تقرير برلماني ناقشه نواب الشعب الثلاثاء، كشف عن تعثر استعدادات بلادنا لاستضافة خليجي 20 المقرر إقامتها في عدنوأبين في نوفمبر 2010. "الجمهور" سبق وأن أشارت إلى الإشكاليات التي تواجه استعداداتنا لهذا الحدث الكروي الهام في العديد من أعدادها السابقة.. أهم تفاصيل ما جاء في تقرير البرلمان وقضايا أخرى متعلقة نوردها في هذه التناولة. التقرير البرلماني صدر من لجنة التعليم العالي والشباب والرياضة وتضمن نتائج النزول الميداني للجنة إلى محافظات عدنوأبينولحج للتعرف على مدى ما وصلت إليه الاستعدادات لخليجي 20، وتضمنت خلاصة التقرير البرلماني 5 أسباب رئيسية للتعثر الذي يواجه استعدادات اليمن لاستضافة خليجي 20. هوة واسعة أول هذه الأسباب هو غياب التنسيق بين اللجنة العليا المنظمة للاستضافة والمجالس المحلية بالمحافظات الثلاث (عدن- أبين- لحج). ولعل ما جاء في التصريح القصير الذي أدلى به الأستاذ حسين البهام- مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة أبين- ل"الجمهور" في عدد سابق، مؤشر واضح لوجود هوة بين اللجنة العليا المنظمة للاستضافة والمجالس المحلية في المحافظات المعنية، حيث أبدى البهام استياءه من اختيار موقع بعيد جداً عن التجمعات السكانية في مدينة زنجبار لإقامة استاد خليجي 20 "استاد الوحدة"،. وأنه كان يتمنى ألا تقل سعة مدرجات الاستاد عن 40 ألف مقعد بدلا عن 25 ألف مقعد حتى يكتسب مواصفات "الاستاد الدولي"، وبالتالي يمكن الاستفادة منه مستقبلا في استضافة أية بطولة قارية أو دولية.. بمعنى آخر ان اختيار موقع الاستاد وتحديد مواصفاته تمت بصورة مباشرة من اللجنة العليا دون التشاور مع قيادة محلي أبين والمسؤول الأول عن قطاع الشباب والرياضة في المحافظة، والذين هم بالتأكيد أدرى من غيرهم ب"شعاب" محافظتهم. المحليات بلا مهام السبب الثاني – وفقا للتقرير البرلماني- هو عدم تكليف المحافظات الثلاث المعنية بالحدث بمهام واضحة، وهذا واضح من خلال تشعب التصريحات عبر وسائل الإعلام من قبل مسؤولي السلطة المحلية في المحافظات الثلاث من جهة وعدم وجود أي مظهر من مظاهر التسويق لخليجي 20 في هذه المحافظات، باستثناء لوحتين أو ثلاث لوحات إعلانية ترحيبية في عدن لم يعد يظهر منها شيء بفعل عوامل التعرية من حرارة ورطوبة وغيرها منذ أكثر من عام. بلا رؤية السبب الثالث يشير نصاً إلى عدم وجود رؤية واضحة لدى اللجنة العليا لخليجي 20 في توزيع المخصصات المالية للمحافظات الثلاث وفقا للخدمات والمشاريع، وهذا شيء طبيعي طالما أن التنسيق غائب بين اللجنة العليا والمجالس المحلية بالمحافظات المذكورة وفي ظل عدم تكليفها بمهام واضحة من قبل اللجنة. ازدواج التمويل وتبعا لذلك ايضا فقد تطرق تقرير اللجنة البرلمانية إلى السبب الرابع والمتمثل في مشكلة ازدواج التمويل، موضحاً أن السبب في ذلك يعود إلى عدم وجود فصل بين المشاريع والبرامج الخاصة بخليجي 20 في مجال الشباب والرياضة بالمحافظات الثلاث. بطء التحضير السبب الخامس والأخير- وفقا للتقرير- هو البطء في عملية التحضير والاستعداد للبطولة رغم قصر الفترة المتبقية. قصة الشركات الدولية الأستاذ عبدالرحمن الأكوع- وزير الشباب والرياضة السابق- كان مدركا لأهمية عامل الوقت، رغم أنه في تلك الفترة كان لدينا متسع من الوقت أكثر بكثير من الآن، ولذلك فقد شدد الأكوع حينها على ضرورة إسناد مهمة إنشاء الاستاد الجديد في أبين لشركة دولية أو"كونسرتيوم" شركات دولية