الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
14 أكتوبر
26 سبتمبر
الاتجاه
الاشتراكي نت
الأضواء
الأهالي نت
البيضاء برس
التغيير
الجمهور
الجمهورية
الجنوب ميديا
الخبر
الرأي الثالث
الرياضي
الصحوة نت
العصرية
العين أون لاين
المساء
المشهد اليمني
المصدر
المكلا تايمز
المنتصف
المؤتمر نت
الناشر
الوحدوي
الوسط
الوطن
اليمن السعيد
اليمن اليوم
إخبارية
أخبار الساعة
أخبار اليوم
أنصار الثورة
أوراق برس
براقش نت
حشد
حضرموت أون لاين
حياة عدن
رأي
سبأنت
سما
سيئون برس
شبكة البيضاء الإخبارية
شبوة الحدث
شبوه برس
شهارة نت
صعدة برس
صوت الحرية
عدن الغد
عدن أون لاين
عدن بوست
عمران برس
لحج نيوز
مأرب برس
نبأ نيوز
نجم المكلا
نشوان نيوز
هنا حضرموت
يافع نيوز
يمن برس
يمن فويس
يمن لايف
يمنات
يمنكم
يمني سبورت
موضوع
كاتب
منطقة
بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة
برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد
هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟
العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد
صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي
الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل
غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة
إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب
عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي
دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد
العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية
الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد
الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما
الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين
الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين
انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد
فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)
مرض الفشل الكلوي (27)
فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل
الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة
ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!
تيجان المجد
الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني
الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد
الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم
سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا
قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"
الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته
محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي
الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي
في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء
جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي
تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي
شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة
رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي
صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة
وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية
اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.
الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت
رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"
خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه
ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر
كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟
هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك
عين الوطن الساهرة (1)
أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع
سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017
جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب
قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"
مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية
في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة
مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام
على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة
كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر
الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت
صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري
الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح
"جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
قصائد جديدة للشاعر إبراهيم نصر الله
الخليج الامارتية
نشر في
الجنوب ميديا
يوم 29 - 10 - 2012
محاولة
محاولةٌ ليسَ أكثرَ
أزرعُ زهرةَ عبَّادِ شمسٍ لتتبَعَ خطوكِ إذ تعبرينَ
أنا ههنا شجْرَةُ الكيْنِيَاءْ!
محاولةٌ ليسَ أكثرَ
أكتبُ شِعراً لغيركِ
كي تقرئيهِ، ولو كانَ ذاكَ مُصادَفةً
أو تقولي رأيتُ فتًى شبْهَ طيفٍ
وذكَّرني فجأةً بالشِّتاءْ!
محاولةٌ ليسَ أكثرَ
أُنْشِدُ في آخرِ الليلِ أُغنيتي تحتَ شُبّاكِ بيتكِ
قد تسمعينَ
تظنِّينَ أن الطريقَ يَغَصُّ بعشرينَ ألفاً من الغرباءْ!
محاولةٌ ليسَ أكثرَ
أحمِلُ حَبَّةَ تينٍ
وإذ تعبُرينَ أَمدُّ يدي دونَ خوفٍ إليكِ
وأهمسُ: إنكِ مدعوَّةٌ للعشاءْ!
محاولةٌ ليسَ أكثرَ:
هذي الغيومُ البعيدَهْ
محاولةٌ ليسَ أكثرَ:
قلبي . . وهذي القصيدَهْ!
العصافير
لأرضِ الشّمال تطيرُ العصافيرُ:
خضراءُ حمراءُ سوداءُ بيضاءُ
لا فرْقَ
كلُّ الطيورِ تُغني وكلُّ الطيورِ تمرُّ
وكلُّ الطيورِ سترحلْ!
هنا مَقعدٌ، قهوةٌ أنتِ فيها
صباحٌ خفيفٌ تحفُّ به غيمتانِ
وريحٌ من البحرِ جاءتْ
وحطَّتْ على السِّلكِ مثلَ العصافيرِ
هل قلتِ: إنَّ هناك على السِّلكِ حطَّتْ رياحْ؟!
