيين والعرب كذلك، وستكون سيرته حية أبدا على ألسنة المقاتلين والمحاربين، وعلى سن ريشة التاريخ، عندما يتداول ذكراه، ويكتبها المؤرخون. نعم، لقد أنهى عام 2012 أحداثه المأساوية بحادث مفجع أخير هو وفاة الجنرال الأميركي المتقاعد نورمان شوارزكوف، الذي قاد جيوش التحالف الدولي لإخراج قوات الرئيس العراقي البعثي صدام حسين من الكويت عام 1991، واستطاع بذكائه أن يحشد جنود وعناصر الجيش الأميركي ويرفع من معنوياتهم، بعد أن كانت أذهانهم لا تزال مثقلة بذكريات المستنقع الفيتنامي.. فقاد بشجاعته أكثر من 540000 جندي أميركي و200000 جندي من قوات التحالف الدولي، بصفته قائد القيادة الأميركية الوسطى تحت إمرة رئيس أركان الجيوش الأميركية آنذاك الجنرال كولن باول، ليردوا أرض الكويت المختطفة لأهلها وحكامها الشرعيين، وفعلا توجت «عاصفة الصحراء» بالانتصار بعد أن استمرت لستة أسابيع، وأسفرت عن إخراج الجيش البعثي العراقي وتحرير الكويت من الغزاة المعتدين. فحياة رجل كهذا تعتبر درساً يجب أن ندرسه لنستفيد منه، ونتخذه مثلا أعلى لرجل متميز حرص على أن يجيء بالنصر بأسرع ما يمكن لبلده ساعة الحرب والتحدي.. وفي يوم امتدت فيه أيدي المقاتلين لتطول أعناق العدو وتذيقه كؤوس الهزيمة.