الشارقة (الاتحاد) - شهدت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة التي نظمتها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، واختتمت السبت الماضي، إقبالاً كبيراً من الجمهور، حيث بلغ عدد الزائرين للمهرجان خمسة وعشرين ألف زائر، وبلغت قيمة المقتنيات للأعمال المشاركة 600 ألف درهم. واشتمل المهرجان الذي استمر لمدة شهر على ثمانية وأربعين معرضاً أقيمت في الشارقة ومدن المنطقة الشرقية، خورفكان، كلباء، دبا الحصن، إضافة إلى مدينة الذيد بالمنطقة الوسطى، وتضمنت هذه المعارض أكثر من 1700 عمل فني. وفي بيان صحفي، أوضح هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أن المهرجان بفضل ما يلقاه من رعاية ودعم كبيرين من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد حقق في دورته الأخيرة نجاحاً كبيراً، حيث بلغ عدد الزوار 25000 زائر من الفنانين والطلبة والموظفين، ومحبي الفنون الإسلامية بوجه عام، وذلك منذ افتتاح صاحب السمو حاكم الشارقة للمهرجان في الثاني عشر من الشهر الماضي، بمتحف الشارقة للفنون بمنطقة قلب الشارقة، حيث شهد الافتتاح الرسمي إقامة 11 معرضاً دولياً لفنانين من بريطانيا وأميركا وتركيا وأذربيجان ومصر وسوريا، وإيران، قدموا مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي نجحت في تحقيق التوازن بين الفنون في هيئتها الأصيلة، إلى جانب الفنون المعاصرة التي استلهمت جماليات الفن الإسلامي، ومن ثم أعادت طرحه عبر تقنيات ووسائط حديثة. وقد استلهمت هذه المعارض على تنوع تقنياتها بين القديم والمعاصر كثيراً من مكونات الحضارة الإسلامية، ويأتي في طليعتها فنون السجاد التطبيقية، إلى جانب العمارة والزخرفة الإسلامية والخط العربي في مصر والهند وتركيا. يذكر أن هذه الدورة قد عقدت بمشاركة ثماني عشرة دولة عربية وأجنبية قدمت 269 فعالية تخصصية من معارض وورش ودورات تعليمية وعروض فيديو وندوات ومحاضرات، أقيمت جميعها في ربوع الشارقة، المنطقة الشرقية، المنطقة الوسطى، كما شارك فيها سبعة وعشرون ضيفاً من الفنانين والمفكرين، وسبع وعشرون مؤسسة محلية عملت مع إدارة الفنون على إنجاح فعاليات المهرجان باعتباره من المهرجانات الرائدة على المستوى الدولي في مجال تخصصه. وقد بلغت القيمة الإجمالية للمقتنيات 600 ألف درهم. كما أقيمت ندوة فكرية موازية بعنوان "الصيغ المتجددة في الفن الإسلامي المعاصر"، بمشاركة عدد من الباحثين والنقاد المتخصصين، خرجت بمجموعة مهمة من التوصيات، من أبرزها إنشاء مركز تخصصي للدراسات في الفنون الإسلامية بصفة عامة والتشكيلية بصفة خاصة، ومن بينها الفنون الممارساتية المرتبطة بالعمران والتصميم بصفة عامة، على أن يعنى هذا المركز بإقامة وتنظيم المؤتمرات التخصصية بشكل دائم، اعتماداً على طرح علمي مقنن، وتشكيل هيئة استشارية على نطاق الوطن العربي للتداول في موضوعات الندوات والفعاليات القادمة، والإعداد الزمني المناسب لتجهيز متطلبات المؤتمرات وتلقي المقترحات بما لا يقل عن ستة أشهر سابقة على التنظيم، أن يصاحب الندوات الفكرية، فعاليات تطبيقية معاصرة مثل إقامة معارض موازية تدور في فلك الندوات والمؤتمرات، ودعوة المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية التي تعنى بالفنون الإسلامية للإسهام في معرض حول الصيغ المتجددة، والعمل على دعم الدراسات والبحوث، وكذلك الباحثين المشتغلين في نطاق الصيغ المتجددة، وإيجاد آليات مناسبة لتوثيق الفنون الإسلامية، والاهتمام باستضافة الورش التطبيقية المرتبطة بموضوع الندوة.
