الاختلاف في وجهات النظر مسألة طبيعية في سلوك الإنسان منذ بداية فجر التاريخ الإنساني، لهذا فالمشكلة ليست في الاختلاف، وإنما في اعتقاد البعض أنهم على حق وهم الأصوب في رأيهم ومن يخالفهم على خطأ وفي ضلال كبير، ليس هذا فحسب بل أن بعضاً من ذلك النوع يسعون إلى إيجاد تبريرات من أخبار السلف تؤيد رأيهم وتدحض آراء الآخرين المخالفة لهم. ولنا في الحركة الحوثية ممثلة بمؤسسها الروحي بدر الدين الحوثي وابنه حسين خير مثال على ذلك النوع الذي يزكي رأيه ويسفه آراء الآخرين. وكان لتعصبهم حول آرائهم تبعات مؤلمة أدخلت البلاد في فتنة كبيرة، كنا في غنى عنها لو تم تحكيم العقل والمنطق فيما ذهبوا إليه من اجتهادات فكرية ودينية مخالفة للشرع والقانون. خمسة حروب والسادسة ما زالت رحاها تدور مخلفة خسائر بشرية سواء من المتمردين الحوثيين أو من أفراد القوات المسلحة والمواطنين. حروب متتالية كانت نتاج تعصب أعمى لمعتقدات آمن بها الحوثيون وارتكبوا من أجلها المحرمات دون أن ينهاهم في ذلك ناهٍ، وإذا كان الحوثيون للإسلام يعملون وللرسول وآل بيته وعزته ينتسبون، فهل يدركون أن القرآن الكريم إذا كان يأمر النبي أن يقول نحن وأنتم لعلى هدى أو في ظلال مبين فكيف بمن لا ينزل عليه وحي؟!!.. كيف يدعي أنه على حق؟!!. إنهم والله ينطبق عليهم قوله تعالى" قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا". نعم فالحوثيون هم الأخسرون أعمالاً ولو كانوا يفهمون لأدركوا أنه يجب ألا يزكي المرء نفسه وآراءه مهما سمت مكانته وعلا شأنه، فالله سبحانه يقول:" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" ويقول: " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله يعلم بما يصنعون". ولكن من المؤكد أن الحوثيين لم تلامس شغاف قلوبهم تلك الآيات ولم يتفكروا ويطيلوا التأمل والقراءة الجادة في معانيها، ولو كانو كذلك ما ضلوا عن جادة الصواب ولا أمروا بارتكاب المحرمات وشق عصا الطاعة على ولي الأمر والتحريض على الكراهية والحقد على أساس مذهبي بغيض. ولو أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً لكانت أفعالهم فيما يرضي الله ورسوله والمسلمين جميعاً، غير أن سعيهم ضل لأنهم بأفعالهم الشنيعة الأخسرون أعمالاً كما نبأ به القرآن الكريم، على لسان سيدنا محمد صلوات الله عليه. ومن كانوا على هذه الشاكلة من الإفساد في الأرض وزرع بذور الفتنة بين صفوف المسلمين فقد وجب قتالهم واستئصال شأفتهم، ليس فقط انتصاراً للوطن، وإنما للإسلام وآل البيت الذين هم من كل ذلك براء. ونقول للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس القائد الوحدوي علي عبدالله صالح إن الحوثيين قد زينت لهم أعمالهم فرأوها حسناً ولهذا فهم مستميتون في سبيل عقيدتهم الضالة. فلا تأخذه بهم رحمة ولا تذهب نفسه عليهم حسرات ولينزل فيهم بأساً شديداً، ليكونوا عضة وعبرة لمن تسول له نفسه أن يحذوا حذوهم.