- يتصدر أحمد علي الأسماء المطروحة لتولي الرئاسة خصوصاً وأنه أكثر خبرة من منافسيه وسجله خالٍ من الشوائب وتمسك قيادات وقواعد المؤتمر به كما تمسكوا بوالده - كما جاءت السلطة راكعة على ركبتيها إلى علي عبدالله صالح في 1978م جاءت بنفسها إلى نائبه المشير هادي في 2012م بينما حرم منها من اصابهم مسها - رغم اعلان جميع الأطراف قبولهم ب"هادي" رئيساً لليمن حتى 2014م إلا ان الواقع يؤكد بأن دودة الزعامة لا تزال تنخر في رؤوسهم وان العامين القادمين هما عبارة عن ماراثون سباق للوصول إلى كرسي الحكم - حميد الأحمر يطمح في السلطة ويسعى لممارستها من وراء حجاب عرَّف بعض الحكماء القدامى "السلطة" بأنها سحر أسود لا علاج له.. فمن يتولاها ويتذوق لذتها ينحصر معظم تفكيره وجهده في الحفاظ عليها، ويشعر أن وجوده في الحياة مرتبطاً ببقائه فيها.. والسلطة سحر لمن يحلم بها ولم يطلها فتجده يستميت في الاستيلاء عليها ولو اتبع أقذر الوسائل، ويصبح همه الوحيد هو الجلوس على كرسي الحكم فيصحو وينام وكل أمله متى ينال لقب "القائد". وقالوا أيضاً إن سحر "السلطة" إذا أصاب أحد الأشخاص فإنه لا يتركه إلا وقد قضى عليه، وإن كان هذا الرجل منزلاً من السماء!!.. وفي هذا إشارة إلى رجال الدين فمنهم من استولى على السلطة في بعض البلدان باسم الدين ودمرها أيضاً باسم الدين.. ومنهم من عجز عن الوصول إلى كرسي الحكم فأعلن الجهاد ضد ولي الأمر ودمر بلاده بفتوى دينية ولشيء في نفسه، والأمثلة على ذلك كثيرة لا يسمح المجال هنا لذكر جميعها. وفيما يتعلق باليمن وبالعودة إلى تاريخها القريب نجد ان سحر "السلطة" والحكم والقيادة والزعامة أصاب الكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية والقبلية والدينية وأصحاب المال والأعمال.. فنال هذا السحر من بعضهم في فترة وجيزة حيث اغتيل ونفي من البلاد ستة رؤساء خلال 16 عاماً فقط تمثلت في الفترة ما بين (1962- 1977)، وبعد ذلك ضحى علي عبدالله صالح بنفسه وقبل برئاسة البلاد عام 1978م في وقت كان كرسي الرئاسة أشبه ب"طاولة" الإعدام.. غير أن الرئيس صالح استطاع بحكمته وحنكته التي استمدها من عامة الشعب الذي جاء منه، ان يوقف مسلسل الاغتيالات السياسية وان يلملم جراح الوطن ويبنيه من جديد.. وحقق نجاحاً أبهر الجميع بما فيهم الشخصيات الذين كانوا يراهنون على فشله السريع، ويعدون أنفسهم للانقضاض على منصب رئاسة الجمهورية.. فما كان منهم وهم يشاهدون الشعبية العارمة لعلي عبدالله صالح تزداد يوماً بعد يوم سوى التقرب منه واستغلال طيبته وسماحة صدره وطبعه غير الدموي لتحقيق مكاسب لم يكونوا يحلموا بها، وتولوا مناصب كبيرة في الدولة واستخدموا سلطاتهم تلك في الإساءة لرأس السلطة بشكل قذر.. وصل أعلى مراتبه بحلول عام 2011م عندما جاء ما يسمى ب"الربيع العربي" ليفضح وجوهاً كثيرة خدع المواطنون البسطاء بوطنيتها الزائفة ونضالها المغشوش. رُقية سياسية وبالنظر إلى الأحداث المختلفة التي شهدها عام 2011م نستطيع ان نصف هذا العام بأنه "الرُقية" التي كشفت المصابون ب"سحر السلطة" بمختلف انتماءاتهم العسكرية والقبلية والدينية والسياسية.. حيث ظهرت علامات ذلك "المرض" بوضوح من خلال مواقف أصحابه وتصرفاتهم وتصريحاتهم.. رغم أقنعة "البراءة" و"النزاهة" و"الثورية" و"الشرف" و"الوطنية" التي ارتدوها محاولين اخفاء ماضيهم الأسود والظهور بشكل جديد وتسويق انفسهم وبشكل غير مباشر بأنهم ثوار وأبطال والوحيدون من يستحقون منصب رئاسة البلاد خلفاً لعلي عبدالله صالح. وكون 60 % من الأزمة