وأصبح ربيعهم خريفاً عبدالله الحضرمي أدان المؤتمر الشعبي العام أكثر من مرة وعلى أعلى المستويات الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تضرب في كل مكان من أنحاء البلاد، وحرص المؤتمر على ألا يسمي الأشخاص والجهات الضالعة في مسلسل التدمير الممنهج لمقدرات الشعب، ليس لشحة في المعلومات ولا لقلة في الأدلة ولا لنقص في الشجاعة، لكنه اكتفى بدعوة الحكومة إلى واجبها الذي تقاعست عن القيام به، إما ضبط المخربين والمهربين والقتلة وتسليمهم للقضاء أو إعلان أسمائهم للرأي العام. الحكومة ليست عاجزة عن معرفة من يعيثون فساداً في اليمن بكل أريحية، فهي تسلَّمت من النظام السابق جهازاً أمنياً قوياً منتشراً في كل مكان، لكن العجز يكمن في إرادتها بسبب ارتهانها لإرادة التخريب والفوضى التي تدين لها بالوظيفة، وهنا الكارثة. لقد اعتمدت القوى التي ركبت ما يسمى بالربيع العربي في استراتيجيتها لإسقاط الأنظمة والاستيلاء عليها، مبدأ الفوضى الخلاقة التي مضمونها الكثير من الخراب والكثير من الدماء لإنتاج الواقع المنشود غير فريق الربيع اليمني فشل في تحقيق أهدافه وهُزم من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أمضى إرادته في تسليم البلاد إلى أيدٍ أمينة، وسلمها إلى نائبه في الرئاسة وفي الحزب معمّدة بانتخابات شعبية وبذلك أجدب ربيعهم عن إنضاج الثمرة، فاستمرت الفوضى متجسدة في حالات تخريب المنشآت ومسلسل الاغتيالات وقطع الطرقات، وبدوافع الرغبة في أن يكون لهم (مرسيهم) الخاص بهم. ولن نكشف سرا لا تعرفه الحكومة إذا أسمينا بعضاً من جناحي الفوضى في اليمن (العسكري والأمني والجناح السياسي) وهم (علي محسن الأحمر، ومحمد علي محسن، وحميد القشيبي، وعلي حسن الشرفي، ورياض القرشي) كجناح عسكري يديره الجناح السياسي المتجسد في (محمد اليدومي، وعبدالوهاب الآنسي، وياسين سعيد نعمان، وسلطان العتواني). لقد تجرعوا المبادرة الخليجية وأضمروا في أنفسهم العمل على اجتثاث المؤتمر الشعبي العام من كافة مؤسسات الدولة في عملية استيلاء متدرج على كامل مفاصل الدولة، عن طريق ابتزاز الرئيس عبدربه منصور هادي، وتأليبه على المؤتمر الشعبي العام، غير أن الغباء السياسي الذي انطبعوا به أنساهم أن الرئيس ركن أساسي في المؤتمر الذي يعد قاعدته التي انطلق منها ومن غير الممكن أن يحرق مركبه، فلم يجدوا بدّاً من الانقلاب عليه، فوقف المؤتمر سنداً للقيادة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية – حفظه الله – وانقلب السحر على الساحر.. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. *صحيفة اليمن اليوم