كلُّ شيءٍ هنا غامضٌ في الصّباحْ!
أُعيدُ قراءةَ هذي القصيدةِ سبْعاً
لتُفتَحَ نافذةٌ لم ترَ الشمسَ
نافذتي هيَ أو ربما هيَ نافذةُ الجارِ
تلكَ التي أعتَمَتْ فجأةً
مُنذ غابتْ وليفتُهُ
وعلى حافَّةٍ من رخامٍ
نمَتْ وحشةٌ مُرّةٌ
ثم سالتْ على حائطٍ من حَجرْ
الإقامةُ تصبحُ مجنونةً
حين تُوقِدُ فيها العصافيرُ شهوتَها للسَّفرْ!
العصافيرُ، كلُّ العصافيرِ
تأتي وتذهبُ
كي نتذكَّرَ بحراً بعيداً
بلاداً هنالكَ لم يرَها أهلُها
وقلوباً معلَّقةً كالقناديلِ فوقَ الشّجرْ
والعصافيرُ قُربَكِ، قرْبي تُغنّي
العصافيرُ ترحلُ في آخر الأمرِ تاركةً خلْفها طائراً واحداً ليُذكِّرَنا بالشمالِ . . الجنوبِ
وبالشَّرقِ والغربِ
أوْ ما نسيناهُ فينا وأظلَمْ
طائرٌ سيحطُّ على سَرْوَةٍ قربَ بابي، على عتْبةِ البابِ،
فوق السَّريرِ . . المِخَدَّهْ
طائرٌ يتأمَّلُني لحظةً
ثم يختارُ من برِّ هذا السّريرِ المُرتَّبِ وجهَكِ . .
يختارُ ورْدَهْ
طائرٌ مثلُ كلِّ الطيورِ يشقُّ ضلوعَكِ . .
يخفقُ في عتْم صدركِ
يشدو نهاراً وليلينِ حتى يقولَ كلاماً أخيراً لقلبِكِ:
إن العصافيرَ تمضي شمالا . . جنوباً
فلا تَطمئنِّي لغيرِ الجناحِ
اِطمئنِّي لهذي العصافيرِ تعلو
اِطمئنِّي لهذي العصافيرِ ترحلْ
ولا تترُكي غير ذِكْراكِ خلْفَكِ
كلُّ مكانٍ ستمضي إليهِ العصافيرُ أجملْ!
ثلج
على مَهَلٍ يسقطُ الثّلجُ في شارعٍ ضيِّقٍ
وعلى مَهَلٍ تستعيدُ البناتُ الجميلاتُ آخرَ صيفٍ
وينْسَيْنَ بعضَ التّفاصيلِ
والثلجُ يسقطُ مُلتجِئاً للزَّوايا الصغيرةِ أسفلَ سوري . .
على ذكرياتيَ والنّافذَهْ
بعدَ خمسِ دقائقَ قد يُصبحُ الشّارعُ . . الأفْقُ، أضيقَ
إذ تختفي الفتياتُ
ويسقطُ ثلجٌ جديدْ
ويبحثُ دُوْريْ عن الدّفءِ في رَعَشاتِ الحديدْ!
ويهرعُ قطٌّ لدفءِ مُحرِّكِ أولِ سيارةٍ وقفتْ،
وعلى عَجَلٍ سيغادرُها
رجلٌ فارعٌ لممرِّ البنايَهْ
في زمانٍ كهذا ستُوْلَدُ في الرِّيحِ ألفُ حكايَهْ
وتُولدُ في الدِّفءِ ألفُ حكايَهْ
تتجمَّدُ فوق السّطوحِ السّماءُ
الجواربُ فوق حبالِ الغسيلِ
ببابِ المُعسكرِ بعضُ الجنودِ وساريةٌ ونشيدٌ . .
وشبْهُ بلادٍ . . ورايَهْ!
يسقطُ الثّلجُ
سوف ينامُ المُغنّي
ويُغلِقُ هذا الرِّوائيُّ من فزعٍ دَفْتَرَهْ
كي يُدفِّئَ مَن وُلِدوا في الصباحِ
ولم يكْبَرُوا، بَعْدُ، في صفحاتِ الرِّوايَهْ!