السياسية اليمنية كان "عُرابها" من خارج الوطن، وكل له جناحه الفوضوي الذي يسعى للسيطرة على اليمن من خلاله.. ومنهم تلك الشخصيات المفضوحة.. وحتى لا تنزلق البلاد إلى مستنقع الفوضى والتي لن تسلم منها الدول المجاورة وحتماً ستطال الفوضى وأعمال التخريب مصالح دول العالم المرتبطة باليمن وبموقعها الجغرافي، فقد اضطرت الدولة الصديقة والشقيقة إلى التدخل وانقاذ اليمن من الوقوع في ذلك المخطط القذر، وتوصلت جهود المجتمع الدولي ورغبة الرئيس علي عبدالله صالح في تجنيب البلاد الدماء والدمار وتسليم قيادتها لأيدٍ أمينة، إلى اختيار المشير عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية بتوافق الجميع.. وعلى رأسهم أولئك اللاهثون وراء "السلطة".. ومثلما جاءت السلطة راكعة على ركبتيها إلى علي عبدالله صالح في 17/7/1978م، جاءت بنفسها إلى نائبه عبدربه منصور هادي في 21/2/2012م دون أن يسعى وراءها.. بينما حُرم منها من أصابهم "مسها". دودة الزعامة ورغم اعلان جميع الأطراف السياسية والقبلية والدينية اقتناعهم التام بأن المشير هادي هو الرجل الأنسب لقيادة البلاد حتى عام 2014م، وإدعاء كل طرف بأنه سيعمل على دعم هادي قدر استطاعته لانجاح الفترة الانتقالية، إلا ان الواقع يؤكد بأن "دودة الزعامة" لا تزال تنخر في رؤوسهم وأن العامين القادمين هما عبارة عن ماراثون سباق للوصول إلى كرسي الحكم. كبش فداء وكما صُدم الطامعون في السلطة والذين قدموا علي عبدالله صالح ك"كبش فداء" في 17/7/1978م من النجاح غير المتوقع لهذا الرجل واكتسابه خلال بضع سنوات شعبية كبيرة تمسكت به طوال 33 عاماً.. يخشى هؤلاء أن يتكرر المشهد ذاته مع المشير عبدربه منصور هادي وتطول رئاسته لليمن أكثر مما حددته المبادرة الخليجية.. خصوصاً أن هادي جاء إلى الرئاسة في ظروف أفضل من تلك التي كانت عليها اليمن عندما انتخب سلفه علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية.. حيث يؤكد المهتمون بالشأن السياسي اليمني ان القيادات الحزبية والقبلية والعسكرية المعارضين لنظام علي عبدالله صالح والطامعين في الاستيلاء على السلطة، رضخوا للحل السياسي الديمقراطي السلمي والمتمثل بانتقال السلطة إلى المشير هادي، لمعرفتهم انهم لن يترأسوا السلطة مهما اتبعوا من أساليب، وان كانت في ظاهرها "ثورية" وفي باطنها "انقلاب" لأن أوراقهم كشفت للعالم أجمع.. وحتى لا تحرق ما تبقى من أوراقهم السياسية أو الشعبية ان رفضوا الحل السلمي لجأوا إلى طبيعتهم المعروفة في المكر والخداع والمراوغة، فوافقوا على عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد لمدة سنتين بناء على ما جاء في المبادرة الخليجية، لأنهم - وخصوصاً من يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق في حكم اليمن- وجدوا أن هذا الحل سيحفظ ما تبقى لديهم من ماء الوجه.. ومن جهة أخرى يعملون بعدة طرق وأساليب على زرع الفتنة بين المشير هادي والمؤتمر الشعبي العام الذي جاء منه من خلال محاولة احتواء هادي لصالحهم واستخدامه ضد حزبه، وبذلك يشقون صف المؤتمر ويقضون عليه ليأتي الدور بعد ذلك على عبدربه منصور.. وما ان تنتهي السنتان حتى يكون الجو خالياً أمامهم تماماً من منافس صعب اسمه "المؤتمر الشعبي العام". خوف وتحدي والمتابع لتطورات الأحداث يجد أن خوف الطامعين في الاستيلاء على السلطة من فشل مخططهم هذا قد بدأ يتسرب بقوة داخلهم، وأن هادي لن يكون كبش الفداء الذي يريدون التضحية به لسببين رئيسيين.. الأول ان المؤتمر الشعبي العام لا يزال يمتلك