كان المنظر مهيباً ويشعر بالفخر بعد نهاية مباراة منتخبنا مع الكويت، عندما استقبل الإعلاميون مدرب "الأبيض" مهدي علي بالهتافات والتصفيق لحظة دخوله إلى قاعة المؤتمرات الصحفية الملحقة بملعب استاد البحرين الوطني، وكانت هذه المرة الأولى التي يستقبل فيها رجال الإعلام مدرباً بالهتافات والتصفيق لحظة دخوله القاعة . يستحق "مهندس الانتصارات" كل هذه الحفاوة، فهو صنع مجداً جديداً لكرة الإمارات بالتكافل مع اتحاد الكرة و23 نجماً، كانوا أول من أمس حديث دورة الخليج، واحتار المراقبون في التسميات، وماذا يطلقون على "الأبيض" مابين منتخب الأحلام والفريق السوبر وغيرها من التسميات التي تدل على احترام كبير للاعبينا ومدربنا . وفي المؤتمر الصحفي كان مهدي علي منتشياً بالفوز، والمهم كانت رسائله المتعددة ورداً على السؤال الخاص بمدى تأثير المدرب الوطني في اللاعبين، قال مهدي علي: الإجابة عن هذا السؤال ليست عندي، وإنما أترك الحكم للجمهور، وأضاف: المستوى هو الذي يحدد كفاءة المدرب من عدمها، وأهم ماعندي الآن وحالياً هو ان شعب الإمارات سعيد ومبسوط وفرحان . وحول اسباب التغييرات في خط الدفاع وهل هذه التغييرات تعكس عدم رضى الجهاز الفني عن المدافعين في المباريات السابقة، قال مهدي علي: بالطبع لا، وأنا راضٍ عن جميع مدافعي الفريق، وكيف لا أرضى عنهم وإننا لعبنا أربع مباريات حتى الآن ولم تستقبل شباكنا سوى هدفين وسجلنا 8 أهداف حلوة وملعوبة، وأضاف: للأسف بعض الناس ينظرون إلى الأخطاء بمنظار مقلوب، يتوقفون عند آخر لاعب أخطأ ولايتوقفون عن صاحب الخطأ الأول، أنا ركزت على البداية بمهند لأنه فرض نفسه وتألق في المباراة الأخيرة امام عمان، وهذا ليس لسبب أن زملاءه كانوا سيئين، أما عبدالعزيز صنقور وعبدالعزيز هيكل ومحمد أحمد فهم كانوا معي لفترات طويلة، ويعرفون ما أريد وأعرف ماذا أريد منهم . وقال مهدي: منتخب الإمارات صاحب شخصية، وأثبت انه منتخب صاحب هوية، ولايخشى مواجهة أحد فقد لعبنا ضد أورغواي وإنجلترا في الأولمبياد أمام أكثر من 85 الف متفرج، صحيح ان نجوم منتخبنا صغار السن ولكنهم يمتلكون خبرة ميدانية كبيرة في الملاعب وأقل واحد منهم لعب 50 مباراة دولية . وحول أسباب عدم مشاركة حمدان الكمالي قال: أجبت على هذا السؤال وقلت إن مهند أدى مباراة كبيرة أمام عمان وظهر بمستوى ممتاز، ونحن في النهاية لايهمنا من يشارك، وسبق أن كنت صريحاً معكم للنهاية وقلت لكم لايوجد بديل واحتياطي في صفوف "الأبيض"، وقلت لكم إن جميع اللاعبين أساسيون ورددت كثيراً أن المجموعة تتألف من 23 لاعباً أساسياً . وتابع مهدي علي: أعتقد أن أحمد خليل وعلي مبخوت من أكبر مكاسب منتخبنا في البطولة وأنا سعيد بتألق جميع اللاعبين، ولكن عودة أحمد خليل وعلي مبخوت للتسجيل اسعدتنا كثيراً . ورداً على سؤال أحد الصحافيين السعوديين في أن "الأبيض" نجح في كسر قاعدة ان بطولات كأس الخليج التي تنظم في البحرين دائماً يكون اللقب فيها لمصلحة "الأزرق" قال مهدي: نحن سعداء بكسر القاعدة ولكن أعتقد ان الانجاز الحقيقي هو الفوز بكأس البطولة . من شاكر إلى مهدي: تفوقت على الجميع اعترف حكيم شاكر المدير الفني للمنتخب العراقي، أن المنتخب البحريني قدم أداءً أفضل من فريقه في شوط المباراة الثاني الذي جمع الفريقين في الدور قبل النهائي . وأكد شاكر أن نجاح المدرب الوطني في تجربته هو مع المنتخب العراقي، وتجربة مهدي علي مع المنتخب الإماراتي ما هو إلا امتداد لنجاحات المدربين الوطنيين السابقين مع منتخبات بلادهم، مثل حسن شحاتة ومحمود الجوهري مع مصر، وناصر الجوهر مع السعودية . وامتدح شاكر المدرب الإماراتي مهدي علي، مشيراً إلى أنه تفوق على جميع المدربين في البطولة . الإعلام الخليجي يمنح "الأبيض" لقب الظاهرة حول اللقب الذي أطلقه الإعلام الخليجي على منتخبنا من خلال السؤال الذي وجهه أحد الإعلاميين إلى مهدي علي طالباً منه كشف أسرار الظاهرة الإماراتية في كرة القدم التي