"الحكمة الحكمة.. الرأي الرأي".. مقولة التمسك بأهدابها أغوى المرجفين الذين في قلوبهم مرض, مع ذلك يكون من الالتزام الأخلاقي والقناعة المبدئية أن الانتماء للوطن الجنوبي بالمواطنة الحقوقية المتساوية قاعدة متوافق عليها، إلا أنها لا تعطى لنفر حصلوا على المواطنة وأصولهم من الجوار ثم يدعون علينا أنهم (الأصليون) وبقية الجنوب في عاصمته السياسية والأبدية (وافدون)!!. حالة مرضية مزمنة عند الذين لم يحسنوا الولاء للهوية من مكتسبي الجنسية بالمواطنة.. لحظة عجز و عقد مركبة للقفز على حقائق الجغرافيا والتاريخ وأن (عدن) بفخر تبع لخاصرتيها أبين ولحج, بعد قيام الدولة الوطنية الجنوبية احتلت (عدن) موضع القلب للجسد السليم, أمر جسّد حقيقة أن الأمة الجنوبية الحضرمية تاريخياً ستظل إنسانية لم تعرف التعصب العنصري العرقي المقيت, مسألة يصدقها من عرف أن رائد الأغنية فيها الفنان محمد جمعة خان، وكبير شعرائها عاشق ساحل أبين الشاعر لطفي جعفر آمان دون أن يسأل أحد عن أصولهم من أين جاءت؟!. قضايا يكره الخوض فيها رغم روائح خيانة بعض مكتسبي الجنسية على شاكلة خينا راشد محمد ثابت وعقوق الوريا محمد سالم باسندوه, لكن إعادة نكش بلاعة (الجمعية العدنية) مجددا فرض واجباً وطنيا للدفاع عن جنوبيتنا, دون أن يشوش ذلك على مسلمة الانتماء للجنوب دوما بالمواطنة, مواطنة حقوقية متساوية لا يشوبها من أين جاء جذرها القومي سواء عربيا, مكيا, فارسيا, صوماليا, يمنيا, حبشيا, هنديا.. الخ. العكس.. الواقع فيه صور غير التي يحاول التشويش عليها نفر من (خينا).. هنالك وطنيون جنوبيون من أصول غير عربية وانتماؤهم انتماء عدني أباً عن جد بعنفوان وطني يصر "أنا أولاً جنوبي حر"، ومهروا الولاء العظيم بالدم الطهور.. حاله تميزهم عن بضاعة (Adeni Taiwan) الوافدين عشرينات وخمسينات القرن الماضي كعمالة للقاعدة البريطانية أو مزارع القطن في دلتا تبن وبنا. عودة نبرة العدنية بعيداً عن الجنوب موقف سياسي استيطاني لإعادة إنتاج خيار (اليمننة) على الجنوب العربي الحضرمي.. فعل يائس بائس لإعادة تكرار فعل أسلافهم بحرف مسار الحركة الوطنية الجنوبية خمسينات القرن الماضي.. محاولة عقيمة لن تعيق الحراك التحرري عن هدف استعادة الدولة و الهوية وليس النظام السابق.. كلمة حق لكنها لا تبرر للبعض بحجة العداء (للاشتراكي) التبشير باستعادة حالة ما قبل 30 نوفمبر 67م, نظامنا القادم جمهوري ديمقراطي تقدمي مدني ومن قرح يقرح يا غريب. *منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن [email protected]