القوة والاغلبية وليس من السهل القضاء عليه أو تفكيكه، والثاني ان هادي اكتسب خبرة في التعامل مع هذه الأحزاب والشخصيات من خلال منصبه نائباً للرئيس طوال 18 عاماً، ويعرف اساليبهم وألاعيبهم ولن ينجر إلى الوحل الذي يصنعونه له.. لذلك – وفقاً لمراقبين- فإن قيادات المشترك وحلفاءهم من العسكريين والمتمردين والعصابات المسلحة يسعون إلى افشال مهام الرئيس هادي من خلال عرقلة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها، والظهور بموقف المتحدّين لقراراته الساعية إلى إكمال مشوار سلفه علي عبدالله صالح في تحقيق الدولة المدنية وقيادة الوطن إلى بر الأمان!!. الجيل الأول في سياق "اللهث وراء السلطة" كشفت الأحداث الأخيرة عن بزوغ جيل ثالث من الطامحين في الزعامة، ويسعى في منافسة الجيل الأول والجيل الثاني.. ورغم ان أحمد علي عبدالله صالح أكد أكثر من مرة انه لا يرغب في الترشح لرئاسة الجمهورية إلا انه لا يزال يتصدر الجيل الأول من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة البلاد، خصوصاً أنه أكثر خبرة من منافسيه وسجله خالٍ من الشوائب.. بالإضافة إلى تمسك قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام به كما تمسكوا ولا زالوا بوالده.. ويرى مراقبون في تصريح الشيخ محمد بن ناجي الشايف الأخير بأن أحمد علي هو مرشح المؤتمر للرئاسة في 2014م دعاية انتخابية مبكرة، وأن المؤتمر فعلاً عازم على تقديم أحمد علي للتنافس على رئاسة البلاد وفي هذا الجيل أيضاً يظهر حميد الأحمر الذي يحمل في قلبه من الحقد على نجل الرئيس صالح ما يغطي السماوات والأرض والبحور السبعة.. فحميد أعلن أكثر من مرة أثناء ما تسمى ب"الثورة الشبابية" انه أو أياً من اخوانه لا يطمحون في السلطة وانهم مستعدون أن يرحلوا من البلاد إذا رحل علي عبدالله صالح من السلطة، ولكنه – أي حميد- ناقض نفسه في تصريحات أخرى لصحيفة أمريكية وفي نفس العام عندما سؤل لماذا لا يترشح للرئاسة؟.. فقال: إذا طلب مني ذلك سأترشح، ثم عاد مؤخراً وبعد انتخابات 21 فبراير 2012م ليروج لنفسه من جديد وبشكل غير مباشر بأنه الأحق بالسلطة، عندما قال بأنه أول من حطم "صنمية علي عبدالله صالح" حد تعبيره وانه صاحب الفضل في "الثورة الشعبية" و... و...الخ. ويرى مراقبون ان حميد الأحمر يعلم تماماً حجم شعبيته لذلك قد لا يعتزم خوض التنافس على كرسي الرئاسة حتى لا يصطدم بشعبيته المنقرضة يوماً بعد آخر.. وكون حميد الأحمر يعلم ذلك جيداً فإنه يفضل أن يكون في السلطة ولكن من وراء "حجاب" من خلال دعم أحد المرشحين الموالين له، وجعله ألعوبة بين يديه في حال نجح في الانتخابات وتكرار تجربته مع باسندوه رئيس الحكومة. أما المنشق علي محسن صالح – قائد الفرقة الأولى مدرع- فقد كشف عن طمعه في السلطة يوم 21 مارس 2011م باعلانه الانشقاق عن الجيش وتأييده لثورة الشباب، محاولاً أن يجعل من نفسه طهطاوي اليمن، ويستولي على السلطة بذريعة حماية البلاد ومصالحها ومؤسساتها حتى تتم إجراء انتخابات رئاسية كما حدث في مصر.. غير ان مخططه هذا باء بالفشل فاتبع محسن أسلوب الوداعة والبراءة للوصول إلى قلوب الناس، وتعهد أكثر من مرة أنه لا يطمح في السلطة وأنه مستعد أن يتخلى عن منصبه وأيضاً مستبعد أن يرحل من البلاد بمجرد ان يترك علي عبدالله صالح السلطة.. ولكنه كعادته لم يف بوعوده بل على العكس من ذلك فقد كثف من ظهوره الإعلامي منذ ليلة 21 فبراير 2012م ليؤكد بأنه مستمر في منصبه، مبدياً استعداده الانتقال إلى أي منصب آخر مدني أو عسكري، وهو ما