المواعيد
لي موعدٌ مع كلِّ شيءٍ:
طائر يتأمَّلُ الشّباكَ . . صورتَهُ
يفكِّرُ هل في داخلِ البيتِ الصغيرِ هنا فضاءٌ؟!
ينقرُ الشُّباكَ: ما هذا؟! سماءٌ يابِسَهْ؟!
ويطير نحوَ شجيرة اللوزِ الطّريّةِ في حديقةِ جارنا
ويقول شيئاً غامضاً لشبيههِ في اللونِ . . والصوتِ . . الجناحِ
ويرجعانِ معاً إلى الشّباك ثانيةً
-أكونُ فتحتُهُ-
سيُحدِّقانِ ويبحثانِ عن السّماءِ، ويهمِسانْ:
لا شيءَ غير الليلِ في جوفِ المكانْ!
ويرْحلانْ!
الجحيم
غابتِ الشَّجَرَاتْ:
لوزةٌ، في البدايةِ،
زيتونةٌ . . سروةٌ . . نخلةٌ
ثم أصبحَ صوتُ العصافيرِ أخفضَ من أيِّ وقتٍ مضى
غابت الدُّوْرُ والبحرُ،
-كان الذي قد تبقّى لنا منهُ: زاويةٌ ضيِّقَهْ!-
وتدلَّتْ حِبالٌ من الرَّافِعَهْ
كم بدتْ مَشْنَقَهْ!
غابتِ الشمسُ مكسورةً قبل ساعَهْ!
هبطَ الليلُ منتشياً قبلَ ساعَهْ!
ترنَّحَ ضوءُ النجومِ . . اختفى
خلْفَ بُرج النُّيونْ
وبدا أنَّ كلَّ الذي هو لي حفرة مُظلِمَهْ
كنت سمَّيتُها وطناً ذاتَ يوم فصارتْ سَكَنْ!
لم يكن ذاك مشهدَ فيلمٍ
ولا مقطعاً من روايَهْ!
كنتُ أعرفُ أن الجحيمَ له ألفُ اسمٍ
أضفتُ لأسمائهِ واحداً
هوَ:تلكَ البِنايَهْ!
الحرب
عندما وصلَ البابَ بعد ثلاثِ ليالٍ وجُرْحينِ:
في الصَّدرِ والخاصِرَهْ
تذكَّرَ شيئاً هنالكَ في ساحةِ الحربِ خطْفاً
تردَّدَ هل يَطرقُ البابَ
أمْ قبْلَ ذلك يمضي ويُلقي السَّلامَ على من قَضَوا كي يَعيشَ
وساروا بلا موكبٍ أو نشيدٍ إلى عتمةِ المَقْبَرهْ؟
يستعيدُ نشيجاً يقولُ لهُ:
الحيُّ أفضلُ من ميِّتٍ عُدْ لنفسكَ
واتركْ لنا الآخِرَهْ!
. . . . .
عندما وصلَ البابَ أدركَ:
لا، لمْ يناموا
هنالكَ في الدَّاخل المُشْرَعِ القلبِ والعينِ ينتظرونَ
الشبابيكُ صامتةٌ ليس إلاّ
ولكنَّ بعضَ البكاءِ يجيءُ خفيضاً
كآخرِ أنفاسهِ
وسحابةِ أيلولِهِ المُمْطِرَهْ
لم يعدْ يتذكَّرُ كمْ ليلةٍ عبرتْهُ؟
وكم ذئبةٍ تبِعَتْهُ؟
وكم من نهارٍ قَطَعْ
كانَ أفضلُ ما تمَّ، فكَّرَ، أن الطريقَ انتهى
والحروبَ- الحِيَلْ
عند بوابةِ البيتِ قبلَ ثلاثِ خطًى يتحامَلُ
كي لا يقعْ
في البعيدِ هنالكَ تحتَ رمادِ الجنودِ ارتبكْ
حينَ لم يستطِعْ
أن يُعدِّدَ أسماءَ أبنائهِ!
خمسة ليسَ أكثر!
في أيِّ بئر ظلامٍ إذاً إسْمُ سادسِهم يغرقُ الآنَ؟!
