شهد الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام صباح أمس أعمال اليوم الثاني لندوة الصخور الصناعية ومواد البناء في الوطن العربي التي تنظمها مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية بالتعاون مع وزارة الطاقة والتعدين والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، بفندق كونكورد بالفجيرة وتستمر لمدة 3 أيام، حيث تفقد المعرض المصاحب للندوة وتعرف إلى منتوجات شركات الكسارات والمحاجر والآليات المستخدمة في عمليات صناعة الصخور، وكان في استقباله المهندس محمد سيف الأفخم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية والمهندس علي قاسم مدير عام المؤسسة . قال المهندس محمد سيف الأفخم إن أهمية الندوة تكمن في تبيانها الفرص الاستثمارية الواعدة بإمارة الفجيرة في مجال الصخور الصناعية، وتوضيح سبل وإمكانية استغلال العديد من الخامات الموجودة في جبال إمارة الفجيرة التي تشكل 77% من جغرافيتها بما لا يتعارض مع الإضرار بالبيئة، مؤكداً أن أهم أولوياتهم في صناعات التعدين هو التوجه لصناعة الصخور الصناعية مثل صناعة الزجاج والأدوية وغيرها الكثير من الصناعات المعتمدة على معادن الصخور المتوافرة في البيئة المحلية، والتي من شأنها أن تنوع الدخل والصناعات المحلية . وأضاف أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات حريصة كل الحرص على توفير كافة متطلبات المستثمرين وشروط الاستثمار، وتسعى دوماً إلى دفع عجلة الإنتاج في مجال التعدين باعتبار مردوده الاقتصادي المهم على الناتج الإجمالي المحلي وتحقيق التنوع في مصادر الدخل . من جهته كشف المهندس علي قاسم مدير مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية عن واقع قطاع التعدين في الإمارة، مؤكداً أن القطاع يستغل ويعمل في مساحة تبلغ فقط 5% من إجمالي مساحة الإمارة المقدرة ب 1488 كيلومتراً مربعاً، أي بواقع 20 كيلومتراً مربعاً فقط من إجمالي المساحات الجبلية في الإمارة والتي تشكل 77 % من مساحتها، الأمر الذي لا يعرض جبال المنطقة أو بيئتها لمخاطر التلوث أو تغير الطبيعة الجغرافية للإمارة . ولفت قاسم إلى أن 43 كسارة تنشط حالياً في القطاع التعديني بالفجيرة، حيث تستغل 5% من مساحة الصخور يتم تسخيرها لخدمة التوسع العمراني في الفجيرة لجهة إيجاد مساحات إضافية لاستثمارها في التوسع السكاني وإنشاء المشاريع الاستثمارية، مضيفاً أن مؤسسته تركز جهودها على تكسير الجبال في المناطق القريبة من التجمعات السكانية، حيث يجري العمل حالياً لإزالة الجبال في مناطق الحيل والسودة بالفجيرة ومنطقة الرويضة في الطويين حتى يتسنى للجهات المختصة بالإمارة الاستفادة منها في القطاع السكني والاستثماري . وأكد قاسم أن إدارته بالتعاون مع وزارة الطاقة والجهات المختصة بالإمارة تعمل حالياً لإجراء مسوحات لاكتشاف المخزونات من الموارد الطبيعية بهدف استغلالها بطريقة تضمن وتساعد على الحفاظ عليها، وبشكل أساسي يخدم احتياجات التوسع العمراني بالدولة بشكل عام وإمارة الفجيرة بشكل خاص، مشيراً إلى أن دور مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية يكمن في تحمل المسؤولية البيئية في المنطقة وتوفير الأمن والحماية للشركات الاستثمارية المحلية والدولية في قطاع التعدين، وتقديم التسهيلات اللازمة في خدمات الترخيص والحصول على الخرائط والمعلومات الفنية للتوزيع الجيولوجي للمنطقة، وتوفير البنى التحتية لتلك الاستثمارات من شبكات ربط حديثة وموانئ قريبة للتصدير . بدوره قال المهندس خالد الحوسني الخبير الجيولوجي في وزارة الطاقة إن من الأهداف الرئيسة للندوة تسليط الضوء على قيمة الصخور الصناعية بالدولة وأهميتها خاصة صخور الحجر الجيري التي تدخل في صناعات متعددة وتحوزها بشكل خاص إماراتا الفجيرة ورأس الخيمة، وحث الإمارتين إلى ضرورة استثمارها بشكل أمثل، حيث يمكن أن تشكل صخور الزينة قيمة إضافية للإمارتين في حال استخدامها بشكل جيد، مضيفاً أن من أهداف الندوة تبادل الخبرات مع الدول العربية المشاركة ومعرفة تجاربها في مجال الصخور الصناعية، مؤكداً أن وزارة الطاقة تعمل لإنتاج خرائط جيولوجية حديثة لجميع أراضي الدولة، وعمل مسوح جيوفيزيائية، فيما أنجزت الوزارة تقارير متخصصة عن الصخور الجيرية وصخور الزينة وغيرها من العديد من الدراسات المتخصصة في التطور الجيوفيزيائي بالدولة، ودراسة الظواهر المصاحبة وفي مقدمتها الجبال، مشيراً إلى أن وزارته ستنشر العام القادم كتاباً مبسطاً يشرح جيولوجيا الدولة حتى تستفيد منها جميع الجهات ذات الصلة خاصة المؤسسات التعليمية . يذكر أن المشاركين في جلسات اليوم الثاني للندوة العلمية، أكدوا خلال مناقشة أوراق العمل أهمية ترسيخ ونشر ثقافة التعدين في المجتمع المحلي والعربي ككل، مشددين على الدور الاقتصادي المهم لقطاع التعدين الواعد في زيادة الدخل القومي، والحراك الاقتصادي للعديد من الصناعات .