أكد سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم في قطاع التنمية الصناعية والعمرانية تحتم ضرورة حشد القطاعات وتنسيق المواقف والسعي بجدية من أجل وضع أفضل الوسائل للاستثمار في مجال التعدين والصخور الصناعية بما لا يتعارض مع هدم القواعد البيئية للطبيعة، مشيراً إلى أن الثروة التعدينية تحظى بأهمية بالغة في تلبية متطلبات التنمية العمرانية، إلى جانب متطلبات العديد من الصناعات الحيوية المستقبلية، وأكد سموه أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تنتهج سياسة اقتصادية رشيدة، مكنتها من تنفيذ برامجها وخططها التنموية الشاملة والطموحة، وتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تعتمد على آليات السوق . لافتاً إلى أن إمارة الفجيرة واحدة من إمارات الدولة الغنية بمواردها الطبيعية والتعدينة، حيث تزخر بالعديد من الموارد والإمكانات والثروات الطبيعية والمعدنية التي تشكل فرصاً واعدة للاستثمار والمستثمرين . جاء ذلك لدى افتتاح سموه، أمس، بفندق كونكورد بالفجيرة، أعمال ندوة الصخور الصناعية ومواد البناء في الوطن العربي التي تنظمها مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، بالتعاون مع وزارة الطاقة والتعدين بدولة الإمارات والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو مجلس الأعلى حاكم الفجيرة، تحت شعار "التقنيات الحديثة والاستغلال الأمثل للصخور الصناعية"، وتستمر لمدة 3 أيام . حضر حفل الافتتاح الشيخ المهندس محمد بن حمد بن سيف الشرقي رئيس الحكومة الإلكترونية بالفجيرة، والشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، ومحمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية وسعيد محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، والمهندس خالد الحوسني الخبير الجيولوجي بوزارة الطاقة، وعدد كبير من مديري الدوائر والمؤسسات الحكومية بالفجيرة . وافتتح سمو ولي عهد الفجيرة على هامش فعاليات الندوة الموقع الإلكتروني لمؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية الذي تم تحديثة ليواكب متطلبات العصر وتقديم أفضل الخدمات للعملاء، كما افتتح المعرض الفني المتخصص لمنتجات شركات الثروة المعدنية والتعدينية والمنجمية والشركات المصنعة للمعدات والآلات المستخدمة في النشاط التعديني، وقام سموه في ختام الحفل بتكريم الجهات المشاركة والراعية للندوة، متمنياً التوفيق والنجاح لأعمال الندوة في بحث أفضل وانسب وسائل توسيع أفاق التعاون المشترك القائم بين البلدان العربية في المجالات الاقتصادية بصفة عامة وفي مجال التعدين والصخور الصناعية بصفة خاصة . وافتتحت الندوة بكلمة المهندس محمد سيف الأفخم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعة مدير عام بلدية الفجيرة، أكد فيها أن الندوة تهدف إلى الاستغلال الأمثل للصخور الصناعية ومواد البناء والمواد الإنشائية لتنمية الاقتصاد الوطني والاستفادة من التطورات العالمية في استغلال الصخور الصناعية ومواد البناء والمواد الإنشائية والاطلاع على مستجدات تطوير العمليات الإنتاجية ونقل التكنولوجيا في هذه الصناعات وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمارات التعدينية، مشيراً إلى أن الندوة ستكشف واقع وآفاق الفرص الاستثمارية التعدينية والصناعات ذات العلاقة في الدول العربية، خاصة بعد أن باتت الصخور الصناعية تستخدم بشكل واسع ومتعدد لتلبية متطلبات البناء والتشييد . بدوره، قال محمد بن يوسف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية، إن الثروات المعدنية وقطاع التعدين والصناعات المرتبطة به يعد من اهم النشاطات الاقتصادية التي تدفقت باتجاهها استثمارات هائلة في العالم وكانت أساساً للتنمية بمختلف جوانبها، حيث حققت الاستثمارات في استخراج ومعالجة وتصنيع المعادن أهدافها عبر التكامل الراسي للصناعة، فيما تمثل القيمة الإجمالية للمعادن والصخور الصناعية والصناعات المرتبطة بها نسباً عالية من الناتج الإجمالي العالمي، مشيراً إلى أن الصخور ومواد البناء تندرج حالياً في اقتصادات العديد من الدول العربية، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الموارد