أزَّ الرّصاصُ ودوَّتْ قذيفةُ هاوْنٍ على بُعد مترينِ من خندقِهْ
صاحَ بعضُ الجنودِ
سحابةُ لحمٍ أضاءتْ كبرقٍ
وسقفُ السّماءِ تمايلَ . . وارتجَّ . . ثمَّ . . انصَدَعْ
في احتدامِ المعاركِ يملأُ حنْجَرَةَ الوقتِ رجْعُ نواحِ البَجَعْ
حين تَنسى اسمَ آخرِ أبنائِكَ:
الولد الأطيب، الفارع، المُتثاقِل في الصُّبح دوْما
الذي سيقولُ: اتركوني أنامُ قليلا
سأصطادُ حُلْما!
خطوةٌ ليسَ أكثرَ
ينفتحُ البابُ
يهمسُ صوتٌ: وصلتَ إذاً؟!
ويئزُّ الرَّصاصُ
تُدوِّي قذيفةُ هاوْنٍ على بُعدِ مترينِ
أينَ المكانُ وأينَ الزَّمنْ؟!
تحتَ غيمةِ أيلولَ رفَّ الحمامُ وطارَ بعيداً
ولم يصِلِ البابَ مَنْ قد وَصَلْ!
هكذا تُكْمِلُ الحربُ لعبتَها دائماً:
عادَ . . لكنّهُ لم يَعُدْ!
تلك معجزةٌ أنه مَن نجا!
تلكَ مسخرةٌ أنه مَنْ قُتِلْ!
وتظلُّ الدوائرُ دائرةً:
الحروبُ تلوكُ فتاتَ الرِّجالِ
ليزهو السَّلامُ بإسمِ البطلْ!
شريط إخباري
سبعةٌ أسفلَ الشاشةِ المطمئنَّةِ قد سقطوا
الرِّيحُ في غربِ آسيا شماليَّةٌ
والحرارةُ مُعْتدِلَهْ!
الشريطُ يدورُ كمِرْوحةٍ في الفراغِ
المذيعةُ بعدَ قليلٍ ستختِمُ نشرتَها
بابتسامتِها . . وبشيءٍ خفيفْ
قد يكونُ سباقاً لثيرانِ
مدريدَ
عَبْرَ الشَّوارعِ، مُشتعِلَهْ
ربما . . باختراعِ مُرَطِّبِ جِلْدٍ لطيفْ!
ثمانيةً أصبحوا . . والشَّريطُ يدورُ
هناكَ دعايةُ شامبو
عطورٍ . . عصيرٍ . .
وسيدةٌ ربِحَتْ رحلةً للمنافي، بلا عودةٍ،
ظهرتْ وهي تنشِجُ مُنْفعِلَهْ!
تسعةً أصبحوا
والشريطُ يدورُ رفيعاً ويسقطُ في حفرةٍ بجوارِ الرَّصيفْ
. . . . . .
- سهرةُ الليلِ حافلةٌ، ستقولُ المذيعةُ حين تعودُ
سنبدأُها بعد خمسٍ بفقرةِ (حظِّكَ)
ثم تليها حكايةُ نجمِ المُسلسلِ . . هل سيعيشُ طويلا كما
قيلَ أم سيموتُ غريباً نتيجةَ جُرْحٍ طفيفْ؟!
عشرةٌ سقطوا والشّريطُ يدورُ
ثلاثُ دقائقَ . . ينتصفُ الليلُ
صاروا ثلاثينَ . .
وانتصفَ الليلُ
كانَ الحصادُ وَفيراً
وكانَ الشريطُ يدورُ . . ولا أسئلَهْ
. . .
- صباحٌ جميلٌ، تقولُ المذيعةُ
ها قد أطلَّ الصباحُ
وصاروا ثمانينَ . . ألفاً . . وألفينِ . .
والموتُ يرقصُ في نهر دمٍّ
على وقْعِ أحذيةِ القَتَلَهْ
هناك
(غزّة . . صباحا)
1
خطوةً خطوةً تتقدَّمُ في الليلِ حربٌ
تُسَجِّلُ أسماءَ من ولِدوا في المساءِ
ومنْ لم يموتوا لأنَّ الجراحَ خفيفَهْ!