اعتبره مراقبون رغبة من علي محسن بتولي منصب نائب رئيس الجمهورية أو مستشاره أو مساعده الأيمن كما كان في عهد الرئيس صالح، وبذلك يستطيع التأثير على هادي في كثير من القرارات التي ستمهد الأرضية له للوصول إلى كرسي الرئاسة. الجيل الثاني يتصدر الأستاذ ياسين سعيد نعمان قائمة الأشخاص من الفئة الثانية المؤهلين للتنافس على الرئاسة.. وهو الأكثر حظاً بين قيادات المشترك، ويحظى باحترام فئة كبيرة من المواطنين بمن فيهم من المنتمون للمؤتمر الشعبي العام.. وسبق ان عرض عليه الترشح باسم المشترك في انتخابات سبتمبر 2006م ولكنه رفض، كما رفض ان يترأس حكومة الوفاق.. وهذا الرفض زاد من شعبيته غير ان بعض المراقبين يؤكدون بأن ياسين قد لا يخاطر بنفسه في انتخابات 2014م ويترشح باسم المشترك خوفاً من خديعة قد يتعرض لها من قبل الاخوان المسلمين المعادين للاشتراكيين. وفي نفس هذه الفئة "الثانية" يبرز اسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي استطاع بصفته "عالم دين" ان يحصل على شعبية عارمة داخل الوطن وخارجه "تراجعت هذه الشعبية بنسبة كبيرة عام 2011م". واستخدم اسم الزنداني كدعاية انتخابية في أكثر من فترة انتخابية فيكفي ان يعلن ترشيحه ل"فلان" حتى يتجه اتباعه للإدلاء بأصواتهم لترشيح هذا "الفلان" باعتبار اعلان الزنداني "فتوى كاملة" لا يجوز الخروج عنها.. وفي عام 2006م يقال ان أحزاب المشترك حاولت ارغامه على ترشيح فيصل بن شملان.. ولكنه رفض وأعلن ان مرشحه هو علي عبدالله صالح، فما كان من محمد قحطان سوى التهجم عليه ورد على من يطالبون الزنداني بأن يترشح هو للرئاسة بقوله: "لو حكمت امرأة لحكمت أفضل من الزنداني".. ورغم ان الزنداني لا يعلن مباشرة رغبته في تولي الحكم إلا ان طموحه في إعادة الخلافة الإسلامية يكشف عن ذلك بوضوح. كما يظهر في هذه الفئة القيادي المستقل من المؤتمر محمد أبو لحوم كأحد المنافسين بقوة على كرسي الرئاسة، كونه من جهة مدعوماً من قبل أمريكا.. ومن جهة أخرى لديه قرابة مع حميد الأحمر الذي قد يستغل أبو لحوم لتحقيق أغراضه في حال تمكن من الفوز في انتخابات الرئاسة. وكذلك يتحدث بعض المراقبين عن احتمال قيام رجل الأعمال شوقي هائل سعيد بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية 2014م.. مستندين على ذلك بتحركاته الكثيرة من أواخر 2011م وتصريحاته الإعلامية التي لا تخلو من ايصال رسائل بأنه يرى ان كرسي الرئاسة لا يبعد كثيراً عنه. الجيل الثالث أما الفئة الثالثة من الطامحين في الجلوس على كرسي الحكم فيغلب عليها الطابع الجنوبي.. ويتصدر القائمة نجل الرئيس هادي، جلال عبدربه منصور هادي – الذي يعمل وكيلاً لوزارة المغتربين، حيث يتداول في الأروقة السياسية حالياً ان جلال هادي يعد نفسه ليكون خليفة لوالده، وقد دشن ذلك منذ اللحظة من خلال احتواء قيادات عسكرية وسياسية وقبلية من مختلف التوجهات وكسبهم لصفه.. ويليه في هذه القائمة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد الذي نشط أيضاً مؤخراً وأظهر توجهاً مخالفاً لحزب المؤتمر الذي ينتمي إليه ومتناسقاً مع توجه المشترك والحراك.. وهدد في جلسة البرلمان الأسبوع الماضي بأنه سيقدم استقالته ويعود إلى أبين في حال استمرت بعض الجهات في عرقلة عمل لجنة الشؤون العسكرية، وتضم هذه الفئة أيضاً علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس ومن الشمال عبدالملك الحوثي ومحمد عبدالله القاضي وتوكل كرمان وحسين الأحمر، وكذلك يحيى محمد عبدالله صالح.. ولنا وقفة أخرى مع هؤلاء.