متخصصة، لأنها قطعا تتميز بكفاءة وإمكانيات وتخصصات أفضل بكثير من الشركات المحلية، وذلك بهدف إنجاز هذا المشروع قبل موعده المحدد ووفقا لأفضل المواصفات. وبعد فترة وجيزة من ذهاب الأكوع من وزارة الشباب وتوليه منصب وزير الدولة أمين العاصمة، وإسناد قيادة وزارة الشباب والرياضة لحمود عباد، أتحفنا الكرشمي وزير الأشغال بتصريح تعهد أو أكد فيه قدرة الشركة اليمنية للطرق والجسور على تنفيذ الاستاد الجديد بالمواصفات المطلوبة في موعده المحدد، وراهن على إمكانيات الشركة التي وصفها ب"الكبيرة" على إنجاز مشروع كبير كهذا. نية مبيتة تصريح وزير الأشغال كان تمهيداً للمفاجأة التي حدثت بعد ذلك في إعلان نتائج مناقصة المشروع والتي أرسيت على 3 شركات مقاولات محلية، وهو دليل على أن هناك نية مبيتة لإزاحة الشركات العالمية والمتخصصة من تنفيذ هذا المشروع خلافاً لتوجه وزير الشباب والرياضة السابق عبدالرحمن الأكوع. باقي 70% و 7 أشهر!! استاد الوحدة بأبين يفترض أن يكتمل إنشاؤه قبل موعد البطولة ب6 أشهر أي في شهر مايو 2010 والذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 7 أشهر، في الوقت الذي يشير فيه تقرير اللجنة البرلمانية إلى أن نسبة الإنجاز حتى الآن لم تتجاوز ال30%. وهنا نتساءل هل بإمكان الشركات المحلية الثلاث التي اقتسمت كعكة هذا المشروع أن تنجز نسبة ال70% المتبقية من المشروع في 7 أشهر؟!!. أين تصريحاتك يا كرشمي؟!! وهل يمكن أن يفسر لنا وزير الأشغال أسباب بطء شركة الطرق والجسور في تنفيذ أكبر جزء من المشروع، وهو الذي سبق وأن راهن على كفاءتها وقدرتها على إنجاز المشروع بأكمله في موعده المحدد؟!! تجهيزات الاليكتروميكانيك نشير ايضا إلى نقطة أخرى هامة جدا أوردها التقرير والمتعلقة بتجهيزات الاليكتروميكانيك "التكييف ونظم إطفاء الحرائق والشبكة الكهربائية والساعات الالكترونية الخاصة بالملاعب" والتي قال التقرير بأنه لم يبدأ تنفيذها بعد ولم تعلن مناقصتها بعد، رغم أن هذه التجهيزات تحتاج لمدة لا تقل عن 12 شهراً. ولو افترضنا جدلاً بأن تحديد مواصفات هذه التجهيزات وإعلان مناقصتها وفتح المظاريف وتدشين العمل بها سيتم خلال شهر واحد وهذا صعب إن لم يكن مستحيل، فإن موعد البطولة سيحل علينا دون إكمال هذه التجهيزات ولو تم تنفيذها قبل موعد البطولة فإن التنفيذ لن يكون وفقا للمواصفات الفنية المطلوبة وإنما وفقاً لمواصفات "الكلفتة"!! المتربصون!! ووفقاً لتصريح النائب الشيخ الخضر العزاني مقرر اللجنة، فإن أكثر الشكاوى التي رفعتها اللجنة من واقع الميدان هو نقص وبطء صرف المخصصات المالية المعتمدة للمشاريع والأعمال الإنشائية بالإضافة إلى مشاكل ما يسمى ب(الحراك) التي تعرقل العمل وتضايق العمال، حد تعبيره. ختاماً وهنا نقول لرئيس الحكومة وقيادة اللجنة العليا المنظمة: أن أعداء الوطن والوحدة يعملون على عرقلة المشاريع الإنشائية ويتآمرون على إفشال خليجي 20، في الوقت الذي أزعجتمونا بتصريحاتكم وتطميناتكم بالإنجاز التي يكذبها الواقع الميداني.. اللجان الفرعية للجنة العليا المنظمة لم تضم الكوادر المتخصصة وإنما المشائخ والمقربين بفعل المجاملات والمحسوبية والمصالح الشخصية. فهل آن الأوان منكم للإعلان عن خطة واضحة لإنجاز الأعمال المطلوبة وفقا لخارطة زمنية محددة، وهل آن الأوان لنتكاتف جميعا من أجل إنجاح أهم حدث رياضي في المنطقة وتشريف بلادنا وتفويت الفرصة على الحاقدين والمتآمرين والمتربصين؟!!.