وسبب هذا التألق في تصورنا هو المنهج العلمي الذي اتبعته مديرة المسرح الفنانة عزة لبيب في تكوين وتدريب ورشة أطفال مبدعين يستمر تلقيهم للتدربيات طوال العام سواء كانوا مشاركين في عروض أم لا.. وقد ساهم الفنان الدكتور محمد عبدالمعطي في تعليم هؤلاء الأطفال الموهوبين واستفاد منهم في عرض من إخراجه, وهم سر حيوية ونجاح عرض بدر البدور والبير المسحور رغم ما فيه من هنات درامية ليست قليلة وقبل أن أشير إلي مالم يعجبني في المسرحية أري من اللازم أن أذكر النجوم الأطفال الذين أثبتوا تفوقهم وقدراتهم الفنية العالية وأولهم الفنانة الصاعدة مي الغيطي التي تنتمي الي عائلة فنية وتقف علي خشبة المسرح بثقة وثبات وتستطيع أن تتعامل بذكاء مع المواقف المفاجئة مثل صفير الميكروفون الحاد فتتوقف عن الأداء بشكل تلقائي وكأنها تفكر لحظة ثم تعود إلي إلقاء جملتها ببساطة.. ومثل هذا التصرف قد يحتاج إلي خبرة ومراس علي خشبة المسرح تختزلهم مي بذكاء في أولي تجاربها الجادة وإلي جانب مي يتألق أحمد عصام في دور نور العيون وسهر سامح في دور بدر البدور في طفولتها المبكرة بالإضافة إلي مريم محمد وحبيبة محمد وهالة أحمد ومحمد عصام وابراهيم محمد ونغم عيد وعبد الرحمن محمد الذي ارتدي ملابس الجدي طوال العرض ولم تظهر ملامحة. احتضن هؤلاء المجموعة من نجوم الغد الفنانة القديرة سلوي محمد علي في دور الأميرة لولا وفادي خفاجة الذي يزداد نضجا وثقة مع كل تجربة جديدة ويؤدي في هذا العرض دور أكبر من سنة الحقيقي بالأضافة إلي هايدي بركات وخالد نجيب ويثبت باسم قناوي أننا أمام مخرج واعد يملك أدواته وينجح في قيادة وتحريك مجموعات الأطفال والراقصين ليشاركوا أيضا بالأداء في العرض كما ينجح في اجتذاب عدد من النجوم علي رأسهم الفنانة الكبيرة ليلي طاهر لتقوم بالأداء الصوتي الراوي للحدوتة.. وتجتذب رغم عدم ظهورها علي المسرح انتباه وأسماع كل الحاضرين ونعود إلي النص الذي كتبته الدكتورة سهام عبدالسلام فنشير في البداية إلي أنه يحمل فكرة رائعة ويدعو لقيمة مهمة وهي عدم الخوف وضرورة التعلم وخوض التجربة لكنه مقيد بالخوف من مخالفة المجتمع رغم أنه يدعو الي عدم الخوف فعلي سبيل المثال ما الداعي إلي سفر والدي بدر البدور ونور العيون خلفهما يحملان الماء والزاد لحماية أولادهم في وقت الخطر؟! إن هذه الفكرة وحدها تدمر عنصر المغامرة في رحلة بدر البدور فالمفروض أن يشعر المشاهد الطفل بشيء من التوتر والقلق علي بطلة القصة في طريقها الي قصر الغولة لكن ذهاب والدها ووالد صديقها خلفها يضر بمعني المغامرة نفسها ثم إنه يعطل الفعل الدرامي من أجل مشاهد تعلق علي ماحدث ولاتضيف جديدا.. واتمني أن تقدم الكاتبة في عروضها المقبلة أعمالا أكثر جرأة وشقاوة لتناسب جيلا ثائرا معاندا لايقبل بأنصاف الحلول مثل جيلنا البائس. المحرر