السفير الأمريكي قال المبادرة الخليجية لم تشترط اعتزال صالح السياسة!!.. مرخ أو بُرش أو اعتذار سامج وهمج لليمنيين لتدخله في تفاصيل لا تعنيه ومنها تحديد من يمارس السياسة ومن يعتزلها، وكأن السياسة وممارستها تمنح بفتاوى وبتصاريح من الخارجية الأمريكية. ربما الأمريكان شعروا بأن حساباتهم كانت خاطئة في اليمن بشكل عام وبحادث السفارة والمارينز، وأظهرت مواقف أمريكا أننا مجرد مهمشين لا خيارات أخرى لنا كدولة لها موقع هام وتنوع سياسي وخصوم وحلفاء وتاريخ حضاري ودولي قديم واستكشافات نفطية وثروة بشرية يصلح أن يكونوا حتى قراصنة أو إرهابيين أو مخترعين ومنتجين، متناسيين علاقة اليمن الجنوبي بروسيا. ولقد استغلت أمريكا حضورها بتحيز و بوقاحة ضد قاعدة شعبية طرف صالح وتم إجباره على التنحي دولياً أو تحويل اليمن إلى منطقة توحش، ففوت صالح عليهم فرصة الابتزاز الدولي واليوم يقفون مناهضين للتحول الديمقراطي عن طريق دعم أدواتهم التقليدية "الاخوان المسلمين" أو الاسم الأنسب لهم "التدين الأمريكي" وممكن أن نسميهم "الاسلام السياسي الأمريكي"، وقدم الأمريكان الاخوان المسلمين كطرف سياسي يمني لهم مساندون وأتباع كثيرون يستحقون السلطة كأغلبية، وصوَّروا أنهم – أي الاخوان- كانوا محرومين منها بسبب عدم احتكامنا للصندوق الانتخابي، وما هم في الحقيقة إلا جماعات مطلوبون في قضايا ثارات ونزاعات وإرهاب وفساد وتجارة أسلحة وتهريب وتدمير مصالح يمنية لأجل الابتزاز الامريكي والتدخل في شؤون اليمن، وفي الحقيقة الأمريكان يدعمون هؤلاء بقوة وبسرية وبقناع "شركاء في الديمقراطية وفي مكافحة الإرهاب". وسيظل السفير الأمريكي وأمريكا وادواتهم في صنعاء محل اتهام مباشر من الأطراف الدولية ومن قبل العامة باليمن في حادث محاولة اغتيال الرئيس صالح ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، والذين نجوا – جميعاً- في هذا الحادث عدا رئيس مجلس الشورى الذي توفى إثره. وقد شاءت إرادة الله فضح الإسلام الأمريكي الإرهابي ومن ينتهك معتقداتنا الإسلامية ويلوثها بقوة النفوذ الدولي ومجلس الأمن وتجنيد الدراويش والضحايا كأدوات احتلال ومبرر للغزو الأمريكي، الذي نعتقد انه سينتهي في عام 2014م كما اعتراف بذلك الرئيس الأمريكي أوباما، واعترف أيضاً بأن تنظيم القاعدة سينتهي في عام 2014م.. ومَنْ القاعدة ومَنْ امريكا؟!!.. أظن بأن اليمن تجاوزت سياسة الحلف الواحد كما كانت في السابق، وستكون بحكم تنوعها السياسي المتواضع محل تطلع للعديد من الأطراف الدولية التي تبحث عن حلفاء تساعدهم على النهوض، لا مجرد أدوات للتدمير وتواجد المارينز الأمريكي بعد فشل الأمريكان في تسويق منتجاتهم الديمقراطية والجهاد (القاعدة). لذا أقول إن على الشيخ السفير الأمريكي مفتي الديار السياسية أن يطلب تصريحاً لمزاولة مهنة السياسة وتبني إنشاء حزب سياسي بدعم لوجستي من المانيا، الصين، إيران، ماليزا، كما أسس الرئيس فتاح الحزب الاشتراكي اليمني بدعم لوجستي من روسيا؟!!.. أم أن على أتباع فتاح ان يدفعوا كفارة ويصوموا سنتين متتاليتين (smile)؟!!.. وهل فتاح يا سعادة السفير الأمريكي في الجنة السياسية أم في النار السياسي لأنه أسس: "حزبك باقي يا فتاح حزب العامل والفلاح".