انتهت مهمة منتخبنا الوطني للناشئين في تصفيات أمم آسيا لكرة القدم التي أقيمت في أرضنا وبين جمهورنا، بالفشل وظلت إجابة السؤال الأهم معلقة حتى الآن: من المسؤول عن هذا الإخفاق؟!!. "الجمهور" تحاول من خلال التناولة التالية وضع النقاط على حروف هذه الإجابة. في البداية لا بد من تحديد الأطراف المعنية بهذا الموضوع وهم: اللاعبون، الجهاز الفني، اتحاد الكرة، وزارة الشباب، الجمهور، الإعلام. جمهور عظيم بالنسبة للجمهور، فقد أدى واجبه على أكمل وجه حيث احتشد عشرات الآلاف في استاد المريسي في جميع المباريات التي لعبها المنتخب، وكان بالفعل اللاعب رقم (12) ويكفينا هنا أن نشير إلى تصريحات مدرب المنتخب السوري عقب مباراة فريقه الأخير مع منتخبنا، والتي أكد فيها بأنه لم يشاهد جمهوراً يحضر بالآلاف إلى المدرجات ليشجع ويؤازر فريقاً ناشئاً في أي بلد مثل الجمهور اليمني. إعلام مواكب الإعلام ايضا كان له دور بارز في تغطية فعاليات هذه التصفيات أولا بأول.. الصحف نشرت أخبار وتحليلات المباريات.. والقنوات الفضائية نقلت المباريات مباشرة وعلى الهواء بخلاف "دعممتها" المعهودة. عزم وإصرار اللاعبون أدوا ما عليهم في الميدان وبغض النظر إن كانوا هم الأفضل في اليمن عند اختيارهم أم لا.. وهدف الفوز الثاني في مرمى المنتخب القطري والذي سجل في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني للمباراة، مؤشر واضح على الإصرار والعزيمة التي يتحلى بها هؤلاء اللاعبون. الوزارة لم تقصر أما ما يتعلق بوزارة الشباب والرياضة، فإننا لم نسمع من أحد أية شكوى من تقصير في دعم المنتخب طيلة فترة إعداده حتى انتهاء مشاركته. اتحاد + جهاز وبناء على ما تقدم فإن المسؤولية عن هذا الإخفاق تنحصر في الجهاز الفني للمنتخب وقيادة الاتحاد العام لكرة القدم. كبش فداء مستحق عادة ما يتم تقديم الجهاز الفني والتدريبي ك"كبش فداء" في أي إخفاق كروي في أي بلد نامٍ مثل اليمن لإسقاط مسؤولية قيادات الاتحاد الكروي، ومع ذلك نقول بأن الجهاز الفني يتحمل جزءاً من المسؤولية عن هذا الإخفاق. شاهد على المجاملة محمود عبيد -مساعد مدرب المنتخب - قال في المؤتمر الصحفي الأخير الذي أقيم عقب مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب السوري، بأن عملية اختيار اللاعبين تمت بطريقة مستعجلة لقصر فترة الاختيار التي لم تتجاوز 10 أسابيع، في الوقت الذي لا يوجد دوري للناشئين في بلادنا. وهنا نقول بأن بلادنا حبلى بالمواهب ونذكر الكابتن محمود عبيد بأن المدرب الألماني سبيتلر طاف كل المحافظات واختار أفضل تشكيلة لمنتخب الناشئين الذي شرفنا في نهائيات أمم آسيا، وحقق أفضل إنجاز كروي لليمن بتأهله إلى كأس العالم للناشئين بفنلندا. كما نذكره بمجموعة من الأسماء التي تم اختيارها من أبناء النجوم القدامى وأبناء القياديين الإداريين المقربين من اتحاد الكرة، وهو مؤشر على المجاملة والمحسوبية التي رافقت عملية الاختيار. سوء الإعداد وفي الجانب الآخر.. يتحمل اتحاد كرة القدم مسؤولية أكبر عن هذا الإخفاق، ونشير هنا إلى كلام مساعد المدرب، والذي أشار فيه إلى قصر فترة الإعداد وعدم توفر مباريات تجريبية دولية بالإضافة إلى حديثه عن عدم وجود دوري كروي للناشئين في بلادنا. دوري الناشئين أولاً وهنا نطالب اتحاد الكرة بأن يتخذ قراراً شجاعاً بوقف المشاركة في أية استحقاقات عربية أو قارية أو دولية للناشئين حتى يتم تنظيم دوري كروي وعلى نحو منتظم سنوياً، وأن يضع حداً للتدخلات في شؤون مدربي المنتخبات وخصوصا عند اختيار قوائم اللاعبين. الاستعانة بالأكفاء وعلى اتحاد الكرة أيضاً أن يستعين بذوي الكفاءة والخبرة في العلاقات العامة مع الاتحادات الكروية العربية والقارية والدولية للتنسيق في مسألة الترتيب للمعسكرات الخارجية والمباريات الودية التجريبية مع فرق ومنتخبات شقيقة وصديقة ومنذ وقت مبكر حتى لا تكون معسكراتنا مجرد سياحة فقط.