تعد مثالاً يجب أن يحتذى به في المنطقة العربية والخليجية، قال مهدي علي: الظاهرة التي تقصدها هي أن هذا المنتخب تدرج وتسلسل عبر مختلف المراحل السنية بداية بالناشئين ومروراً بالشباب والأولمبي وحالياً منتخب أول . الجيل الحالي ولد بطلاً قال مهدي علي: أريد أن أكشف لكم معلومة وسر قد لايعرفه أحد غيرنا، وهو أن تشكيلة مباراة الكويت شهدت مشاركة 10 لاعبين تحت 23 سنة باستثناء مهند وعلي خصيف، لقد بدأت مع هذا المنتخب مساعداً للمدرب في العام ،2003 وأعتقد ان هؤلاء اللاعبين ولدوا أبطالاً، أنا سعيد بهذه التجربة المتميزة ولا أملك سوى أن أحمد الله كثيراً على التوفيق مع هذه المجموعة والكوكبة المتميزة من اللاعبين . مترف يطالب بعدم المبالغة في الأفراح امتدح مدير المنتخب الوطني مترف الشامسي الدور المعنوي الممتاز لجماهير "الأبيض" في دعم اللاعبين أمام الكويت، وقال إنها كانت النجم البارز في اللقاء مع اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم في البطولة بتحقيق الفوز الرابع على التوالي . وأكد الشامسي أهمية المباراة النهائية في البطولة لتأكيد جدارة المنتخب بالنتائج المشرفة التي حصل عليها، بفضل التكاتف الرائع بين لاعبي "الأبيض" والجهازين الفني والإداري . وزاد: ثقتنا كبيرة في لاعبي المنتخب وندرك أنهم يتطلعون إلى إحراز أفضل النتائج والمهم عدم المبالغة في الأفراح والتركيز على المباراة النهائية، وأعتقد أنهم حصلوا على الخبرة التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم بفضل مشاركاتهم الناجحة في بطولات عدة، خصوصاً نهائيات أولمبياد لندن 2012 . وقال: لاعبو المنتخب يستحقون التقدير على نتائجهم الجيدة في "خليجي 21"، والمهم التركيز في المباراة الحاسمة في النهائي . أهداف الدقائق القاتلة إذا قدر للأبيض الفوز ببطولة كأس "خليجي 21"، سيكون حقق اللقب من دون خسارة أو تعادل ولعل ذلك يحسب ضمن الإنجازات غير المرئية . ولابد من الإشارة إلى أن "الأبيض" يعتبر أكثر المنتخبات الخليجية إجباراً للجمهور الخليجي للتوحد والاجماع على تميزه في كل شيء، ومن أبرز النقاط التي لفتت الأنظار في مشوار منتخبنا في "خليجي 21"، أن معظم أهدافه جاءت في الدقائق القاتلة من زمن المباريات، أي مابعد الدقيقة 84 . في انتظار الأمنية الخامسة قال مهدي علي: كانت لي خمس أمنيات، وتحققت منها حتى الآن أربع أمنيات وتبقت الأمنية الخامسة، وعندما سأله الإعلاميون عن الأمنية الخامسة التي لم تتحقق بعد، قال سأخبركم عنها في الوقت المناسب، وقال ضاحكاً إذا كان هناك أحد يتذكر أنني قلت هذه الأمنيات قبل أربع سنوات من الآن ولكن مازلت في انتظار ان تتحقق أمنيتي الخامسة . فوزي: نقدر تضحية جمهورنا أهدى لاعب المنتخب الوطني محمد فوزي الفوز الرائع ل"الأبيض" على الكويت في الدور نصف النهائي إلى أصحاب السمو الشيوخ والجمهور الإماراتي الذي كان حاضراً في المدرجات، وقال إن "لاعبي المنتخب قدموا صورة مشرفة عن الكرة الإماراتية في خليجي البحرين وكانوا في مستوى التوقعات والطموحات المرجوة من قبل الشارع الرياضي" . وأكد فوزي أن لاعبي "الأبيض" أكثر ثقة لتحدي جميع الظروف في المباراة النهائية يوم غد الجمعة، وعلى قدر المسؤولية للدفاع عن طموحات الكرة الإماراتية، موضحاً أن "المرحلة المقبلة مهمة جداً لتعزيز طموحات المنتخب في المنافسة على اللقب، وستعزز كثيراً من ثقة اللاعبين، ما يدفعهم إلى الظهور المشرف في الميدان وإحراز النتيجة التي تسعد الشعب الإماراتي . وعبر فوزي عن أمله في أن تتابع الجماهير الإماراتية دعمها للمنتخب في المباراة النهائية على غرار الصورة المشرفة في المباريات الماضية، مشيراً إلى أن اللاعبين يقدرون كثيراً التضحيات الرائعة من قبل الجماهير وحرصها على السفر من الإمارات إلى البحرين لمساندتهم في البطولة ودعم طموحاتهم في المنافسة، خصوصاً بعد أن أثبتوا للجميع أن المنتخب قدم نفسه بطريقة جيدة واستحق التقدير والاحترام .