وتعبرُ صمتَ الشوارعِ باحثةً عن حديقَهْ
لتُحصي براعمَ قد تتفتَّحُ في ساعةِ الفجرِ
زيتونةً خبَّأتْ ولداً خلْفها ساعةَ القصْفِ
مئذنةً لم تزلْ بعدُ واقفةً
وملابسَ فوقَ الحِبالِ نظيفَهْ!
حمَاماً يُرفرفُ في الجوِّ
ترقُبُهُ الفُوَّهاتُ
ويملؤهُ فزعٌ في الأعالي يلوكُ رُفُوْفَهْ
. . وها قد أطلَّ النهارُ
الضحايا كثيرونَ: حقلٌ من القمحِ!
والموتُ سوَّى صفوفَهْ!
2
النهارُ على حائطِ البيتِ من ساعتينِ
ولكنَّ مَن فيهِ لم ينهضوا بعْدُ
ثمَّ دخانٌ يحطُّ على شجرِ السَّرْوِ مثلَ غُرابٍ
وفي آخرِ الشّارع الضَّيِّقِ انكفأتْ وردةٌ كسؤالْ
كلُّ شيءٍ يدلُّ على ما تقلَّبَ في صمتهِ
من كلامٍ يُقالْ
وكلامٍ بطعْمِ الصّدى لا يُقالْ!
النهارُ تسلَّقَ سوراً وحطَّ على السَّطحِ
في باحةِ البيتِ كانت هناكَ ثلاثُ بناتٍ بعُمْرِ الدُّمَى
وثلاثُ حقائبَ من جوفِها خرجتْ مكتبَهْ!
من عصافيرَ زرْقاءَ
تبحثُ عن ظلِّها في المكانِ . . وأعْيُنِها
وأناشيدُ عن ظَهْرِ قلبٍ تُحدِّق مُستغْرِبَهْ
وعلى عتْبةِ البابِ كانت تُلوِّح كفٌّ بلونِ الظّلالِ . .
رماديةٌ . . كمْ بدتْ مُتْعَبَهْ
والنهارُ تسلَّقَ خمسينَ حائطَ دار وخمسينَ شجْرةَ حَوْرٍ وخمسينَ حُلْماً طريّاً وخمسينَ إسماً أليفاً وخمسينَ رُوحْ
ولكنَّ مَن في البيوتِ، هنالكَ، لم ينهضوا
كانت الطائراتُ المُغيْرةُ مرَّتْ
وما خلْفَها تركتْ غابةً من غيابٍ كثيفٍ
وصمتاً ينوحْ
لقاء عائلي 1
- . . . . . .!
- وأنا ابنتُهُ، قالتِ امرأةٌ في الثلاثينَ من عُمْرِها
وجهُها شاحبٌ كخريفٍ طويلٍ، وفي شَعرِها زهرةٌ ذابلَهْ
- وأنا إبنُهُ .
كانَ في العاشرَهْ
وعلى كتفيْهِ تفيضُ جدائِلُهُ السَّائِلَهْ!
- وأنا زوجتُهْ .
قالت امرأةٌ في الثلاثينَ أيضاً، ولم تلتفتْ .
نصفُ سمراءَ كانتْ وفي عُنْقِها قمرٌ يتأرجحُ في سِلسِلَهْ
- أنتِ تعنينَ أنكِ أنتِ العشيقةُ؟
- لا . أنا كنتُ العشيقةَ . . قالتْ فتاةٌ رمتْهُمْ بفتنتِها المُذهِلَهْ!
- أنتِ؟! من كان يمكنُ أن يتوقَّعَ هذا؟ أأنتِ؟!
- دعوْنا، سنُكْمِلُ، أنتِ العشيقةُ، لا بأسَ!
- أعرفهُ منذُ عشرِ سنينْ
- منذُ عشرِ سنينٍ؟! وكم عُمرُكِ الآنَ؟!
- ماذا يهمُّ، أَعُمْري هو المُشكِلَهْ؟
- استريحي!
- وأنتَ؟!
- أنا ظلُّهُ إن أردتُّم، وكاتمُ أسرارِهِ،
وأضيفُ، وأعرفكمْ أجمعينْ!
