أحقاً أفل نجم سهيل الجوفي وتوارى عن الأنظار مسرح الحياة اليمنية والى الأبد ذلك النجم الذي عرفته بثلاث نجمات هي رتبة النقيب حينما كان يأتي لزيارة والده العميد الركن رزق صالح الجوفي الى مكتبه وهو حينها مديراً لبحث أمانة العاصمة وقبل تعيينه مدير الأمن الأمانة وكنت حينها أتردد على مكتبه لمتابعة أخبار الحوادث لموقع "26 سبتمبر نت". صحيح أننا قد تعودنا نحن معشر الصحفيين أن نفقد كل يوم زميلاً عزيزاً علينا ابتداء من الفقيد خالد عنتر والعقيد ناصر الغرسي والزميل العزيز الأستاذ محمد عبد الإله العصار رئيس تحرير مجلة معين الصادر عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر لكن خبراً استشهاد النقيب سهيل رزق صالح الجوفي الذي فجعت به أثناء تواجدي بالعاصمة الأردنية عمان لإجراء عملية قلب كان قد وقع علي كوقع الصاعقة وأكاد لا اصدق ما قرأته عبر شريط أخبار الفضائيات اليمنية عن استشهاده وكأني به أراه ماثلاً أمامي بدماثة أخلاقه وجم تواضعه وهدوءه الذي لا يقارن ورزانته التي ليس لها مثيل ورجاحة عقله وسمو أخلاقه وعلو قيمه ومبادئه التي قلما توفرت في مثل هكذا زمن انعدمت فيه كل معاني الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية إلا في القليل من الناس النادرين أمثال هذا الشاب الخلوق سهيل الجوفي رحمه الله. أخر اتصال لي بالفقيد الراحل كان قبل أشهر قليلة أتذكر حينها ، أحد الزملاء الصحفيين اتصل بي لكي نوسط العميد ركن رزق صالح الجوفي للإفراج عن أحد شباب الثورة من أحد أقسام الشرطة وكان قد تم اعتقاله من ساحة جامعة صنعاء ويومها اتصلت للعميد رزق الجوفي وكان مدير لبحث الأمانة على هاتفه الجوال ولأن الهاتف كان مغلقاً فقد اتصلت على هاتف المنزل وجاوبني النقيب سهيل وأخبرته أن يتحدث مع والده للتوسط بالإفراج عن ذلك الشاب وقال لي لايرضيني أنا وأبي أن يعتقل شاب صاحب رأي مع أرباب السوابق من قتلة ولصوص ومحترفي الجرائم وكررت الاتصال مرة أخرى فرد علي العميد رزق الجوفي وقال لقد أخبرني سهيل بطلبك وقد أجريت اتصالاتي للإفراج عن ذلك الشاب ولايرضيني أن يعتقل مثل هذا مع أرباب السوابق ولم تكن إلا دقائق معدودة وكان قد تم الإفراج عنه الشاب النجم اليماني سهيل الجوفي كان الفقيد رحمه الله خلوقاً طموحاً عصامياً يحلم بمدينة فاضلة وكان على وشك الانتهاء من تحضير رسالة الدكتوراه التي كان يحضرها في دولة ماليزيا الصديقة ولكن مشيئة القدر أبت إلا أن تصطفيه إلى جوار ربه قبل الحصول على رسالة الدكتوراه لأن موقعه الحقيقي هناك في عليين في مرتبة الصديقين والشهداء ورحمة الله تغشاه وسلام عليك أخي سهيل يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.