ساقية الصاوي ترد: كل هذه الأنباء عارية تماما من الصحة مروة عبد الفضيل وزياد وجدي أعربت جبهة الإبداع المصرية عن غضبها من التصرف المشين الذي صدر من ساقية الصاوي، بعدما رفضت عرض رسومات كاريكاتيرية تنتقد الإخوان المسلمين، بمعرض للرسومات احتوى على 400 لوحة تحت عنوان "حصاد الكاريكاتير"، خصوصا بعد أن ترددت أنباء بإزالة المهندس محمد عبد المنعم الصاوي -رئيس مجلس إدارة الساقية- لعدد من اللوحات، كان من بينها لوحة للرسام محمد الصباغ يجسد فيها شهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف وهو ملطخ بالدماء، وبيده قلم مكتوب عليه "لا للدستور". وأصدرت الجبهة بيانا طالبت فيه بمقاطعة كل أنشطة الساقية، أشارت فيه إلى أن أعضاء الجبهة محتجون على ما بدر من المهندس محمد عبد المنعم الصاوي، بشأن منع عرض رسوم كاريكاتيرية ناقدة لجماعة الإخوان المسلمين وممارساتهم السياسية، وقيامه بإلقاء تلك اللوحات على الأرض بما في ذلك إهانة للرسامين ولحرية الرأي والإبداع. وذكر البيان أنه من الخطير جدا أن يقوم الصاوي -بحكم منصبه في المؤسسة- بدور رقيب مانع في مؤسسة ثقافية، مضيفا: "نحن لا نرضى أن يتحكم محمد الصاوي رقابيا، ليكون ملكيا أكثر من الملك بحكم مغازلته الواضحة لجماعة الإخوان، وما لقاه من ثمار هذه المغازلة حتى الآن من مناصب، وكان آخرها - كما وصف نفسه- ممثل الكنيسة في تأسيسية الدستور بعد انسحاب الكنائس منه، ولا يليق هذا التصرف بشخص يدير مؤسسة ثقافية، خصوصا إن كانت مقامة عن طريق حق الانتفاع بملكية عامة غير مستغلة". واستكمل البيان: "وعليه.. تدعو الجبهة أعضاءها من قطاع الفنون التشكيلية بالتنسيق مع الفنانين أصحاب اللوحات موضوع النزاع والحجب لمجابهة هذا الحجب للرأي بمعرض موازٍ لعرض تلك اللوحات على الجمهور، وتدعو جبهة الإبداع كل أعضائها وكل المؤيدين لعمل وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء 8 يناير مساء أمام الساقية للتعبير عن موقفنا ضد ممارسات الساقية ومن يديرها، ونقترح أن نقوم بطبع اللوحات المذكورة". وفي السياق نفسه شن عدد من الفنانين هجوما حادا على الساقية وإدارتها، حيث قال مادو عضو فرقة "تاكسي" الغنائية في تصريح خاص ل"بص وطل": "بالتأكيد بعد هذا التصرف والتطاول على حرية الفكر والإبداع سأقاطع نشاطات ساقية الصاوي، سواء كانت عروضا أشارك بها أو حتى كزائر، فأنا لا أفهم كيف كان محمد الصاوي ممثلا للكنيسة المصرية في اللجنة التأسيسية للدستور، ويقف الآن موقف المدافع عن الإخوان، وأنا شخصيا أرفض الرقابة على حرية الفكر والإبداع خصوصا بالطريقة التي تعامل بها الصاوي مع الرسوم". وأكد أيضا الموسيقار الكبير هاني شنودة صاحب فرقة "المصريين" أنه لم يكن يتخيل أن يصدر مثل هذا الفعل من محمد الصاوي، وأردف: "من خلال تعاملي معه أعلم أنه رجل يحترم الفن والإبداع ويقدّرهما، ولا أعلم ما سر هذا التحول، فالساقية طوال الوقت تقدم أنواعا مختلفة من الفنون وخصوصا المعارضة، فهل هذا معناه أن الساقية سيكون لها توجه مختلف في الفترة المقبلة؟ شخصيا لا أعتقد أني أستطيع أن أتعامل مع شخص لا يحترم حرية الفكر والإبداع". كذلك كان على رأس من قرروا مقاطعة نشاط الساقية الشاعر الكبير أمين حداد، الذي قال: "بمجرد قراءتي لما حدث مع شباب الفنانين بساقية عبد المنعم الصاوي انزعجت لهذا الأسلوب الغريب الذي تعامل به محمد الصاوي مع الرسوم الكاريكاتيرية، فكيف له وهو يطرح نفسه على أنه يساند حرية الرأي والفكر والإبداع، أن يقوم بذلك الفعل ويفرض قيودا بهذا الشكل؟!". وتعقيبا على بيان جبهة الإبداع ودعوات المقاطعة، أصدرت ساقية الصاوي ردا في بيان نفت فيه إنهاء المعرض السنوي لرسامي الكاريكاتير، قبل موعده بأربعة أيام أو استبعادها عددا من الأعمال المعروضة بسبب انتقادها للرئيس مرسي وتيار الإسلام السياسي، وقالت: "إن تلك الأنباء عارية تماما عن الصحة، وأن أي شخص يستطيع التوجّه إلى مقر المعرض بقاعة الكلمة يوميا من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، وأنها ملتزمة بإقامة المعرض حتى نهايته في التاسع من يناير الجاري كما هو مقرر". وتابع بيان الساقية: "الرسومات التي قيل إنها تنتقد الإخوان تم رفضها لأسباب فنية تتعلق بالألوان وجودة الطباعة، وليس بسبب انتقاد رئيس الجمهورية أو غيره من تيار الإسلام السياسي، والدليل على ذلك أن اللوحات الموجودة في المعرض تحمل هي الأخرى انتقادات واضحة للنظام، تدخل في إطار حرية التعبير التي قامت الثورة من أجلها، كما أن السيد عبد المنعم الصاوي غير موجود حاليا في مصر، فيما يعني أنه بعيد عما حدث من اختيارات اللوحات المشاركة".