النفطية، مؤكداً أن الصخور الصناعية تحظى حالياً باستخدامات واسعة لتلبية متطلبات البناء والتشييد مثل صناعة الزجاج والورق وغيرها . ولفت إلى أن الإنتاج العربي من الصلب الخام سنة 2011 بلغ نحو 20 مليون طن أي ما نسبته 7 .1% من الإنتاج العالمي الذي بلغ نحو 5 .1 مليار طن . ومن المتوقع أن يستمر التسارع في نمو هذه الصناعة في الدول العربية بمعدل 7% سنوياً خلال السنوات القادمة حيث يعد ثالث أكبر معدل نمو لهذه الصناعة في العالم بعد الصين التي تنمو فيها صناعة الصلب بمعدل 11% والهند بمعدل 9%، ليصل بنهاية سنة 401_ إلى نحو 25 مليون طن، أما حجم الطلب على منتجات الصلب فهو في تزايد مستمر لمواجهة احتياجات المشروعات الضخمة ومشروعات البنية التحتية ومشروعات التعمير التي تقيمها الدول العربية، حيث تشير الدراسات إلى أن حجم الطلب على منتجات الصلب المختلفة قد يتجاوز 60 مليون طن خلال عام ،2014 ومن المتوقع أن يتعدى الطلب على منتجات الصلب المختلفة 70 مليون طن عام 2015 . أما بالنسبة لصخر الفوسفات فيبلغ احتياطي الدول العربية منه نحو 18 مليار طن مع كمية إنتاج بلغت نحو 50 مليون طن سنة 2011 . ويبلغ احتياطي الدول العربية من البنتونايت، الكاولين، الجبس والملح على التوالي: 5 .146 مليون طن، 11 مليار طن، 6 مليارات طن و4 .1 مليار طن . أما بالنسبة لكمية إنتاج هذه المواد فقد بلغت سنة 2011 على التوالي: 190 ألف طن، 670 ألف طن، 5 .7 مليون طن و8 .4 مليون طن . وبالنسبة للزيولايت فقد قدر احتياطه في الدول العربية ب 900 مليون طن . وفي ما يختص بصناعة الأسمنت والكلنكر، قال ابن يوسف إن عدد مصانع الأسمنت في الدول العربية بلغ أكثر من 168 مصنعاً عام ،2011 حيث يشكل إنتاجها نحو 7% من الإنتاج العالمي الذي بلغ نحو 3 .3 مليار طن . كما وصل إنتاج الدول العربية من الكلنكر سنة 2011 نحو 151مليون طن . وكشف المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الاقتصادية أن أسعار الصخور شهدت تذبذباً في الاسواق العالمية تراوح بين الارتفاع والانخفاض، وعلى سبيل المثال سجلت أسعار الفوسفات ومشتقاته نمواً كبيراً، حيث بلغ سعر الخام في المتوسط 185 دولاراً للطن في الربع الثالث من العام الماضي، مقابل 175 دولاراً في نهاية عام ،2011 فيما سجل طن الجبس انخفاضاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ليصل إلى نحو 236 دولاراً للكيلوغرام مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2011 والذي بلغ نحو 291 دولاراً للكيلوغرام . تطوير الكوادر الوطنية قال المهندس علي قاسم مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية، إن الندوة تعد الأولى من نوعها بدولة الإمارات، يصاحبها معرض لمنتجات الشركات التعدينية والصناعات الاستخراجية والتحويلية الناشطة بالإمارة . وقال إن الندوة ستسهم بلاشك في تطوير الكوادر الوطنية العاملة في مجال التعدين، وتحقق تبادل الخبرات بين الدول المشاركة ونشر الوعي بأهمية استغلال الصخور الصناعية على المستوى الإقليمي، حيث يشارك فيها 18 خبيراً من دول عربية وأجنبية و43 باحثاً وباحثة متخصصين في نظم التعدين والجيولوجيا، إلى جانب مشاركة 10 من ممثلي الوزارات والهيئات والشركات المتخصصة في مجالات التعدين والجيولوجيا في الدولة بأوراق عمل، إضافة إلى حضور 150 باحثاً ومتخصصاً من داخل الدولة وخارجها . وأشار قاسم إلى أن 10 أوراق العمل من وزارات وهيئات ومؤسسات مختلفة ناشطة في مجالات التعدين والجيولوجيا ستقدم خلال الندوة، أبرزها ورقة عن الأهمية الاقتصادية للصخور الصناعية في الدول العربية، وورقة عن المعادن والصخور الصناعية في المملكة العربية السعودية، وورقة عن الدولوميت وأهميتها الاقتصادية وورقة حول النهوض والعناية بالموارد المعدنية، وكيفية استغلال مواد البناء والمواد الإنشائية في التنمية الاقتصادية، وورقة عن صناعة الحجر الطبيعي في اليمن، وورقة حول تطور قطاع الجبس بالبلاد التونسية، وورقة عن صخور البناء في ليبيا، والتجربة التونسية في مجال استكشاف واستغلال المواد الإنشائية، وورقة عن واقع وآفاق الفرص الاستثمارية في مجال صناعة الزجاج في السودان .