القاهرة (الاتحاد، وكالات) - عبر المجلس الوزاري للجامعة العربية في ختام اجتماعه الطارئ بالقاهرة أمس، برئاسة لبنان عن القلق البالغ إزاء تردي الأوضاع الإنسانية في سوريا وما نجم عنه من تبعات خطيرة تتمثل خاصة بنزوح ما يربو على مليونين ونصف المليون من السكان عن قراهم ومدنهم، وتشريدهم داخل سوريا، وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة هرباً من العنف والإبادة الجماعية، والجرائم التي ترتكبها القوات النظامية ضد السوريين، مطالباً مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الجرائم المتواصلة ضد الشعب السوري. وقرر مجلس الجامعة في ختام اجتماعه الطارئ، إيفاد بعثة إلى الدول العربية المجاورة لسوريا لتقصي أوضاع النازحين السوريين على الأرض واحتياجاتهم لتحديد حجم المساعدات المطلوبة، قبل مؤتمر الكويت الدولي للمانحين30 يناير الحالي، وذلك بطلب من بيروت على أن تزور البعثة كلاً من لبنانوالأردنوالعراق. وترأس وفد الإمارات في الاجتماع السفير محمد فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، وضم معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وحمد الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولة للطاقة الذرية وعلي الشمبلي سكرتير ثالث بسفارة الدولة بالقاهرة. وأشاد الاجتماع الطارئ بالجهود التي تقوم بها الدول المجاورة لسوريا ودورها في توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية لهؤلاء النازحين، والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها في تحمل أعباء هذه الاستضافة، والعمل على مواصلة تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لإيواء وإغاثة النازحين في لبنان، وفق خطة الإغاثة التي وضعتها الحكومة اللبنانية، وكذلك مواصلة تقديم الإغاثة للنازحين في الأردنوالعراق لمواجهة الاحتياجات الضرورية لهؤلاء المتضررين. وأكد الوزاري العربي الطارئ ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية وعلى رأسها جهود مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الإنسانية مثل المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود، وغيرها من المنظمات الإنسانية، من أجل بذل المزيد من الجهود لتقديم كافة أشكال المساعدات للمتضررين السوريين والتخفيف من معاناتهم والتأكيد على ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها دون عوائق أو تلكؤ. كما رحب الاجتماع بمبادرة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت باستضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي للمانحين للشعب السوري المقرر عقده في 30 يناير الجاري، ودعوة الدول العربية إلى المساهمة في هذا المؤتمر، وحشد الجهود الدولية لتقديم المساعدات الضرورية للتخفيف من معاناة الشعب السوري داخل سوريا وخارجها. وكلف الوزاري العربي الأمانة العامة للجامعة بإيفاد بعثة إلى لبنانوالأردنوالعراق للوقوف على الأرض على أوضاع النازحين السوريين، واحتياجاتهم والتنسيق مع الجهات المعنية في تلك الدول لتقدير حجم المساعدات المطلوبة، وعرض الأمر على مؤتمر الكويت الدولي للمانحين للشعب السوري لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية تلك الاحتياجات. وطالب كافة أطراف الصراع بوقف العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعدم الزج بهم في أتون الصراع رغم حيادهم منذ بدء الصراع، وما مثلته مخيماتهم من ملاذ آمن للسوريين الفارين في المناطق القريبة منها، ودعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا» إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتقديم كافة أشكال الدعم اللازم لهم ودعوة المجتمع الدولي إلى مساندتها في ذلك وتقديم الدعم اللازم لها. وكان نبيل العربي الأمين العام للجامعة توقع تزايد تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار مع استمرار الأزمة، مطالباً بضرورة توافر الموارد المالية من الدول العربية للدول المضيفة لهم لمساندتها في مواجهة هذا الوضع الانساني. وأشار إلى أنه قرر إيفاد الأمين العام المساعد للشؤون الإجتماعية السفيرة فائقة الصالح على رأس وفد من الجامعة إلى دول جوار سوريا (الأردنولبنانالعراق) لتفقد أوضاع اللاجئين والتنسيق مع الأمم لمتحدة بهذا الشأن. من جهته، حذر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في كلمته أمام الوزاري العربي الطارئ، من تداعيات عدم وجود حل سياسي للأزمة السورية، وقال: «إن دخول العناصر المسلحة وعدم وجود حل وحوار سياسي أدى إلى تفاقم الأزمة ونزوح اللاجئين السوريين إلى لبنان مما جعل بلاده غير قادرة على التعامل مع هذه المشكلة». وأشار منصور إلى نزوح نحو مائتي ألف لاجئ سوري إلى لبنان منهم 75% من النساء والأطفال مما يمثل عبئاً على لبنان في مجالات الصحة والتعليم، وأكد ضرورة توفير المأوى لهؤلاء اللاجئين خاصة مع حالات المسنين، وأصحاب الأمراض المستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي. وقال: «إن حكومة لبنان تجد صعوبة في الوفاء باحتياجات اللاجئين تتمثل في عدم جاهزية المستشفيات للاستجابة بشكل جيد للحاجات الطارئة والمستجدة». وبدوره، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده أن بلاده أكبر مستضيف للاجئين السوريين في ظل استمرار عملية القتل في سوريا، موضحاً أن عدد اللاجئين في الأردن يبلغ 300 ألف لاجئ كلفوها نحو 600 مليون دولار ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 425 ألف نازح في يونيو المقبل. إلى ذلك، أعلن خالد الصباح حمد الصباح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي أن الهدف من مؤتمر المانحين الدولي لدعم الأوضاع الإنسانية للشعب السوري، هو توفير الدعم الكافي لمتطلبات الوضع الإنساني داخل وخارج سوريا، والذي يقدر ب 5.1 مليار دولار، حتى منتصف العام الحالي. وقال: «إن الكويت استجابت لطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريابالكويت في 30 يناير الحالي». وبالتوازي، أعلن لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية أن بلاده تستضيف نحو 70 ألفاً من اللاجئين العراقيين منهم 60 ألفاً في كردستان و9 آلاف في الأنبار، وألف في مناطق أخرى، كما قدم العراق مساعدات لدول الجوار الأخرى. وقال إن العراق أنفق نحو 40 مليون دولار على إعادة اللاجئين العراقيين من سوريا، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على البلاد.