هتفوا: أجمعينْ؟!
- ولكنّني في الحقيقةِ لم أتشرَّفْ بمعرفتِكْ! قال كاتمُ
أسرارِهِ: أنا أعنيكَ، بالطَّبع أعنيكَ أنتَ!
- لماذا أُجيبُكَ؟ قال الغريبُ الوحيدُ
- لماذا؟! هنا نحنُ أحبابُهُ، الأصدقاءُ، العشيقةُ أيضاً
وأبناؤهُ، وهنا مَنزِلُهْ
- تريدونَ أن تعرفوا؟! أتريدونَ؟!
- بالطبعِ! قالوا جميعاً
تلعثَمَ في أولِ الأمرِ، قالَ: أنا قاتِلُهْ!
- أنتَ قاتِلُهُ؟!
- أنتَ قاتِلُهُ؟!
عمَّ صمتٌ . . وفي وجههِ حدَّقوا
- ولماذا إذاً لم تقُلْها، ومنذ البدايةِ؟!
كان غريباً ومرتبكاً: سوف أخرجُ!
لكنّهم عانقوهُ
ومن قلبِ بهجتِهمْ صفَّقوا!
2014
خلفَ نفسيَ سِرْتُ
خُطايَ أثيريَّةٌ
وملامحُ وجهيَ غامضةٌ خلفَ ليلٍ من الخيلِ والحسراتْ!
فجأةً صرتُ ذاك الصغيرَ الذي يتراكضُ خلفَ الطيورِ
يُحلِّقُ
تنهرُهُ أُمُّهُ: عُدْ هنا!
وتَغارُ الدّجاجاتُ منهُ كثيراً وشعبُ الحُفاةْ!
بعد عشرينَ عاماً، ثلاثينَ، خمسينَ عاماً، ركضتُ وقلَّدْتُهُ
حينَ أوقعَني الأُفْقُ في حبِّهِ
وسبتْني الجهاتْ
ولكنني، كلّما منحتْني الحياةُ جناحاً
يُحلِّقُ مَن كنتُ أعلى وأعلى
فلا أنا طيرٌ لأتبعَهُ
لا، ولا نجمةٌ تمتطي الصَّهواتْ
سيرحلُ مُدَّعياً: أنه لا يراني
المدى نصفُ سجادةٍ تحتَهُ، والغيومُ صلاةْ
ولكنني حين أَهْوَى يُجمِّعُ كلَّ شقاواتِهِ ويعودُ
يحطُّ على كتفي صافياً مثلَ شلالِ طِيْبَهْ
يُهدهِدُني لأنامَ
أنامُ
ويَسْرِقُ، للمرَّةِ الألفِ، منِّي، الحبيبَهْ!
نحن
. . وفي قَعْرِ يأْسي ويأسِكَ كانَ الأملْ
وما خلفَ قُضبانِ سجني وسجنِكَ
كانت سماءْ
في حصاري . . حصارِكَ
كان لنا شاطئٌ وجبلْ
ومواعيدُ رائعةٌ مع خيولٍ وأحلى نِساءْ!
بعد ستينَ عاماً
كما تعرفُ الآنَ لمّا نَزَلْ
نعيشُ هناكَ
ونحرثُ تلكَ الحقولِ نُمشِّطُ شَعْرَ الهواءْ
ننامُ ونصحو
ونعرفُ ما يَلزَمُ الرَّقصَ من خُطواتْ
وما يملأ الرُّوحَ من وَلَهٍ دافقٍ وغناءْ
كلَّ يومٍ نوسِّعُ، ثم نوسِّعُ هذا الطريقْ
كلَّ يومٍ على ولَدٍ طيِّبٍ يُطلِقونَ رصاصاتِهم
والدّماءُ هنالكَ تعلو . . وتعلو
وهمْ في المَضيْقْ!
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أوراق من غصن الأرق
مختارات من أعمال الشاعرة هدى علي أبلان
إسهار بعد اسهار محمد رفعت الدومي
قراءة في اشعار الشاعرة السورية ايمان خالد البهنسي
رواية السبية .. الجزء العاشر بقلم عبدالحليم ابو حجاج
أبلغ عن إشهار غير لائق